زوجي لا يسمعني كلاما معسولا .. دلع أم إحتياج أنثى؟

يحتاج التعامل مع الأنثى إلى رجل حكيم لديه من الخبرة ما يؤهله لفهمها وفهم إحتياجاتها وتقدير ما تتوق إليه نفسها وبذل الجهد لتحقيقه طالما كان ذلك في الإمكان.
 
فالأنثى مخلوق رقيق مرهف الحس يعيش على المشاعر الطيبة والجميلة، لذلك فهي ومهما عظمت قواها على الصبر وتحمل متاعب الحياة والصبر عليها وعلى كل ما يئن به قلبها من مآس، تحتاج إلى الكلمة الطيبة والمشاعر الحلوة من وقت لآخر لتستمد منها القوة لممارسة الحياة بكل ما فيها والإقبال عليها، ولكن هل يفهم الرجل ذلك؟
 
للأسف يرتكب معظم الرجال خطئية كبيرة في حق المرأة، ولا مجال للغفران فيها أبدا، وهي الإستهانة بمشاعرها وإحتياجاتها وإهمال إشباعها، وليس ذلك فحسب بل أنهم يقابلون إحتياجاتها بالسخرية والإستخفاف وهو الأمر الذي يزيد من حزن المرأة.
 
الكلام المعسول
كثيرا ما تشتاق النساء إلى سماع كلمات معسولة من أزواجهن، ولكن من يفهم ومن يقدر، فكثير من الرجال في غفلة كبيرة عما يدور بقلوب وخواطر نسائهم، فمثلا تتهم المرأة بأنها غير مسؤولة وتافهة عندما تطلب من زوجها أن يجد لها وقتا يسمعها فيها كلاما معسولا ويعبر لها عن إعجابه بها ويثني عليها .. فهل يعقل ذلك؟
 
افعلها إنت وإلا فعلها غيرك
عزيزي الرجل إن زوجتك أمانة بين يديك فعليك رعايتها وإشباع إحتياجاتها مهما بدت لك صغيرة وتافهة فماذا ستخسر لو أسمعتها كلاما عذبا حلوا؟ لن تخسر شيئا مطلقا، ولكنك ستخسر الكثير إن لم تفعل، والخسارة هنا يحددها مدى صبر الأنثى على الرجل، وأخلاقها، وتمسكها بتعاليم الدين، فقد تكون خسارة الرجل في نقصان حبه في قلب إمرأته وعدم تفكيرها فيه، وقد تكون الخسارة في حالات أخرى كبيرة هي الخيانة خاصة إذا كانت المرأة ضعيفة لرغباتها وليس المقصود هنا الخيانة الكبرى ولكنها ستبدأ صغيرة وستنتهي كبيرة، فإن لم تجد لها وقتا وإن لم تقل لها كلاما معسولا سيقوله غيرك وستخضع لسماعه مرات عديدة وهذا هو أول طريق الخيانة.
 
وقد تكون الخسارة غير ذلك بأن تفضل المرأة الفاضلة المحترمة الإنفصال عن زوجها الذي لا يلبي رغباتها ولا يهتم بإحتياجاتها كأنثى خوفا من السقوط سهوا في إثم بسبب وقوعها تحت إهمال وضغط كبير. 
 
ليس بدلع ولكنه إحتياج أنثى
على كل رجل أن يعي جيدا أن طلب الزوجة من زوجها الإهتمام بها وإسماعها كلاما معسولا ليس دلعا ولكنه حق لها وواجب عليه وهو إحتياج قوي قد تختلف درجته من أنثى إلى أخرى، كما أن حرص المرأة على طلب ذلك من زوجها يعدّ دليلا قاطعا على حرصها على الحلال أولا، وعلى حياتها مع زوجها وعشرتها معه ثانيا، فهي إمرأة فاضلة بكل ما تحويه الكلمة من معان قيمة يقدرها ويفهما فقط كل رجل يتمتع برجولة وحكمة وعقل كبير.
 
فالمرأة ليست للخدمة مطلقا، وليست بقطعة أثاث إشتراها الرجل وتركها في مكان ما في المنزل، فهي إنسان له مشاعر وأحاسيس تحركه وتلح عليه، فإذا لم تخضع لما تريده من عساه أن يفعل؟
 
وأخيرا حافظوا على نسائكم يا معشر الرجال، وانتظروا يوما ستُسأَلون عما فعلتم بهن.