ما هي الأسباب التي تقف وراء فشل الحياة الزوجية في المجتمع السعودي؟

تعد العلاقة بين الزوجين من أسمى العلاقات الإنسانية حيث أنها تحوي أسمى الصفات الوجدانية (السكن والمودة والرحمة)، ولا بد وأن تكون مبعث للراحة والأمان والهدوء، فعليها يقوم بناء المجتمع بأكمله، وهذا لا يعني خلو هذه العلاقة من المشاكل حالها حال سائر العلاقات، ولكن من المؤسف أن تتطور هذه المشاكل لتصل بهذه العلاقة إلى حد الفشل! 
 
ولقد أظهرت التقارير الإحصائية السعودية، ارتفاع نسب فشل الحياة الزوجية في المجتمع السعودي، والتي ترتبط بالارتفاع المتزايد والمستمر في حالات الطلاق أو فسخ العقد أو الخلع، باختلاف وتعدد الأسباب التي تقف وراء ذلك الفشل.
 
أسباب فشل الحياة الزوجية
أوضح الباحث السعودي عبدالرؤوف القرقوش، الباحث المتخصص في القضايا الأسرية والمجتمعية، إن العديد من الأسر اليوم تتعرض لتهديد حقيقي في استقرارها وسكينتها وطمأنينتها، إذ تعصف بها "عاصفة التفكك" نتيجة انحرافها عن مسارها الصحيح، وإصابتها بانفصال في مكوناته الأسرية، نتيجة العديد من الأسباب الشائعة والمنتشرة في المجتمع السعودي، والتي تؤدي إلى فشل الحياة الزوجية.
 
ولخص الباحث القرقوش أسباب فشل الحياة الزوجية في المجتمع السعودي، إلى 3 أسباب لخصها في "الفتور العاطفي"، و"عدم الاحترام المتبادل"، و"ضعف التواصل". 
 
الفتور العاطفي
أوضح القرقوش أن الفتور العاطفي قد يصيب بعض العلاقات وخاصة بعد السنوات الأولى من الزواج، وبالتالي إلى احتقان نفسي لا يحتمل أدنى خطأ أو تقصير من الآخر، مشيراً إلى إن الفتور العاطفي قد يكون أمراً طبيعياً من خلال سياق الحياة، واعتياد كل طرف على الآخر، وانطفاء جذوة الشوق لقرب كل طرف من الآخر.
 
وبين أن علاج هذه المشكلة يكون بالتركيز على عنصري "المودة" و"الرحمة" بشكل دائم وإظهارهما.
 
عدم الاحترام المتبادل
أكد الباحث أن عدم الاحترام المتبادل بين الزوجين على مستوى القول أو الفعل يقوض الكيان الأسري، ويعطي مؤشرا واضحاً لسقوط الاعتبارات الأخلاقية، ما يعني الحط من القدر ونكران الجميل.
 
وبين أن علاج هذه المشكلة يتمثل في النهوض بالحياة الزوجية على أساس من الاحترام الكامل والمتبادل لكرامة الإنسان وإنسانيته، فكما للزوج حقوق فعليه واجبات ومثل ذلك للزوجة.
 
ضعف التواصل
أوضح القرقوش أن ضعف التواصل يتجسد عندما ينعدم التواصل بين أفراد الأسرة، وتكون النفوس أرضية خصبة، تنمو فيها التصورات السلبية لعدم معرفة كل بالآخر، وهذا من أبرز أسباب نشوء الخلافات وحدوث التفكك في الأسرة، مشيراً إلى أن من أبرز أسباب ضعف التواصل، انشغال كل عن الآخر في زحمة الحياة، منوهاً إلى أن الجوال أصبح في عصرنا الحالي لصا محترفا سرق من مستخدميه أوقاتهم وشتت تركيزهم، وجعل أفراد الأسرة غرباء تحت سقف واحد.
 
وبين أن حل هذه المشكلة يتحقق بإيجاد جو من الحوار وتقنين استخدام هذه الأجهزة استخداما آمناً.