متى تكون الحياة الزوجية عبئًا ثقيلا على الزوجين ؟

يحدث وأن يضيق الخناق بين الزوجين خلال مسيرة الحياة الزوجية ويحدث أن يتيه كل منهما في عالم خاص به وحده إلى أن يحدث الإنفصال والطلاق النفسي بينهما

ويعد الإنفصال النفسي بين الزوجين البداية الحقيقية لانهيار الحياة الزوجية فالآن إنعدم التواصل وتمكن الروتين من الزوجين وضاعت الحميمية بينهما وأصبحت علاقة كل منهما بالآخر باردة وهنا يصبح طرفي الحياة الزوجين عبئا ثقيلا على بعضهما البعض لأن الواجبات والحقوق تمارس بصفة مهنية بحتة وكأنه عمل يومي لكل منهما، فالحياة الزوجية قائمة بينهما شكلا وميتة موضوعًا وهنا تكمن المأساه

يعتقد الزوجين أنه بإستمرار الحياة الزوجية بينهما بلا روح يحافظان على الشكل الإجتماعي لهما ويعتقدان أن الإنفصال النفسي بينهما وبالحرمان العاطفي سيحققان حماية لأبنائهما من ظُلمات الطلاق وهو إعتقاد خاطىء للغاية لأن حياة الزوجين خاوية حياة باردة يشعر الأبناء ببرودتها وإفتقارها للدفئ والرحمة والمودة والتواصل العائلي السعيد

وبعد أن أصبحت الحياة الزوجية باردة وبعد أن إتسعت الفجوة وبعدت المسافات بينهما يبدأ شعورهما بأن الحياة الزوجية عبء ثقيل على كل منهما ويفقدان القدرة على التمثل ويبدأ كل منهما في التفريط بالشكليات والتركيز على لب الموضوع وهو أن إستمرار الحياة بينهما بات أمرا ثقيلا وأن الأمر يستدعي خطوات جريئة وقرارات حاسمة لإنقاذ روح كل منهما التي باتت تلج بالأوجاع

وهنا تظهر رزانة وحكمة طرفي الحياة الزوجية بإتخاذ قرار سليم يحفظ جميع الحقوق، حقوقهما في الحصول على السعادة والرضا العاطفي حتى لو تحقق ذلك بإنفصالهما وبدء الحياة مع أطرف جديدة وحصول الأبناء على السعادة والشعور بالأمان والإحتواء ففي كثير من الحالات يكون من الأفضل للأبناء إنفصال الآباء وما يهم طريقة الإنفصال والإحترام المتبادل بين الطرفين والمودة والرحمة لأن هناك ثمار طيبة لعلاقتهما هم الأبناء