المجتمعات الرقمية: مصدر موثوق ومرجع للأمهات

آني أرسان الرئيسة الإستراتيجية للمنصات، حلول الأعمال العالمية، لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا وباكستان لدى تيك توك

توصف الأمومة غالباً بأنها أعمق علاقة في الحياة بين كائنين. في حين أن الأمهات عمومًا هم الشخصية الرئيسية في تربية أطفالهم، فغالبًا ما يعتمدون على أمهات أكثر خبرة للحصول على المشورة. يقال إن التربية تحتاج إلى مجتمع كامل من الناس لاختيار الأفضل للطفل، فهذا ما يجعل الأمومة شأنًا اجتماعيًا إلى حد كبير ويؤثر على الأهل باتخاذ قرارات رئيسية مثل اختيار المدرسة لأطفالهم أو مسائل أقل أهمية مثل الوصفات.

في حين ان طلب المشورة من مصادر موثوقة هي ليست ممارسة جديدة، فقد تطور المصدر نفسه على مر السنين. فقديماً كانت الأمهات تعتمد على أمهاتهن أو اقاربهن أو جيرانهن، بينما لاحقاً أصبحوا يتأثرن بقرارات اهل أصدقاء أطفالهم في المدرسة. على الرغم من اختلاف المصدر، الاّ انهن اعتمدوا على مجتمعاتهن او قريتهن. في الواقع، أظهر بحث أجراه علماء الأعصاب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس أن الحاجة إلى التواصل الاجتماعي مع الآخرين أساسية مثل حاجتنا للطعام والماء والمأوى، فنحن كبشر ننجذب نحو المجتمع. هذا الحال يزداد أكثر من أي وقت مضى لكن مع تغيير بسيط هو أن العديد من هذه المجتمعات أصبحت ترداد الى الإنترنت.

بفضل وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت الأمهات منفتحة لمجتمعات عالمية، وأصبح بإمكانها التواصل مع الأمهات الأخريات من خلال العالم الافتراضي. ومن خلال الوصول إلى الموارد والمشورة والدعم المستمرين، تتقدم الأمهات في تربية وتقديم الدعم في العصر الحديث وبناء أجيال المستقبل. تظهر الأبحاث أن 72٪ من الأمهات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يقضين ما لا يقل عن ساعة إلى ساعتين على وسائل التواصل الاجتماعي كل يوم، بينما يقضي 42٪ منهن ثلاث ساعات يوميًا. في حين أن جزء من هذا الوقت يمكن أن يكون للترفيه، فقد يكون جزء كبير منه مرتبطًا بأطفالهن. لقد اعتادت الأمهات على استخدام المنصات الرقمية للحصول على المشورة، وقامت بطوير وبناء علاقة ثقة مع المجتمعات ذات التفكير المماثل.

كلما أصبحت الأمومة أكثر اجتماعية، أصبح تصوير الأمهات أكثر شمولية، كما أن تعميم صورة الامومة جعل العديد من الأمهات يشعرن بالضعف أو عدم تمثيلهن من قبل العلامات التجارية. في الواقع، يسلط البحث الذي أجرته مجموعة الأعمال الإعلانية وجامعة زايد الضوء على أن غالبية الإعلانات التلفزيونية في دول مجلس التعاون الخليجي تستمر في ترسيخ الصور النمطية التقليدية للتميز الجنسي، حيث قال 85٪ من المشاركين في الاستطلاع أن مسؤولية العلامات التجارية هي تصوير النساء والرجال بشكل إيجابي.

مع وجود أكثر من طريقة للأمومة، وأكثر من مرحلة ومجموعة فريدة من احتياجات التربية، فإن فرصة بدء محادثات هادفة مع الاختلافات المتنوعة داخل هذه المجموعة هي كبيرة. تتحمل المنصات والعلامات التجارية اليوم المسؤولية، ولكن في الوقت نفسه لديها فرصة كبيرة، لتصبح مصدر ثقة ومرجع للأمهات ولتتفاعل معهن على المستوى العاطفي من خلال تقديم محتوى أصيل يساعدهن في هذه الرحلة، هذا ما يجعلهم يشعرون بأنهم مسموعون وممثلون.

تريد الأمهات مكانًا يعترف بكل انواع الأمهات ويحتفل بها ليس فقط بلحظات النصر اللامعة، بل أيضًا باللحظات التي غالبًا ما تكون فوضوية من رحلتهم الفريدة. الأمومة ليست كلها مرحة ففي بعض الأحيان تكون التجربة الأكثر تحديًا والأكثر صعوبة وقد حان الوقت للأمهات في كل مكان أن يكون لديهن مساحة آمنة لمشاركة الخير والشر والقباحة! إنهم يبحثون عن مساحة تحتفل بإلهامهم الفردي ومكان يقدر قيمة العناية بأنفسهم. لدى المنصات الرقمية والعلامات التجارية الفرصة لتقديم المساحة والمحتوى معاً للأمهات، مما يريحهن ويخفف الوحدة في حياتهم. بفضل قوة المجتمع الرقمي، يمكن ان تبنى الثقة والعلاقات القوية مما يؤثر ايجابياً لترويج العلامات التجارية والمنصات وتوسع مجتمعاتهم

على تيك توك، #MomsOfTikTok هو عالم ترحيبي حيث الأمهات أحرار في أن يكن أنفسهن وأن ولمشاركة تجارب الامومة بكل اريحية. إنه أيضًا مجتمع متعدد الوجهات، حيث لا يتعين على الأمهات التوافق على ذات النوع من الأمومة أو مع فكرة أي شخص آخر. مع وجود أكثر من طريقة للأمومة، فإنهم يبنون ويجدون مجتمعات فريدة ويتابعون مجتمعات تيك توك التي تجذب مشاركة عميقة مع مستخدمين آخرين وعلامات تجارية.

تقدم هذه البيئة المنفتحة فرصة هائلة للعلامات التجارية للوصول إلى هذا الجمهور القوي وبناء علاقات طويلة الأمد معهم.

المجتمعات الرقمية: مصدر موثوق ومرجع للأمهات