مخاطر ضرب الاطفال والاضرار النفسية المترتبة على ذلك

ضرب الاطفال والاضرار النفسية المترتبة على ذلك يمكن لمسه من خلال الدراسات الحديثة التي تتناول هذه الممارسات الخاطئة من قبل الآباء على أطفالهم ، حيث أن بعض اساليب التربية و التهذيب القديمة التي كان آباءنا وأجدادنا يتبعونها بالعادة ، و منها ضرب الأطفال ، ثبت بالدراسة و البحث أن لها أضراراً نفسية على المدى البعيد و القريب على الأطفال المعنفين ، هذا عدا الضرر البدني ، و الذي يعاقب عليه القانون في العديد من الدول ، و يسن له القوانين حتى في الدول العربية ، و ذلك لحماية حقوق الطفل من الإعتداء بالضرب المبرح الذي يؤدي أحياناً إلى القتل في حالات عصبية وخارجة عن السيطرة  بسبب ضرب الأطفال من قبل ذويهم . و من أبرز الأضرار النفسية على الطفل ، تصفها لنا الدكتور دينيس دولاريس ، مؤلفة كتاب ( التفكير السليم ، الأسس التاريخية للعلوم المعرفية ) Good Thinking, The Historical Foundations of Cognitive Science.

ضرب الأطفال يمنع سلوكهم السيء لكنه يضر بالعلاقة الأسرية

يمكن أن يمنع ضرب الطفل سلوكياته السيئة لفترة ، لكنه بنفس الوقت يضر بالعلاقة بين الطفل و الأم و الأب الذين يمارسون هذه الطريقة على أطفالهم ، حيث كما تعرض الطفل على الضرب ، سيمارسه في حياته  مع الآخري ، و هي طريقة للتعبيير عن غضبه أو استياءه ، و بالتالي تتشكل لديه عقد نفسية و عاطفية ، وبحسب الإحصاءات و البحوث ، فإن أكثر الأطفال تعرضا للعقاب بالضرب ، يعمدون إلى استخدام العنف مع آبائهم و السلطات العليا في حياتهم مثل المعلمين ، و تكون علاقاتهم الاسرية سيئة مع آبائهم ، و تصل منهم بلاغات أكثر بالضرب . كما يعانون بنسب كبيرة من المشكلات النفسية مثل الكآبة و الأرق و يبدون أقل تعاطفاً مع الآخرين ، و أقل تقديراً لمعايير السلوك الأخلاقي .

ضرب الأطفال يعلمهم أن الأخطاء شيء ممكن

إن بتعريض طفلك للضرب من قبلك أو من قبل والده ، يشكل مواجهة غير كفوءة بين شخص كبير حجماً و ادراكاً مع الطفل ، كما يجدر بالأم و الأب أن يكونا أكثر سيطرة ووعياً بالتعامل مع الأطفال بطريقة حضارية من دون إستخدام الأيدي . فإن ضربت الأم أو الأب الطفل ، فإنهما يوصلان رسالة للطفل بأن ضرب شخص أصغر و أضعف منك أمراً مقبولاً للحصول على ما تريد ، لذا فعليهم ان لا يستغربوا سلوك الطفل إن ضرب أطفالاً أصغر منه ، أو إن كبر ومارس العنف على زوجته مستقبلاً.

الضرب نتاج انفعالي ضار للأم و الطفل

لنفترض أنك كوالدة أكثر ميلاً لتقويم سلوك طفلك بإستخدام العقاب البدني ، كوسيلة لتنفيس الغضب و الإحباط الذي تمرين به ، لكن بمجرد رؤية نفسك بالمرآة في هذه الحالات ، فإن الصورة ستكون مخيفة بما فيه الكفاية للطفل ليصاب بالذعر و الإحباط أيضاً ، مما يزيد بالتالي من تراكمات خوفه و عدم ثقته . وبدلاً من ذلك ، يمكن وضع قوانين المنع و المكافأة للسيطرة على سلوك الطفل ، فعادة ما يحسب الطفل تصرفاته بالنقاط ، إن أحسن يكافأ ، و إن أساء يعاقب بالحرمان من أشياء يحبها ، و هذه هي الطريقة المثلى للعقاب التقويمي .

الحوار بدل الضرب

من خلال بحث أجري على 160000 طفل ، على مدى 50 عاماً ، ظهر أن الحديث مع الطفل و الحوار المتبادل ، لا يعمل فقط على تهذيب الطفل ، و إنما يعمل على تطوره ذهنياً و نفسياً بطريقة صحية ، و الأمر ينعكس على الآباء و الأبناء معاً .