لا للمال.. في مكافأة وعقاب الطفل 

المكافأة والعقاب من أهم سبل التربية، وهما وسيلتان مهمتان للغاية في ابراز اهمية الصحيح والخطأ عند الأبناء، ومن الوسائل التي يلجأ اليها الوالدان أحيانا لضبط وتهذيب سلوك أطفالهم بالمكافأة والعقاب "المال"، وذلك عبر منحهم المال لتعزيز سلوك إيجابي قاموا به، وحرمانهم منه لسوء تصرف نجم عنهم، أي أن المال هو اسلوب التفاوض المعتمد في مكافأة وعقاب الطفل.

المال كأسلوب تربوي 


اوضحت الاخصائية الاجتماعية جيهان توفيق، أن تربية الطفل تتطلب اتباع التعزيزات الإيجابية والسلبية الذاتية، أي أن المكافأة والعقاب من أهم وسائل التربية، وهما وسيلتان مهمتان للغاية في إبراز أهمية الصح والخطأ عند الأبناء، ويأتي التعزيز المادي من ضمن الاساليب المختارة من قبل الوالدين أحيانا، بينما يرى المربون والمتخصصون في هذا المجال أن اختيار هذا الاسلوب قد يدفع بالطفل إلى انحراف سلوكي اخر، حيث أن تبني هذا المبدأ التربوي، قد يحوّل طاعة الطفل وثمرة مكافأته لمقايضات ومساومات دائمة، وابتزاز من قبل الطفل، فلا يمكن للأبناء الطاعة أو تحقيق أي انجاز إلا بمقابل مادي، وأيضا لا يمكن عقاب الابن إلا بالمال. 

مكافأة الطفل بالمال


بينت الاخصائية أن مكافأة الطفل بالمال، يحول الأسلوب التربوي إلى "رشوة" و "ابتزاز"، فالرشوة تعني عدم شرعية التصرف، بينما قد يبتز الطفل والديه ليطلبان منه تعديل سلوكه مقابل إعطائه المال، خاصة وأن الأطفال قادرون على التحايل على الأهالي في العديد من المواقف، ما يتطلب التعامل معهم بذكاء.

معاقبة الطفل بالمال


ومن جانب آخر فان معاقبة الطفل بالمال، قد يدفع بالطفل إلى الانحراف السلوكي في بحثه عن مصادر أخرى للمال من خارج المنزل أو داخله، فالسرقة مثلاً من أبرز النتائج التي يخلفها حرمان الأبناء ومعاقبتهم بالمال، بالإضافة إلى أن البعض منهم قد ينتهج الاقتراض أو السلف من زملائه كأسهل الطرق للحصول على المال، دون أن يعلم أن الدّين يورث الحاجة والذل، ويفقد الإنسان هيبته وعلاقاته مع الآخرين، أي أن إن اتخاذ المال كوسيلة للعقاب أمر خطير، ولا يقل خطورة عن الإسراف والمبالغة في مكافأة الطفل واغداق المال عليه. 

أسباب عدم استخدام المال كأسلوب تفاوض مع الاطفال

يرى المتخصص فيصل كركري، أن استخدام المال كأسلوب تفاوض مع الطفل هو أسلوب خاطئ من الناحية التربوية، وأوجز أهم الأسباب التي تقف وراء ذلك، وهي:
-  الواجبات تُؤدى لأهميتها


ان المهام والواجبات المطلوبة من الطفل كأداء الصلاة أو أداء الواجبات الدراسية، مهام ضرورية لبناء شخصية ومستقبل الطفل، وبالتالي يجب تأديتها بحوافز غير مالية، كالتشجيع المعنوي، والقدوة الحسنة، أما ارتباطها بالمال فهو ارتباط سيء قد يدفع بالطفل إلى التخلي عن أدائها بمجرد التوقف عن إعطائه المال.

-  دافع للتحايل


قد يلجأ الطفل إلى التحايل على والديه في سبيل الحصول على المزيد من المال، فقد يتعذر بأنه غير قادر أو لا يجد وقتا كافيا، الأمر الذي قد يضطر الأب أو الأم لإعطائه المزيد من المال لحثه على القيام بالأمور الواجب عليه القيام بها بلا مال أساسا.

- زرع مفاهيم مالية خاطئة


ينشأ الطفل على مبدأ أني سأحصل على مال بمجرد قيامي بواجباتي الأساسية، وبالتالي فإنه سيستصعب القيام بالأمور الإضافية أو التطوعية لأنها غير مفهومة بالنسبة له، فبمجرد أن يتعود الطفل على ضرورة حصوله على المال للقيام بأي حركة أو سلوك فهذا أمر سيولد لديه مفهوما ماليا خاطئا على المدى الطويل.

- أداء المهام حبا وقناعة


يجب أن يقوم الطفل بواجباته حبا بوالديه وقناعة بكلامهما، وليس رضوخا للمال، وبالتأكيد لن يستمر الوالدين بإمداد الطفل بالمال للأبد، حيث سيأتي عليه يوم سيضطر لعمل ما يكره بلا مال ولا حتى تحفيز من الآخرين.