تقرير يفيد بتصاعد معدلات العنف ضد الأطفال عن طريق الإنترنت ويوضح طرق الحماية

أصدر التحالف العالمي لمبادرة "نحن نحمي" اليوم تقرير تقييم التهديد العالمي لعام 2021. وتضم المبادرة أكثر من 200 حكومة وشركة خاصّة ومنظمة مدنية من مختلف أنحاء العالم، وتهدف إلى تعزيز التحرك العالمي لمواجهة الإساءة والاستغلال الجنسي للأطفال عن طريق الإنترنت.

معدلات العنف ضد الأطفال

وأظهرت نتائج التقييم أن معدل الإساءة والاستغلال الجنسي للأطفال يتصاعد بوتيرة متسارعة تستدعي اتخاذ خطوات عاجلة في الاستجابة العالمية لإنشاء بيئات رقمية آمنة للأطفال.

ويشير التقييم إلى أن الإبلاغ عن هذه الجريمة سجّل أعلى مستوياته حتى الآن خلال العامين الماضيين، حيث قام المركز الوطني الأمريكي للأطفال المفقودين والمستغَلين (NCMEC) وحده بمعالجة 60 ألف بلاغ من هذا النوع كل يوم.

أما في العالم العربي، كشف استبيان أجرته شركة إيكونوميست إمباكت بتكليف من التحالف أن ما يقارب واحد من كل اثنين من المشاركين (44%) من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعرض لإساءات جنسية عن طريق الإنترنت في مرحلة الطفولة. ورغم أنها هذه النسبة تُعتبر من أدنى المعدلات في العالم، إلا أنها تبقى قضية ملحّة تتطلب اهتماماً عاجلاً.

كما يسلط التقييم الضوء على دور مرض كوفيد- 19 كعامل مساهم وراء ارتفاع نسبة الحوادث التي تم الإبلاغ عنها. ويشير التقرير إلى ازدياد نسبة المواد الجنسية المُنتجة من قبل الأطفال أنفسهم، مما يشكل تحدياً جديداً بالنسبة لنماذج الاستجابة المستخدمة حالياً، حيث سجّلت مؤسسة مراقبة الإنترنت زيادة بنسبة 77% في إنتاج هذه المواد بين عامي 2019 و2020.

الإنترنت في حياة الأطفال

قال إيان درينان، المدير التنفيذي للتحالف العالمي لمبادرة "نحن نحمي": "يلعب الإنترنت دوراً محورياً في حياة الأطفال في مختلف أنحاء العالم اليوم وبخاصة بعد انتشار كوفيد- 19. ولاحظنا على مدار العامين الماضيين تصاعداً في معدل انتشار الإساءة الجنسية للأطفال عن طريق الإنترنت وتزايد مستويات تعقيد هذه المشكلة. ويمثل هذا التقرير إنذاراً لنا جميعاً، ويدفعنا لتكثيف المساعي العالمية في هذا السياق وإنشاء عالم رقمي أكثر أماناً لجميع الأطفال".

محاور رئيسية

ويوضح تقرير تقييم التهديد العالمي لعام 2021 حجم ونطاق تهديد الإساءة والاستغلال الجنسي للأطفال عن طريق الإنترنت، ويهدف إلى تشجيع الجهود الرامية إلى مواجهة هذه الجريمة لتقليل المخاطر التي يتعرض لها الأطفال والوقاية منها.

وفيما يلي المحاور الرئيسية الثلاثة للتقرير:

  1. تشهد قضايا الإساءة والاستغلال الجنسي للأطفال تصاعداً في حجم انتشارها ومستوى تعقيدها لدرجة تفوق القدرة العالمية على الاستجابة.
  2. يجب التركيز على الوقاية بالدرجة الأولى، فرغم أهمية إنفاذ القانون والاستجابة القضائية الفعالة، ينبغي وضع استراتيجية مستدامة تتضمن إجراءات وقائية ناجحة. ويوجد حاجة ملحّة لضمان إنشاء بيئات رقمية آمنة تتيح للأطفال التعلم والتطور.
  3. تستدعي معالجة هذه القضية العالمية المعقدة تضافر جهود جميع المعنيين بحماية الأطفال خلال استخدامهم لشبكة الإنترنت لتحقيق نقلة نوعية في الاستجابة. ويشير المشهد إلى تغييرات إيجابية مع تصدر هذه القضية لأجندة الأعمال العالمية، وتطور تكنولوجيا الأمن الإلكتروني وزيادة سهولة الوصول إليها، والجهود الحثيثة التي تبذلها الحكومات.

دراسة

وفي إطار التقرير، أعدّت إيكونوميست إمباكت دراسة عالمية تناولت تجارب التعرض لإساءة جنسية خلال الطفولة وشملت أكثر من 5 آلاف شاب (تتراوح أعمارهم بين 18 و20 عاماً) في 54 دولة. وأفاد أكثر من واحد من كل ثلاثة مشاركين (34%) أنه طُلب منهم كأطفال القيام بفعل جنسي عن طريق الإنترنت دون رضاهم.

كما تضمن التقرير استبياناً لشركات التكنولوجيا كشف أن معظمها يستخدم أدوات للكشف عن مواد الإساءة الجنسية للأطفال (87% يستخدمون مطابقة القيم الرقمية لبيانات الصور)، فيما يستخدم 37% منهم فقط أدوات لرصد عمليات الاستدراج عن طريق الإنترنت.

ويشارك التحالف العالمي لمبادرة "نحن نحمي" خطة الاستجابة الاستراتيجية العالمية، التي تهدف إلى القضاء على الإساءة والاستغلال الجنسي للأطفال وتدعو إلى تعزيز مستويات التعاون الطوعي والشفافية وتطبيق تقنيات الأمن الإلكتروني وتعزيز مستوى التنظيم لتوفير بيئة إلكترونية أكثر أمناً للأطفال وزيادة الاستثمار في تطبيق القانون.

وبدورها، قالت المقدم دانه حميد المرزوقي، مدير عام مكتب الشؤون الدولية في وزارة الداخلية الإماراتية: "يشكل إطلاق تقرير تقييم التهديد العالمي لعام 2021 فرصةً لدراسة الجهود المبذولة لمكافحة الإساءة والاستغلال الجنسي للأطفال عن طريق الإنترنت وتحديد الأولويات والتعاون مع الأطراف المعنية في المجتمع الدولي ومشاركة خبراتنا وممارساتنا. ويمكن للحكومات توظيف هذا التقرير لتوجيه مساعيها، فالقضاء على هذه الجريمة في جميع أنحاء العالم يتطلب جهوداً مشتركة ومتخصصة".

وكما قدم التقرير مجموعة من النقاط الرئيسية، شملت:

  1. أبلغ 57% من الإناث و48% من الذكور المشاركين في الاستبيان عن تعرضهم لإساءة جنسية واحدة على الأقل عن طريق الإنترنت.
  2. أشار 57% من المشاركين من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى تعرضهم لإساءة جنسية عن طريق الإنترنت، مقارنةً بـ 48% من باقي المشاركين.
  3. أكّد 39% من المشاركين من الأقليات العرقية أو الإثنية أنهم عمدوا إلى حذف أو حظر من يرسل لهم محتوى جنسياً صريحاً قياساً بـ 51% من المشاركين من غير الأقليات.
  4. كشف 17% من المشاركين من الأقليات العرقية أو الإثنية بأنهم تحدثوا حول المحتوى إلى شخص بالغ موثوق به أو أحد نظرائهم، مقارنةً بـ 24% من المشاركين من غير الأقليات.