Reem Acra .. ابنة بيروت تبهر العالم من نيويورك

من شواطئ المتوسط إلى ساحل الأطلنطي، رحلة طويلة في المكان والزمان، قطعتها شابة بيروتية جميلة بكل ثقة وعزيمة، لتحتل مكانتها الرفيعة في عالم الأناقة الراقية، وليصبح اسم ريم عكرا Reem Acra سفيراً بليغاً، لبلد صغير يضج بالجمال وحب الحياة.
 
ليست الأناقة بالأمر الغريب على بنات لبنان، فهن يتربين عليه منذ الصغر، لذا ليس من الإنصاق أن ندعي أن علاقة عكرا بالموضة، قد ظهرت في مراحل الشباب كالمعتاد، بل إن ولع الفتاة البيروتية بهذا العالم المثير قد بدأ فعلياً في مراحل مبكرة من حياتها، ورغم نشأتها في أسرة تمتهن الطب بالأساس، إلا أن الألوان هي أكثر ما احتل خيال الصغيرة، لتنتبه مبكراً لما تمنحه هذه الألوان من بهجة للحياة، ثم زاد اهتمامها بأنواع الأقمشة وجودتها، وبدأت بحياكة بعض القطع لنفسها وأمها، مع عشق خاص للتطريز الراقي.
 
وعلى الرغم من أمارات الموهبة المبكرة على الصغيرة، إلا أنها قررت أن تسلك طريق الدراسة الطبيعية أولاً، فدرست إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية في بيروت، وتخرجت فيها عام 1982، ثم قررت أن تنطلق بعد ذلك، هرباً من الحرب الأهلية التي شوهت معالم البلد الجميل ربما، أو بحثاً عن فرصة حقيقية ناتجة عن العمل الجاد في أحضان الحلم الأمريكي على الأرجح، وهو بدوره – الحلم الأمريكي – لم يبخل عليها كما فعل مع الكثير والكثير من الحالمين، درست عكرا في معهد تكنولوجيا الموضة Fashion Institute of Technology بنيويورك، الذي زاملها فيه في أوقات مختلفة كثير من الأسماء الكبيرة مثل مايكل كورس وكالفين كلاين، لتتخرج فيه عام 1986 وتستقر بشكل نهائي في الدينة المزعجة، بوابة أمريكا المطلّة على الشرق.
 
لم تكتف عكرا بدراسة الموضة الأمريكية، فهي تعرف – كما نعرف جميعاً – أن موطن الأناقة الرسمي هو باريس، فاتجهت من فورها بعد ذلك إلى هناك، لتدرس مرة أخرى في معهد  École Supérieure des Arts et Techniques de la Mode (المدرسة العليا لفنون وتقنية الموضة)، ويبدو أن هذا أيضاً لم يكن كافياً ليشبع نهم عكرا للتعرف على أنماط الأناقة في كافة أنحاء العالم، فاتجهت بعدها إلى هونج كونج وتايوان، لتقضي سبع سنوات كاملة في تفاعل تام مع الحضارة الآسيوية العظيمة، لتعود منها مجدداً إلى نيويورك وتستقر نهائياً.
 
لم تبدأ عكرا مباشرة بممارسة المهنة التي تحب، ولكنها عملت لثلاث سنوات في تصميم الديكورات المنزلية، ولم تعتبر أن هناك أي تعارض بين هذا وبين تصميم الأزياء، "فالألوان موجودة هنا وهناك، والأقمشة موجودة هنا وهناك كذلك"، وكان من بين تلك التصميمات منزلها الخاص في منهاتن، الذي حوّلته إلى تحفة فنية من صنع يديها، واعتبرت أن هذا مزيد من الخبرة التي تثري تجربتها وهو ما كان بالفعل، لتنطلق بعدها عكرا عام 1999 بأول تصميماتها لفساتين الزفاف التي أجادتها بشدة، ثم تقدم بعد ذلك مجموعاتها من الملابس الراقية والجاهزة، التي حملت لمستها الخاص المسكونة بحضارة عريقة وخبرات متنوعة، لذا كان من المنطقي أن تحصد الإعجاب وتلفت الأنظار، وتحتل مكاناً مميزاً على السجادة الحمراء لكل المناسبات الكبيرة، وعلى أغلفة المجلات كذلك، بل وفي كثير من المسلسلات التليفزيونية الشهيرة مثل  Gossip Girl وUgly Betty، كذلك كان من الطبيعي أن تهتم كثير من نجمات هوليوود بارتداء تصميماتها المميزة في كل المناسبات مثل Eva Longoria، Halle Berry، Julie Bowen، Kate Hudson، Kristen Stewart، Olivia Wilde، Taylor Swift، والمذيعة اللبنانية الشهيرة أنابيلا هلال، وغيرهن الكثيرات جداً من أشهر النجمات.