الفنان متعدد المواهب "بيير كوكجيان": أرى العالم فوضى من الألوان

دمج بيير كوكجيان Pierre Koukjian بين ثلاثة توجهات، فهو فنان ومصمم ساعات ونحات مفاهيمي معاصر، صنفه بعض النقاد على أنه فنان ما بعد الحداثة .. أسس مع صديقيه ألفريد ترزيباكيان ولؤي كُزبري شركة "ديلاكور"  deLaCour عام 2003، ونالت شهرة واسعة، درس فنانين ناشئين بكليات في كل من هونغ كونغ وباريس ومدريد .. وعاش في الكثير من مناطق العالم، ويفضل الإبحار مع التيار. 
 
 
ما التصميم الأصعب الذي ابتكرته للساعة؟ ولماذا يعد صعبا؟
أنا لا أفرق بين أنواع التصميم، سواء أكان ذلك ساعة أو لوحة فنية أو قطعة من المجوهرات أو طقم شاي. الصعوبة تبقى نفسها، وهي إضفاء الحياة على فكرة مجردة، وترجمتها على أرض الواقع بشكل مرئي وملموس.
 
من أين تستوحي إلهامك في التصاميم التي تبتكرها؟
وجدت الإلهام في كل مكان زرته. توجد فورة الألوان في كل جوانب الحياة، سواء في الأمور الروتينية البسيطة أو في كل ما هو نادر وغير عادي. المسألة كلها تتعلق بوجهة النظر، ورؤية الموضوع من زاوية معينة. 
  
برأيك ما أصعب المراحل في ابتكار تصميم جديد؟
إيجاد الماهية والكيفية أمام صفحة فارغة بيضاء.
 
عام 2003 أسست مع صديقيك ألفريد ترزيباكيان ولؤي كُزبري "ديلاكور" deLaCour تحت شعار Since Tomorrow؛ كيف يمكنك تعريف رؤية هذا المشروع؟
كان عام 2003 شبيها بما نعيشه الآن، عام مليء بالمشكلات في جميع أنحاء العالم، والحرب في الشرق الأوسط، ومرض السارس في آسيا، وتدهور الأسواق المالية في نيويورك. وعلى الرغم من كل ذلك، كنت حاضرا باسم جديد وتصاميم فخمة مع الأمل في عالم جديد أفضل، وهذا هو أتى بـ "ديلاكور" إلى عالم الفن من خلال تصاميم جريئة وأفكار عصرية جديدة تكسر كل القواعد والحدود، وقد لاقى هذا المشروع النجاح. واليوم أنا بصدد خوض تجربة مثيرة وتحدٍّ جديد بالمستوى نفسه مع مشروع  HEDERAتحت شعار beyond function.
 
بِمَ تنصح المصممين الناشئين في عالم الساعات؟
كسر القواعد، عدم الاعتقاد بوجود حدود، واتباع الغريزة والحدس.
 
كيف وجدت نفسك في الفن؟ وهل كان ذلك أكاديميا؟
لم أكن أخطط لذلك، ولكن الفن عرف طريقه إلي، كنت أجد نفسي كل يوم أعبث في زوايا كتبي المدرسية. وكانت تلك الأعمال الفنية الصغيرة عبارة عن تحف فنية فتحت أمامي أبواب العالم الوحيد الذي شعرت فيه بأنني قادر على أن أقدم فيه مزيدا من العطاء. ولم أخضع لأي تدريب أكاديمي، وإنما أنا إنسان عصامي علمت نفسي بنفسي.
 
صنفّك بعض النقاد على أنك فنان ما بعد الحداثة Postmodernist، إلى أي مدى يتطابق ذلك مع أسلوبك؟
النقاد يتسرعون جدا في إطلاق الأحكام على الفنانين وتصنيفهم بحسب الحركات الفنية التي يرونها، أما أنا، فلا أرى نفسي فنانا ينتمي إلى حركة "ما بعد الحداثة"، أو إلى الفن الحداثي المعاصر أو أي حركة أخرى. هناك كلمة واحدة تصنفني، وهي "فنان". 
 
من أين تستقي إلهامك عندما تعمل على ابتكار قطعة أو لوحة فنية؟
من الصعب تحديد مصدر معين للإلهام؛ فأنا أرى العالم طيفا من فوضى الألوان، وكل ما علي فعله هو استخدام أناملي للعثور على شيء مثير وجديد يوحي بالإلهام.
 
ألقيت محاضرات أمام فنانين شباب في كليات في هونغ كونغ وباريس ومدريد، ماذا يمثل ذلك بالنسبة لك؟
إلقاء المحاضرات أمام المواهب الشابة أمر مفيد لي كما هو بالنسبة لهم. هذه المسألة بمنزلة عملية التناضح.
 
من لبنان إلى ألمانيا إلى أقصى شرق آسيا في بانكوك ثم سنغافورة ومدريد، لينتهي بك المطاف في جنيف .. كيف أثرت كل هذه التحركات في التعبير الفني لديك؟
لم ينتهِ بي المطاف في أي مكان، فأنا في تنقل مستمر. وهذا التنقل الدائم هو الذي يغذي ملكتي الإبداعية، إذ إن تنوع الأماكن يوفر تنوعا في لوحات وتشكيلات الألوان والتصاميم المستوحاة من اختلاف المأكولات والثقافات واللغات والطبيعة .. وأقتبس مقولة "لويس أرمسترونج" Louis Armstrong حين قال "... يا له من عالم رائع" And I think to myself what a wonderful world.
 
من يعجبك من الفنانين والنحاتين الآخرين؟
أحب الكثير من الأعمال، وأحاول أن أختار من كل فنان العمل الذي يجذبني. هناك الكثير من الفنانين الرائعين مثل "جون كورين" john curin، وعادل عبدالصمد، و"كريستوفر وول" Christopher wool، و"لويز بورجوا" louise bourgeois.
 
ما أفضل نصيحة تلقيتها في حياتك؟ وممن؟
نصيحة أمي بأن أكون مختلفا.
 
حدثنا قليلا عن حياتك العائلية الخاصة، أين تعيش؟ ومع من؟
الجزء الأول من السؤال معقد جدا، لكنني حاليا أعيش في تايلند، وأعمل من داخل استوديو خاص بي في بانكوك. رفيق دربي مسؤول فندقي www.indigo-pearl.com ونقضي أوقاتنا في التجول عبر أنحاء العالم.
 
أنت فنان ونحات ومصمم، كيف تدمج بين هذه التوجهات المختلفة؟ وأين تجد نفسك أكثر بحيث تستمتع بممارستها بشغف؟
أنا مصمم. وهذه موهبة يمكن أن تتجسد في أي وسيلة أخرى، لذلك فأنا أمارس التجارب في مختلف المجالات والمنافذ، كالساعات أو اللوحات أو المجوهرات. من خلال تجاربي هذه أبتعد عن الملل، وأبقى محتفظا بشغفي الطفولي.
 
كيف ينظر الناس في منطقة الخليج والشرق الأوسط إلى فنك وتصاميمك؟ وهل هناك أي حضور لك في هذه المنطقة أو خطة لتوسيع نطاقك ليغطي هذا الجزء من العالم؟
لدي قاعدة جيدة ورائعة من العملاء في المنطقة ممن يدعمون أفكاري التي أطرحها. وهذا في حد ذاته يمنحني حضورا وتوسعا من دون الحاجة إلى اللجوء إلى أي مشاريع أو مخططات. أنا لا أؤمن بالاستراتيجيات العملية، وأفضل الإبحار مع التيار.
 
على ماذا تشتغل حاليا؟ وما مشاريعك المستقبلية؟
أعمل حاليا على توسيع وتطوير "هيديرا" HEDERA لإحراز التقدم والنجاح. وبالنسبة لمستقبلي أعدكم بأنني سوف أخبركم عنه عندما أعلم به.