مسلسل" بريدجرتون" ـ Bridgerton ..فتيات بأفكار عصرية يبحثن عن الزوج المثالي في مجتمع تقليدي

البحث عن الزوج المثالي هي حالة لم تنته بمجرد زواج الفتاة من الشخص الذي تفضله في بعض المجتمعات، لكنها تحاول طوال الوقت البحث عن المواصفات الإيجابية بشخصيته لتبرزها وتحصل في النهاية على الأسرة التي تتمناها المتمثلة في الزوج المثالي، وهي نفس الرحلة التي خاضتها دافني "فيبي دينيفور" في مسلسل "بريدجرتون" ـ Bridgerton الذي بدأ عرضه قبل أسابيع على منصة نتفلكس، والذي تدور أحداثه في القرن الـ19، فبمجرد أن أصبحت دافني شابة ناضجة باتت محل اهتمام أسرتها والمقربين منها من أجل إيجاد العريس المثالي في الوقت الذي كانت تنافسها فيه العديد من الفتيات الجميلات ذوات الأصول النبيلة والعائلات العريقة في بريطانيا ضمن أحداث المسلسل.

رحلة البحث عن "عريس"

لم تتوقف دافني عن البحث عن عريس مثالي، شكلًا ومضمونًا، تصبح بسببه ذات مكانة مميزة في المجتمع البريطاني، وتحقق حلم تكوين الأسرة الذي تتمناه معظم الفتيات، وتجد شريك حياتها الذي تبادله المشاعر الرومانسية، إلى أن وجدت سايمون "ريج جان بادج" الذي بدأت علاقتها به لتخدع من حولها، لكنها في النهاية وقعت في حبه فعلا وقررت الزواج منه خوفًا من أن تتسبب علاقتهما في التأثير على سمعة عائلتها.

البساطة في كل شيء

دافني التي حققت في النهاية ما تريده من الزواج، سواء أسرة مستقرة وزوج تبادله الحب والرومانسية، مرت أيضًا مثل بعض الفتيات بالعديد من الأزمات في رحلة زواجها، التي بالرغم من بساطة قصتها من الخارج إلا أنها كانت مليئة بالعقبات في داخل أحداثها حتى تصل لأمنيتها الأخيرة في الزواج وهي إنجاب طفل، وربما كان الشعار الأمثل لحكايتها هو "السهل الممتنع"، فبالرغم من سهولة فكرة الإنجاب وعدم وجود ما يمنعها إلا أن زوجها قرر رفض الفكرة لأسباب قد تبدو لمن حوله غير مهمة بينما تمثل له الكثير.

وبالرغم من حالة "البهرجة" التي تتمتع بها شخصية دافني لظروف نشأتها في إحدى العائلات العريقة في بريطانيا، إلا أن ظهورها دائمًا ما كان بسيطًا وأنيقًا في كل شيء، سواء في الملابس أو الأداء أو الحوار أو حتى أحلامها التي تريد تحقيقها لحياتها المستقبلية.

شخصيات تقليدية بلمسة عصرية

مسلسل بريدجرتون رغم أن أحداثه تدور في حقبة ريجنسي إلا أن معظم شخصياته -خاصة النسائية- لم تتسم بالطابع التقليدي الذي ربما كانت تتسم به الفتيات في تلك الفترة، فبجانب وجود فتيات لا هدف أمامهن سوى البحث عن زوج مناسب عن طريق تواجدهن في مناسبات اجتماعية كثيرة؛ إلا أن هناك أيضًا فتيات تقليديات بلمسة عصرية، ومتفتحات، قررن أن الزواج ليس كل شيء في حياتهن، مثل شخصية إلويز شقيقة دافني، الفتاة الصغيرة المثقفة والقارئة والباحثة في كل شيء، والتي ربما خالفت بعض التقاليد في عائلتها لتثبت تحررها دون قصد، فقررت تدخين السجائر، فلم تكن إلويز مهووسة بفكرة الزواج كشقيقتها وصديقاتها، لكنها كانت مختلفة عن بعضهن وصاحبة شخصية مختلفة.

الأمر نفسه تكرر مع الكاتبة الغامضة التي تكتب مقالات لاذعة تنتقد فيها العائلات النبيلة وتصرفاتهم، وتكشف أسرار حياتهم دون أن يستطيع أي منهم تحديد هويتها، حيث كانت كاتبة المقالات التي عرفت باسم ليدي ويسليدون، قوية الشخصية وجريئة، تستطيع تغيير حال العديد من العائلات بقلمها، كنا نجحت في فرض السرية على هويتها حتى النهاية، ولم تكن فقط كباقي النساء اللاتي اهتممن فقط بالزواج.

قصص الحب المختلفة

المسلسل بالرغم من اهتمامه بقصة الحب الرئيسية بين دافني وسايمون، إلا أنه سلط الضوء أيضًا على العديد من قصص الحب الأخرى بين بعض الشخصيات، والأزمات التي تواجهها وخلفيات كل شخصية، سواء كانت حب من طرف واحد، أو الاختلاف الطبقي بين طرفين تسبب في عدم استطاعتهما التمادي في علاقتهما، أو من اكتشف خداع حبيبته قبيل زواجهما، كلها أحداث نالت اهتمام كبير من صناع العمل بقدر اهتمامهم بقصة الحب الرئيسية بين الدوق سايمون وحبيبته دافني بريدجرتون.

وركز العمل أيضًا على التناقضات التي تقع فيها بعض النساء من العائلات الشهيرة، حيث يحرصن على أمام الجميع على اتباع التقاليد المعروفة بين أبناء الأسر الراقية، لكن فيما بينهن وجلساتهن الخاصة، يظهرن الجانب الآخر لهن البعيد عن تلك التقاليد تمامًا، فيقمن بما يقوم به الرجال في جلساتهم، وهو ما يُظهر تناقض تفكيرهن ما بين ما هو ممنوع أمام الناس، ليجعلوه مسموحًا بينهن فقط.

منصة نتفلكس اعتمدت في المسلسل الشهير الذي تصدر قائمة الأكثر مشاهدة على المنصة منذ عرضه؛ على الألوان والديكورات المبهرة، كعادة معظم أعمالها مؤخرًا؛ حيث خطفت ديكورات المنازل وألوانها، والصورة الزاهية، إضافة إلى الملابس والإكسسوارات؛ خطفت أنظار الجمهور وباتت الملابس على سبيل المثال محور حديث جمهور العمل، والتي كشفت عن ملامح واحدة من أبرز الحقب في التاريخ البريطاني. 

ويقوم ببطولة مسلسل "Bridgerton" كل من فيبي دينيفور، ريج جان بادج، جوناثان بيلي، روبي باركر، جايسون بارنيت، سابرينا بارتليت، جوانا بوبين، هارييت كينز، بيسي كارتر، نيكولا كوجلان، كاثرين دريسديل.