ألبوم أنغام 2019.. حالة مكررة جداً!

فترة خاصة جداً تعيشها الفنانة أنغام هذه الأيام، كعنوان ألبومها الجديد "حالة خاصة جداً"، بسبب الضجة الكبيرة التي تحيط بها بسبب إعلان زواجها الجديد من الموزع الموسيقي أحمد إبراهيم، وبإهتمام جماهيري بالأغاني التي يبدو انها موجهة إليه أو تعبر عن حبها له، ولكن كل ذلك مع إخفاق موسيقي واضح في ألبومها الذي جاء كحالة مكررة وتقليدية جداً!

أنغام

هل ألبوم أنغام الجديد الأضعف موسيقياً في السنوات الأخيرة؟


عادت أنغام بألبوم مصري جديد يضم 14 أغنية من إنتاج شركة "روتانا"، بعد 4 سنوات من ألبومها "أحلام بريئة" وبعد ألبوم خليجي في تلك الفترة وعدة أغنيات منفردة، وتشوق الجمهور لمستوى الألبوم بسبب فترة الغياب وعنوانه الذي يوحي بتقديم أنغام لأغاني مختلفة وخاصة جداً ولكنه جاء تقليدياً على كل المستويات وربما الألبوم الأضعف فنياُ من بين الألبومات الغنائية في الفترة الأخيرة.

أولى الأشياء المكررة في الألبوم هو اللجوء إلى عنوان يعبر عن الحالة الإجتماعية التي تعيشها أنغام أو تصدير صورة مقصودة للجمهور حول الأجواء التي صاحبت الألبوم على حساب الأفكار والموسيقى داخله، وهي حيلة تكررت في الفترة الأخيرة وأصبحت حالة عامة مثل اختيارات إليسا لعناوين ألبوماتها أو شيرين وأصالة وغيرهن، ولكنها في النهاية لا تضيف جديداً على المستوى الفني وكأن عملية إختيار أسماء الأغاني هي الشيء الوحيد الذي يهم المطرب ويبذل جهداً به دوناً عن بقية المراحل الأكثر أهمية.

بدا واضحاً في الألبوم إهتمام أنغام الكبير بالكلمات كأهم عنصر في الأغاني على حساب بقية العناصر، وهو ما تسبب في خلق حالة من الملل والتقليدية من الألحان المتشابهة والمكررة ومن غياب الموسيقى في الألبوم، فجميع الأغاني بطريقة ومنطقة لحنية واحدة، حتى لو جاءت بعض الأغاني مختلفة قليلاً فهي تقع في التقليدية بأداء أنغام الصوتي الذي يعتبر من أكبر علامات الإستفهام في الألبوم الذي برغم عزوبته وبصمته المميزة إلا انه لم يميز الحالات الشعورية بالأغاني بسبب التزامها بالشجن واستدعاء الرومانسية حتى لو كانت زائفة أو في غير محلها.

لا يوجد تقليدية وملل أكثر من مقاطعة أنغام للأغاني الإيقاعية أو السريعة في ألبوماتها وأعمالها الأخيرة تماماً، فما الفرق بين أغانيها المنفردة في الفترة الأخيرة مثل "بخاف أفرح" و "متلخبطة" وبين أغاني ألبومها السابق "أحلام بريئة" و الجديد "حالة خاصة جداً"، هل اختياراتها انحصرت على الألحان الهادئة والكلمات الحزينة والرومانسية؟ وهل الرومانسية لا تجتمع مع الأشكال الموسيقى الأخرى؟ أو هل يعني ذلك الاعتماد الكلي على آلات بعينها مثل الكمان والبيانو والعود كخلفية مهمشة فقط؟ بالطبع لا والدليل على ذلك ان أنغام نفسها قدمت نماذج مميزة في الأغاني الدرامية بطريقة موسيقية جريئة وعصرية وحيوية مثل أغاني "عمري معاك" و "ليه سبتها" و "مجابش سيرتي" و"بتحبها ولا" وغيرها.

بهذا المنطق الذي اتبعته أنغام في اختياراتها في السنوات الأخيرة ألغت إمكانية تقييم أعمالها أو التفاعل معها من خلال الموسيقى أو الألحان، ويبدو ان هذا المنطق قد وصل إلى جمهورها أيضاُ ويظهر ذلك في طريقة تفاعلهم مع الأغاني من خلال قياس قوة كلماتها وجملها العاطفية أو المؤثرة وفرص تداولها على مواقع التوصل بشكل منفصل، لذلك كان من الطبيعي ان يخرج عدد كبير من الأغاني عن دائرة الاهتمام تماماً مقابل شهرة أغاني أخرى لتميز كلماتها مثل أغنية "ياريتك فاهمني" للشاعر نادر عبد الله، التي تعتبر من أقوى الموضوعات التي اختارتها أنغام، وكانت من الممكن أن تصبح نموذجاُ مثالياً لو أضيفت إليها المزيد من الجرعات الدرامية في التوزيع الموسيقي أو بجمل لحنية مبتكرة تبرز قوة الكلمات أو أداء صوتي أكثر حيوية وتغبيراً.

ومع خروج التوزيع الموسيقى والألحان من المعادلة وتواجد الكلمات فقط، جاءت بعض الأغاني بحالة متكاملة من الممل بسبب ضعف الكلمات أيضاُ ويمكن أن تعتبر هذه المجموعة أغنية واحدة للتشاذ111ضبة الكبيرة بينهما مثل "نزوة" و"هدنة" و"على حسك في الدنيا" و"هتقول لربنا ايه" و"مطمنة" و"هبدأ من الآخر" رغم اختفلا توزيعها قليلاً عن البقية، وفي المقابل مجموعة أخرى من الأغاني تتشابه معها في طريقة التقديم ولكن تحمل كلماتها رومانسية وغزل مباشرة مثل "حالة خاصة جداً" و "أساميك الكتيرة" و "بتوصفني بتكسفني" ويمكن أيضاُ اعتبارهم أغنية واحدة بسبب تنفيذهم المكرر والمتشابه.

هدف الألبومات الغنائية الأساسي هو تقديم مجموعة متنوعة من الأغاني والموسيقى لإرضاء الأذواق المختلفة من الجمهور، أو تقديم تجارب موسيقية معينة من خلال مجموعة من الأغاني، إذن ما الهدف من إنتاج 14 أغنية بدون تنوع أو بذوق واحد؟ كان من الإمكان ان تستغني أنغام عن عدد كبير من أغاني الألبوم التي لا تضيف بل تقلل من فرص التجارب الجيدة من هذا الذوق في الاستماع بسبب الشعور بالممل أو بالمقارنات كأغنية "ولا دبلت" مثلاً والتي تعتبر من التجارب المميزة في الألبوم من ناحية الكلمات واللحن وأداء أنغام المختلف بها الذي أضاف إليها المزيد من الدراما والحيوية خاصة مع استخدام صوتها ككورال في الأغنية.

ونفس الحال في أغنية "بقول ناسياك" أكثر الأغاني تميزاً في توزيعها موسيقياً لوليد فايد والذي أضاف إليها لمسة شعبية وطربية خاصة مع كلماتها التي تحمل قصة متكاملة وموقفاً وشعوراً واضحاً، ولا تعتمد على  كلمات وجمل رنانة لا تشكل في النهاية حالة محددة والتي تمتلي بها أغاني الألبوم، بالإضافة إلى أغنية "حبايبنا" التي تحمل فكرة مختلفة وبسيطة عن بقية أجواء الألبوم، وهي أكثر أغنية ملائمة لصوت أنغام وتفوقت في أداءها وتعطي شعوراً إيجابياً ومبهجاً رغم التوزيع الاعتيادي لها والذي يحاول إثبات عكس ذلك بإضافة أجواء من الحزن المصطنع، وتبقى أيضاُ خطوة غناء أنغام باللغة العربية الفصحى في "ليلى" مفاجئة وغير مفهومة الدوافع رغم أنها في حذ ذاتها أمراً إيجابياً لاختلافها عن الاختيارات الأخرى ولكن أنغام لم تكمل جرأتها في تنفيذها وخرجت كمحاولة متأخرة لإستنساخ قصائد نزار قباني ولم تشكل المفاجأة الكبيرة التي تستحقها خطوة كهذه، تماماً مثل خطوة إطلاق ألبوم جديد بعد غياب 4 سنوات ويصبح مثالاً في الفقر الموسيقي والتكرار والضعف!