نادين نسيب نجيم في "طريق"..المرأة الطموحة القوية أم المتسلقة المغرورة؟

قبل بدء عرض مسلسل "طريق" رسميا روجت له نادين نسيب نجيم عبر السوشيال ميديا وفي لقاءاتها في أنه يتبنى قضية المرأة الطموحة، الملهمة، الموهوبة والدؤوبة، والتي تنجح في تحقيق ذاتها بنفسها ولا تقف أمام العوائق، لكنها لم تنبه أحدا إلى أنها أيضا سوف تنتصر لنموذج المرأة المتعجرفة والتي تتمتع بصلف حاد والتي تستغل الرجل الثري حتى لو كان أميا لا يقرأ ولا يكتب وتتزوجه، في سبيل تحقيق ما تسميه طموحا مهنيا، هل النجمة الجميلة أخطأت قراءة رسالة مسلسلها رغم أن الأمر لا يحمل أي قدر من الالتباس كما هو واضح.. من هي أمير أبو مصلح حقا؟!

قصة "الشريدة" لأديب نوبل العالمي نجيب محفوظ المأخوذ عنها نص طريق، كن واضحا فيها أن البطلة تريد أن تهرب من وضعها المادي المعتثر، بأسرع طريقة، فالترقي الاجتماعي والمهني، أمر مشروع لكل طالما  هناك اجتهادا وطرق سوية،، ولكن كان واضحا في القصة أيضا أن البطلة تختار الطريق الأسهل وتوافق على الزواج من شخص لا يتوافق وقناعاتها ولا ذوقها يشبهها ولا طريقته في الحياة، ولكنه يحقق لها التأمين المادي، إذن لم يكن هناك مفاجأة في هذا الجانب، ولكن الغريب أن البطلة نادين نسيب نجيم كانت تروج لعملها بصورة مغايرة تماما معتبرة أن أميرة نموذجا.

الأمر كان واضحا جدا أيض في الرسائل القصيرة التي تمررها المحامية أميرة أبو مصلح على لسانها قبل كل حلقة، حيث تلقى اللوم على جابر، وتعلن أنها سوف تستمر في المثابر لتحقيق أهدافها، أية مثابرة؟!

ليس سيئا أبدا أن تقدم ممثلة موهوبة ونجمة بحجم نادين نسيب نجيم دورا جريئا مثل هذا، وشخصية مثيرة للجدل كأميرة، ولكن الغريب هو أن توحي بأنها نموذج ملهم لامرأة قوية تعتمد على مجهودها في الوصول، في حين أنها حانقة وساخطة طوال الوقت ولا تعرف الابتسام ولا توحي قصتها بالأمل من الأساس، الأمر يصل إلى أنها لا تتعامل بأي نوع من اللياقة وتبدو وكأنها المتعلمة الوحيدة في محيطها تقف على اطراف اصابعها طوال الوقت قرفا من الجميع.. إن كانت هذه أبعاد الشخصية فهذا أمر دراميا محمودا ونادين قدمته ببراعة وأمامها عابد فهد في واحد من أفضل أدواره بالسنوات الأخيرة، ولكن عليها أن تعترف أنها لم توفق من البداية حينما أشارت بأشكال متعددة إلى أن أميرة سيدة تستحق أن تكون هدفا ومسعى وتحتذي بها الأخريات، فما هو الإنجاز في التسلق والغرور الفارغ؟!

بعيدا عن تكبر وتعالي أميرة وأسلوبها المكروه كامرأة مستغلة، وعابسة الوجه، فهي حتى على مستوى الشخصية وتكوينها تحمل كثير من التشوهات النفسية، وبالطبع هذا ليس عيبا في الدراما، المأساة هي اعتبارها في رأي "نادين" امرأة إيجابية رغم كل هذا الفساد الأخلاقي الذي تتمتع به!