كيف تراجعت شعبية "صاحبة السعادة"؟ تكرار الضيوف والتصريحات والتخلي عن "النوستالجيا"

5 سنوات هي عمر برنامج "صاحبة السعادة" للفنانة إسعاد يونس، والذي بدأت تقديمه عبر شاشة cbc، ثم انتقلت به إلى شاشة dmc، ومع كل حلقة كان البرنامج يحدث ضجة كبيرة سواء بضيوفه غير المتوقعين، أو انفراداته الفنية باستضافة نجوم بعيدين تمامًا عن الأضواء أو باعتماده بشكل رئيسي على فكرة النوستالجيا التي كانت تلاقي ترحابًا شديدًا من الجمهور العربي بوجه عام والمصري تحديدًا.

لكن على ما يبدو أن البرنامج الشهير الذي استطاع تحقيق نجاحات كبيرة في السنوات الماضية، بات يواجه أزمة مؤخرًا في وجود أفكار مختلفة بعيدة عما تم تقديمه في السابق، فأصبح صناعه يلجأون لفكرة التكرار والإعادة، التي لم تضف أي جديد سواء للبرنامج أو ضيوف الفقرات.

بالتأكيد لا يمكن إنكار نجاح بعض حلقات الموسم الجديد والتي أعادت لنا نجوم ارتبطوا معنا بذكريات كثيرة لكنهم قد قرروا الابتعاد عن الأضواء لفترة طويلة، مثل الفنان توفيق عبد الحميد، والفنان أحمد نبيل، لكن في الوقت نفسه استنسخ البرنامج حلقات تم تقديمها في مواسم سابقة، وقرروا استضافة نفس الضيوف، لتأتي استضافاتهم الثانية بلا أي جديد!

اختفاء بريق "النوستالجيا"

ربما أكثر ما كان يميز "صاحبة السعادة" تركيزها على كل ما كان يرتبط بذكريات قديمة ومميزة مع الجمهور، فكانت استضافة نجوم فترتي الثمانينيات على سبيل المثال، حديث الجميع على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن الأمر لم يعد كذلك، فالبرنامج تخلى عن السمة الأساسية التي تميزه وهي "النوستالجيا"، وباتت الحلقات لا تفرق كثيرًا عن البرامج الأخرى المنافسة، فتعتمد على استضافة نجوم لديهم أعمال جديدة خلال الفترة الحالية، أو نجوم يجمعهم شيء مشترك، مثل حلقة المطربين الشعببين التي استضافت فيها أبرز نجوم الفن الشعبي في مصر من بينهم أحمد عدوية.

ثنائيات شغلت بال رواد السوشيال ميديا 

وبدلًا من النوستالجيا، بات البرنامج يعتمد أكثر على استضافة الثنائيات، الذين تجمعهم علاقة خطوبة أو زواج، على اعتبار أنهم محل اهتمام مواقع التواصل الاجتماعي، لكن بالرغم من اهتمام الجمهور بهم وبما يمرون به ويشاركوه مع متايعيهم على السوشيال ميديا، إلا أن هذا الجمهور نفسه لم يظهر اهتمامه بشكل كاف بنفس الثنائيات عند ظهورها في البرنامج، فلم يحتفِ مثلًا بقصة حب هنا الزاهد وأحمد فهمي التي ظهرت بوضوح في إحدى الحلقات خلال فترة خطبتهما، وربما لم يعلم بعضهم باستضافة حمدي الميرغني وزوجته إسراء عبد الفتاح، أو مصطفى فهمي وزوجته فاتن موسى مع إسعاد يونس مؤخرًا.

الشقيقات والأصدقاء وتفاصيل مكررة

ومن استضافة الأزواج والمرتبطين، إلى استضافة الأصدقاء أو الشقيقات، والتي باتت تعتمد حلقات كثيرة من البرنامج عليها، مثل حلقة هشام ماجد وشيكو، أو أيتن عامر ووفاء عامر، أو دنيا وإيمي سمير غانم مؤخرًا، لكن الجمهور المتابع فوجئ بعدم ظهور أية معلومات جديدة عن أي من الثنائي، بل كان ظهورهم مجرد تكرار لمقابلات سابقة في برامج مختلفة أو حتى في البرنامج نفسه، بالإضافة إلى الاعتماد على فقرة طويلة من "اللعب" أو المنافسة بين الثنائي، سواء في الطهي أو الأكل أو استعادة الذكريات والمعلومات، فتراجعت المتعة التي كانت تظهر بوضوح في حلقات المواسم الأولى.

تكرار الضيوف بلا جديد!

بعد أن تمت استضافة نجوم كانوا بمثابة "انفراد" في المواسم السابقة على cbc، قرر القائمون على البرنامج، إعادة استضافة نفس النجوم مرة أخرى، تحت إطار أفكار مختلفة للحلقات سواء حلقات غنائية أو عن علاقة الشقيقات أو نجمات شهيرات في إحدى الفترات، أو احتفالًا بأحد المناسبات الرسمية، لكن الجمهور اكتشف أن الاستضافة الثانية لم تأت بجديد عن الاستضافة الأولى في معظم الحلقات، بل اعتبر البعض أن ظهور بعض من هؤلاء النجوم مرة أخرى، كان مجرد مجاملة لصديقتهم إسعاد يونس.

محمد الشرنوبي

فكان من أبرز الضيوف المكررين الذين ظهروا بالبرنامج مرتين، محمد هنيدي وأيتن عامر ودنيا وإيمي سمير غانم، ونرمين الفقي ورجاء الجداوي وحميد الشاعري ودينا الشربيني ومحمد الشرنوبي، بالإضافة إلى فرقة أيامنا الحلوة التي تعتبر الضيف الدائم على حلقات البرنامج، فلم تمر أسابيع قليلة إلا ونجد أن هناك حلقة غنائية جديدة من البرنامج يكون ضيوفها أعضاء الفريق.

تراجع الاهتمام بحلقات الطبخ والأكل

بالرغم من أن الحلقات التي كان يحل فيها عدد من نجوم الفن، ليقوموا بالطبخ أو مشاركة إسعاد يونس في أكل بعض الوصفات من بعض المحال والأماكن الشهيرة؛ كانت تحقق نسبة مشاهدة عالية وتحصد اهتمام المشاهدين على مواقع التواصل الاجتماعي قبل ذلك، إلا أن تلك الحلقات المشابهة التي باتت تقدم في الموسم الحالي، لم تعد تنال نفس الاهتمام السابق، ولم نجد بعد كل حلقة تعليقات سواء سلبية أو إيجابية عليها.