"ضيوف الشرف" تجربة أثبتت فشلها مع النجوم..ومن استفادوا لا يتعدى عددهم أصابع اليد الواحدة!

لم يعرض عمل فني خلال السنوات القلية الماضية -سواء كان دراميًا أو سينمائيًا- إلا وكان هذا العمل يحتوي على قائمة كبرى من ضيوف الشرف الذين تحول ظهورهم من كونهم عنصر مؤثر في الأحداث، إلى الظهور كمجاملة لصناع العمل!

ففي الأعمال الفنية القديمة كان يتوقف ظهور ضيوف الشرف على مدى أهمية الدور، حتى وإن كان مجرد مشهدًا واحدًا فقط، لكن الحكم عليه يكون من الناحية الفنية، وهل سيستفيد الفنان صاحب الدور والعمل الفني معًا من هذا الدور أم لا؟، لكن الآن باتت فكرة ظهور ضيوف شرف بالعمل الفني مستهلكة وبلا هدف، فأصبحت أهمية العمل تتحدد بكثرة عدد ضيوف الشرف به.

البيع باسم "ضيوف الشرف"

وعلى عكس ما كان يحدث في الماضي، حيث كان يخفي صناع العمل أسماء ضيوف الشرف عن وسائل الإعلام حتى يتفاجئ بهم الجمهور في أول مشاهدة لهم؛ إلا أن الآن بات يتم الترويج للمسلسل أو الفيلم ليس فقط بأسماء الأبطال الرئيسيين، بل أيضًا بالتباهي بالقائمة الطويلة من الضيوف التي يضمها العمل الفني، بل ووضع بعضهم على البوستر الرسمي مثلما فعل صناع فيلم "122" بالرغم من أن أحمد الفيشاوي ومحمد ممدوح ليسوا أبطال رئيسين، إلا أنهما تصدرا البوستر!

نتيجة بحث الصور عن بوستر 122

فوجدنا في السنوات الماضية مسلسلات درامية معتمدة اعتماد كلي على ظهور أكثر من ضيف خلال الأحداث، حتى وإن كان دورهم لا قيمة له، لكن اللافت هو فكرة موافقة بعض النجوم الكبار أصحاب التاريخ الفني الطويل والمميز؛ على الظهور بمشاهد لن تؤثر في العمل أو في تاريخهم، بل يظهرون كمجاملة لأصدقائهم صناع العمل الفني، أو ربما لمجرد التواجد فقط وحتى لا يسقطهم الجمهور من حساباته لغيابهم المتكرر!

المستفيدون من الظهور كضيوف شرف

بالتأكيد هناك نجوم استفادوا من أدوارهم الشرفية، خلال السنوات الماضية، ونجحوا في أن يُحدث ظهورهم ضجة إيجابية لدى الجمهور، لكن هؤلاء عددهم قد لا يتخطى عدد أصابع اليد الواحدة، وكان من أبرزهم الفنان ماجد الكدواني المعروف عنه عدم مشاركته في أي عمل درامي، لكنه قرر الظهور في مشهد واحد من خلال مسلسل "تحت السيطرة" لنيللي كريم عام 2015، واعتبر متابعو المسلسل أن ظهور الكدواني هو من أفضل المشاهد المؤثرة التي قدمت بالعمل الناجح، حيث ظهر بشخصية مدمن متعاف، يروي تجربته مع الإدمان وكيف بدلت حياته إلى الأسوأ وكيف استطاع التغلب على أزمته.

مسلسل "الكبير أوي" كان من ضمن النماذج التي توظفت فيها أدوار الشرف بشكل جيد، فطبيعة المسلسل وحلقاته المنفصلة المتصلة، جعلت من السهل أن تقوم فكرة كل حلقة على وجود ضيوف شرف مختلفين، فباتت تلك الحلقات علامة مميزة في تاريخ الدراما الكوميدية في مصر، ولا زال يتذكر الجمهور حلقات بعينها وأبطال تميزوا من خلال العمل، مثل سمير غانم وباسم يوسف وعدد من أصحاب الأسماء غير المشهورة.

الأعمال الفنية برعاية قائمة طويلة من الضيوف

وفي المقابل كان هناك عدد هائل من النجوم والنجمات، مر ظهورهم في بعض الأدوار مرور الكرام، حتى وإن لاقى إعجاب الجمهور في البداية، لكنه في المجمل لم يكن له هدف أساسي ولم يكن يتطلب اسم فنان كبير للقيام به، وكان من أبرز الأعمال التي شهدت ظهور عدد كبير من الضيوف مسلسل "الواد سيد الشحات" لأحمد فهمي في رمضان الماضي وظهرت فيه هيفاء وهبي وأكرم حسني ومحمد ثروت وأحمد فتحي وسامي مغاوري، وفيلم "ليلة هنا وسرور" الذي ظهر به مصطفى خاطر وأحمد فهمي وفاروق الفيشاوي، وفيلم "سبع البرمبة" وظهر أحمد السقا وياسر جلال وأمير كرارة مع بطل الفيلم رامز جلال.

ويزخر أيضًا موسم أفلام عيد الأضحى هذا العام بعدد من الضيوف، في مقدمتهم الفنانة غادة عادل التي تظهر في الجزء الثاني من "ولاد رزق"، بالإضافة إلى سيد رجب وإياد نصار، فهل سيكون لظهورهم شكل مختلف يفيد العمل، أم سيكون مجرد مجاملة لأصدقائهم ولأجل التواجد في الموسم السينمائي الحالي؟