في "وش السعد" : انتحار ممثل كوميدي بمشنقة "الإسفاف"

تأكد جمهور الفنان محمد سعد مساء أمس  أنه مصر على الانتحار بمشنقة "الإسفاف" وان كبواته السابقة في أفلامه القائمة على تكرار تقديم شخصيات العاهات، وعبارات الإسفاف والسخرية التافهة والتحرش بالنساء ليست مجرد كبوة .. وإنما منهج لا يقدر "بوحة" على  تخطيه ولو امتلك قناة فضائية بحجم MBC.
 
الكل كان ينتظر الفرصة الأخيرة لإنقاذ ممثل موهوب اسمه محمد سعد برع أولاً في الأدوار التراجيدية، ولكن أوقعته الصدفة ليقدم واحدة من أشهر شخصيات الكوميديا في السينما المصرية الحديثة "اللمبي" ضمن أحداث فيلم "الناظر صلاح الدين"، وبعدها قدمها في فيلم مستقل، وأعجبته اللعبة كما صادفت هوى عند الجمهور فقدم شخصية "بوحة وعوكل"، ولكن مع التكرار فقد كل هذا بريقه وخفت نجم محمد سعد نفسه وتهاوت إيرادات أفلامه، فهجر الشاشة الكبيرة لمجال تقديم البرامج التليفزيونية واستعان بالنجمة الناجحة دوما "هيفاء وهبى" عسي أن تكون "وش السعد" ولكنه نقل كل أمراضه السينمائية للشاشة الصغيرة.. فصارت الكارثة أكبر بعدما ضجت مواقع التواصل الاجتماعى طوال ليل أمس بتشييع مسيرة ممثل كوميدي انتحر بمشنقة الإسفاف.
 
فكرة البرنامج براقة ويمكن أن تقدم كوميديا جادة، ونظيفة، ففي المقدمة يظهر المعلم بوحة وهو يقوم بالسطو على مبنى قنوات MBC، ليصبح المهيمن عليها ويبدأ في تقديم البرامج، واختار في البداية نموذج برامج "اكتشاف المواهب الشابة" وانضمت للجنة التحكيم النجمة هيفاء وهبي بشخصيتها الحقيقية، وبدلا من التركيز على الفكرة الأصلية ظل محمد سعد يتغزل فيها ساعة كاملة بعبارات وحركات مليئة بالإسفاف يصعب على الأطفال مشاهدتها.
 
الافتعال والمبالغة واستدرار ضحكات الناس بالحركات المشينة والسخرية من الناس  بدون مبرر درامي، كانت أحد عناصر انهيار شعبية محمد سعد في السينما، كما في حلقة الأمس التي كتبت نهاية مبكرة جداً للبرنامج، فالمواهب التي تقدمت للبرنامج تحظى بأصوات جميلة فعلا، والسخرية منها بطريقة المعلم بوحة وادعاء أنه يقلد المطربة أحلام، لم تكن وسيلة للضحك، بقدر ما كانت دليلا على إفلاس محمد سعد وافتقاده التام لكل قدرات الكوميديان وأهمها خفة الظل، كما كشفت أحداث الحلقة الأولى عن غياب تام لفريق الإعداد، علما بأن المفترض أن العرض مسرحي ومكتوب مقدماً، ولكن من الواضح أن سعد ارتجل بمفرده الكثير مقتبسا ميراثه من الإسفاف!!
 
"وش السعد" كان فرصة لبداية جديدة يستعيد فيها محمد سعد موهبته.. ولكن التكرار الممل كتب كلمة النهاية.