خلطة ناجحة من الخيال العلمى والمغامرات فى مسلسل المراهقين ‎ The ‎Umbrella Academy

السطوة الموجودة بالفعل لأفلام ومسلسلات الأبطال الخارقين مازالت فى عزها، ويبدو انها لن تنتهي حتى مع اقتراب واحد من أهم وأكبر مشاريع عوالم الأبطال الخارقين فى العالم وهو عالم مارفل السينمائى من خط النهاية المعلن للمرحلة الثالثة، والتى تغلق معها الفصل الأهم فى تاريخ صناعة الأبطال الخارقين وهو -Avengers-  بدخوله المرحلة الرابعة فى يوليو المقبل بعرض فيلم Spider-Man: Far From Home، هذا العالم السينمائى الذى بدأ عام 2008 بفيلم Iron Man كان الملهم للكثير من الأعمال بعده خاصة وأن نجاحه الجماهيرى كان العامل المحفز لدخول كثيرون إلى هذا المجال حيث لم تمر عدة سنوات حتى دخلت شركة كبرى أخرى فى عالم الكوميكس هى DC إلى نفس المجال وتوزع إنتاج كلا الشركتين الأخيرة وMarvel عبر السينما والتليفزيون ومنصات الإنترنت.

 وسط هذا الاندفاع فى ظهور الأبطال الخارقين وبعد النجاح وظهور الفوائد المادية والفنية سينمائيًا أصبح الطريق ممهدًا أمام شركات أقل فى الشهرة لطرح إنتاجها وتحوله لمواد مرئية، ومن ضمن هذه الشركات "بلاك هورس" ومشروعها The Umbrella Academy الذى كان مقررًا فى البداية أن يُطرح كفيلم تحت مظلة شركة تابعة لاستوديوهات "يونيفرسال" لكن المشروع توقف حتى إعادة احياءه كمسلسل تقف وراءه منصة "نتفلكس".

بالطبع لا وجه للمقارنة بين عالم عالم Marvel ومسلسل The Umbrella Academy فالأول من الضخامة والشعبية ما يجعله الأفضل فى فئته لكن للأخير أيضًا مميزات على الرغم من محدوديته من حيث عدد الشخصيات وتفاعلاتها، فهو مسلسل أبطال خارقين موجه ومصنوع للمراهقين وإلى حد كبير هو جيد وناجح فى هذه المنطقة التي يجب أن تراعى مساحة العنف المقدم وضبطها لأن أي زيادة ستنقل من تصنيف المسلسل للشريحة العمرية الأعلى، وهذا معناه عدد مشاهدين أقل لأن المراهقين الأكبر سنًا لن تستهويهم طبيعة المسلسل، ومع تصنيفه للفئة الأكبر لن تشاهده الشريحة الموجهة له فى الأساس وعليه يكون التركيز والتدقيق ليستوفى المسلسل شروط فئته العمرية ولا يتخطاها.

كالعادة هناك حدث غرائبى وشخصية غامضة تبدأ بها الأحداث، الحدث هو ميلاد 43 طفل فى كل أنحاء العالم فى توقيت واحد دون أن تظهر على امهاتهم أعراض الحمل قبل لحظة الولادة، التاريخ هو 1 أكتوبر 1989، 7 من هؤلاء الأطفال يتبناهم مليونير غريب الأطوار يدعى ريجنالد هارجريفز "كولم فيور" والذى حولهم بالتدريب والتعليم لفريق يحارب الجريمة  تحت اسم "أكاديمية المظلة" وهو نفس عنوان السلسلة والمسلسل، ومع بداية دخول هؤلاء الأطفال لمرحلة المراهقة تبدأ التغيرات التى تدفعهم للرحيل وترك منزلهم/ الإكاديمية حيث يتبقى منهم واحد فقط مع الأب، ويعودون للتجمع مرة أخرى وقد أصبحوا شبابًا بسبب وفاة والدهم بالتبني، ومن هذه النقطة تبدأ المغامرة بعد عودة الفريق مرة أخرى.

علاقات هؤلاء الأخوة تتحول بعد لقائهم ومن خلال هذه التحولات والتناقضات الحادة نعود بالزمن لنتعرف على الخلفيات وكيف تحول الأشقاء لهذه الحالة، فى هذا المستوى نشاهد علاقات بشرية وتفاعلات نفسية ناتجة عن اختلاف شخصياتهم، على مستوى آخر وبظهور الأخ الذى اختفى فجاة فى طفولته بحالته الغريبة وقدرته على التنقل فى الزمن ينقل الأحداث لمستوى آخر وهو الخيال العلمى، فمجئ الأخ يجلب معه نوع آخر من الأعداء ومواجهتهم تفوق قدرته منفردًأ  لذلك يجب عليهم تخطى مشاكلهم والبقاء مترابطين يعملون كفريق كما كان حالهم صغارًا خاصة أن العالم بأكمله معرض للدمار والفناء.

بالطبع المسلسل كعادة كل ما يشابهه من أعمال موجهة لجمهور المراهقين الصغار تضم مشاهد ميلودرامية وشخصيات تبدو مبالغة سواء فى رسمها أو تصرفاتها، كشخصية لوثر "توم هوبر" بمثاليته المبالغ فيها أو واقعة إنقاذه من قبل والده بالتبني التي حولت شكل جسده والتي لم يفلح المكياج فى جعلها مقبولة، لكن فى مواضع أخرى هناك مستوى جيد الديكور والملابس ومكياج شخصيات أخرى ورسمها كمثال شخصية الأخت فانيا (إلين بيج)، يجمع المسلسل بين الدراما والخيال العلمى والكثير من المواقف الطريفة والرومانسية، بالإضافة  لمشاهد الانتقال بالزمن للمستقبل حيث مشاهد دمار العالم والعودة للماضي أو حتى منطقة اللازمن حيث أعداء الفريق، تصميم إنتاج المسلسل جيد جدًا مقارنة بميزانيته ونجاح موسمه الأول يمهد لوجود الثاني.