فيلم "Britney VS Spears".. الاحتجاج الأخير الذي أنهى سيطرة والد بريتني سبيرز على حياتها

في شهر فبراير من العام الجاري عُرض فيلم " I Care a Lot " على منصة نتفلكس، والذي القى الضوء في إطار الكوميديا السوداء على قضية كبيرة الأثر في المجتمع الأمريكي، وهي فرض الوصاية القانونية على أشخاص يعانون من أمراض عقلية ونفسية تمنعهم من اتخاذ القرارات التي تخصهم وعليه تعين المحكمة شخص محترف ليقوم باتخاذ هذه القرارات نيابة عنهم.

الفيلم تعامل مع القضية بشكل ساخر وعلى الرغم من التفاصيل الكثيرة المحزنة التي تكشف مدي قسوة مثل هذه القرارات، إلا أن الواقع في حقيقته أسوأ وأكثر إثارة للحزن وهو ما كشفه فيلم آخر وثائقي بعنوان "Framing Britney Spearئ" عُرض على منصة أخرى هي Hulu في نفس الشهر عن مأساة النجمة العالمية بريتنى سبيرز، ومن خلاله نكتشف حجم المعاناة والظلم الذي وقع على امرأة شابة من قبل والدها تحت دعوي الوصاية، بعد أقل من 8 شهور وعلى منصة نتفلكس بدأ عرض فيلم "  Britney VS Spears " الذي يثير نفس القضية مركزًا على تفاصيل أكثر من الفيلم السابق مستندًا على وثائق يملكها فريق الفيلم.

عنوان الفيلم الأخير بالطبع يكشف عن محور فكرته الرئيسية وهو الشخصية الشهيرة عالميًا مطربة موسيقى البوب الأمريكية بريتني سبيرز، كما يمهد العنوان بذكاء عن قضية شغلت المجتمع الأمريكي في السنوات الأخيرة وهي فرض الوصاية القانونية على المطربة الشهيرة على خلفية تشخيصها بمرض الخرف والمشاكل النفسية التي تمنعها من اتخاذ قراراتها المصيرية منذ عام 2008، حيث يضع العنوان الفنانة الشهيرة في مواجهة والدها التي عينته المحكمة ليكون الوصي عليها والمتحكم في كل قراراتها بداية من عقود العمل وحتى اختيار من حولها من أشخاص وصولاً لقيادة سياراتها.

على الرغم من فرض الوصاية على بريتني في 2008 إلا أن الأمر استغرق أكثر من عشر سنوات ليتحول الأمر إلى قضية رأى عام وينطلق هاشتاج على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان Free Britney بالتزامن مع احتجاجات على أرض الواقع وتأييد من قبل عدد من المشاهير منهم صديق بريتنى السابق المطرب والممثل جاستن تيمبرليك، للضغط على والد بريتني، جيمي بالتنحي عن الوصاية او إلغائها استنادًا إلى رجاحة عقل بريتني التي لم تتوقف عن الظهور والعمل سواء في الحفلات المباشرة كمطربة ومؤلفة لكلمات الأغاني ومصممة الرقصات أو في الألبومات التي أصدرتها في هذه الفترة.

بينما يركز وثائقي Britney VS Spears بشكل رئيسى على موضوع مختلف عن فيلم Framing Britney Spears، حيث يذهب الثاني لرسم حالة من التعاطف مع وضع بريتنى القانوني المعقد وتوجيه التعاطف لدعم حركة Free Britney، ذهب الأول للتركيز على حالة العوار القانوني واستغلال الثغرات القانونية للسيطرة على مبدعة مثل بريتنى سبيرز شخصيًا وماديًا، وذلك عن طريق استضافة شخصيات لعبت دورًا في استمرار هذا الوضع لمدة 13 عام قبل أن تنهار هذه الحالة القانونية بعد يوم من عرض الفيلم على منصة نتفلكس مع توصيات بالنظر في القانون ومحاولة سد الثغرات الناتجة عنه حتى لا تتكرر مأساة بريتني مرة أخرى.

من الشخصيات التي ظهرت في الفيلم، الطبيب المتخصص فى علاج آثار مرض الخرف عند كبار السن، والذي كشف الفيلم أنه صاحب التقرير الذي شخص حالة بريتني بالخرف بناء على الوثائق التي توصل لها صانعو الفيلم، وعند مواجهته أنكر أن يجد أي شخص تقرير موقع من قبله يؤكد مرض بريتني وإذا وجد سيطعن في توقيعه، وكذلك محامي جيمي سبيرز الذي ساهم بشكل كبير في استمرار حالة الوصاية لسنوات طويلة.

لذلك يحمل فيلم Britney VS Spears خصوصية ليس فقط في الدفاع عن بريتني كشخصية عامة شهيرة ومبدعة ولكن كامرأة تعرضت للظلم من قبل المجتمع، لتتحول القضية إلى الدفاع عن حقوق المرأة في مجتمع تضغط عليه سيطرة ذكورية مكتسبة وقفت ضدها بالتعليق مخرجة الفيلم إيرينى لي كارر والصحفية وصديقة بريتني سبيرز جيني إليسكيو خلال أحداث الفيلم، ليتحول الفيلم كأداة ضاغطة تساهم في التغيير ورفع الظلم ليس عن بريتني ولكن عن كل النساء الذين يتعرضن يوميًا لمشاكل يتسبب فيها الرجال نتيجة دعم المجتمع لمثل هذه الممارسات.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by ELC (@erinleecarr)

الصور من حساب بريتني سبيرز على أنستجرام والحساب الرسمي لنتفليكس