كلوديا حنا لـ"هي" : تمردت على رفض أهلي دخولي عالم الفن و"اشتغالات" تجربة جريئة

كلوديا حنّا مطربة وممثلة عراقية، وتعيش هذه الأيام حالة من النشاط الفني، إذ تتابع ردود الأفعال حول أغنيتها "اشتغالات" التي طرحتها في فيلم "أوشن 14"، وتنتظر طرح فيلم "خمس خمسات خمسة"، الذي تشارك في بطولته،  وتحضر لمشروعات غنائية جديدة.
"هي" تحدثت مع كلوديا عن هذا النشاط، وتقييمها لمشاركاتها الأخيرة، كذلك سبب عزوفها عن الزواج.


حدثينا عن أصداء "اشتغالات"؟

الأغنية حققت نسبة مشاهدة عالية عبر موقع "يوتيوب" خلال فترة قصيرة من طرحها عليه بالتزامن مع طرح فيلم "أوشن 14"، وهو ما يجعلني أشعر برضا كبير عنها.


وكيف جاءت فرصة تقديمك لها؟

طلب مني المنتج محمد السبكي تقديم أغنية ميكس هندي مع مصري شعبي، ولكن كان من الصعب عليّ أن أقدم أغنية بالهندية وأتدرب عليها خلال يومين، لذا اقترحت عليه استبدالها باللهجة الكلدانية التي أجيدها، وفقًا لنشأتي في العراق، وأدخلت معها جزء يوناني، وآخر آشوري، فيما كتب الشاعر محمد البوغة الجزء الشعبي، والأغنية من ألحان وتوزيع أشرف البرنس.


وكيف تقيمين هذه الأغنية؟

الحقيقة أن هذه هي المرة الأولى التي أقدم فيها أغنية شعبية، لذا اعتبر "اشتغالات" أغنية جريئة، واندهش كثيرًا من تقديمي لها.


ألم تقلقين من العمل مع السبكي في ظل انتقاد أفلامه؟

مشاركتي معه في "أوشن 14" كانت في الأغنية فقط، كما أنني قبله تعاونت معه في فيلم "خمس خمسات خمسة"، الذي اختارني له بعد تخرجي من مركز الإبداع د.خالد جلال، عمومًا المثل يقول "اسأل مجرب"، وتجربتي معه كانت بمنتهى الإيجابية، وعاملنا معاملة حسنة، صحيح هناك اختلاف في الثقافات، لكن طيبة القلب لا يمكن الاختلاف عليها.


وما الشخصية التي تقدمينها في "خمس خمسات خمسة"؟

هي فتاة شعبية تدعى "وردة"، ولم أجد معها صعوبة في التحدث بالطريقة الشعبية، لأنني درست لفترة في ورشة مروة جبريل، كذلك في التمثيل يحكمني الدور والنص الذي ألتزم به، من ناحية أخرى لم أفكر في وضع نفسي في مقارنة مع فنانات قدموا هذه الادوار من قبل، إنما اجتهدت، والفيلم بطولة أحمد صلاح السعدني، وريهام حجاج، ومحمد أسامة.


وهل تقدمين أغنيات في العمل؟

لا ممثلة فقط، ولم أفكر في اقتراح الأمر على صنّاع الفيلم، الذي تدور أحداثه في إطار كوميدي، وسعيدة بمشاركتي فيه مع البطولة الجماعية، إذ أقدم دور لا يوجد به أي شئ خطأ.


وما الخطأ في نظرك؟

عادة عندما تأتي الفنانة من الخارج يتم عرض أدواء إغراء عليها، لكن المشكلة أن ثقافتنا في العراق تقترب من أهل الصعيد في مصر، وحتى الآن أسرتي تندهش من وجودي في الوسط الفني، وتحت الأضواء، صحيح أننا بلد فن، لكنه محتكر بدرجة أكبر للذكور، لذا نجد فنانات قليلات خرجن من بلدهن وأصبحت فنانات على مستوى العالم العربي.


وهل ترفضين هذه الثقافة باستمرار عملك في الفن؟

هي عادات وتقاليد شئنا أم أبيا لا يصح الا الصحيح، رغم إنني متحضرة ووالدتي تعيش في الخارج، لكن كلما تطورت التكنولوجيا كلما أجد أن الابتعاد صحيح، رغم أنني أفعل عكس ذلك، لكن في النهاية احب انتمائي لبلدي.


وهل تغضبين من انتقادات أسرتك لعملك؟

لا حتى إن كان النقد سلبي، وجارح، أعطي لهم الحق لأنني أعلم أنهم يتحدثون من واقع مجتمع له ظروفه وعاداته، مثلما أعيش في مجتمعات وأجد فيها أمورًا لا أتقبلها.


وهل أثر ذلك على مسيرتك؟

صحيح، إذ تأخرت حى ظهرت كممثلة، إذ لم أكن أرغب في التمثيل بشكلي فقط ودخول التمثيل من بوابة الإغراء، وهذا يُغضبني، ورفضت بطولات كثيرة في أعمال مهمة لهذا السببا، وكان من المفترض أن أشارك في مسرحية "بعد الليل" مع خالد جلال، وتواجد حتى البروفات النهائية، لكن العرض تأخر 7 شهور بعد التخرج، في الوقت نفسه كنت تعاقدت على حفلات لإحياءه فاضطررت للاعتذار.


ولكنك قدمت مجموعة من الكليبات المتحررة في بداياتك؟

صحيح، كنت أجدها عادية، لأنني عدت وقتها من سفر بالخارج، وكنت اعتبرها لا تتضمن شئ قد ينفر منه أحد، لكن فوجئت بكمية نقد غير متوقعة، وكنت أظن أن ما تعلمته في الخارج صح وأنا الخطأ، حتى تبين لي العكس، وأصبحت استمع لكلام نفسي أكثر.


هل هذا عِند منك؟

لا لأنني في لأول والآخر أفعل ما يناسب أهلي، ولا يسبب لهم مشكلات، مع أنهم لا يحبون الفن من الأساس، وهو ما يجعلني متمردة بنسبة ما على رفضهم ومنعهم لي العمل في التمثيل.


وهل تتبعين ذلك في أعمالك الجديدة؟

غم أنني أحب الاستعراض والانطلاق والحرية، أصبحت أحسبها بدقة لأن هذا له ضريبته، لذا اختفيت خلال الفترة الماضية، وعدت مؤخرًا، فأنا أعشق الفن منذ طفولتي، وعملت في مسارح دينية ومسارح أطفال، لكن أهلي يتوقعون أنني قريبًا أتزوج وأنصرف عن الفن، ومع ذلك أتمنى أن أتزوج من رجل يشبه أخوتي في طباعهم.


ولكن إن كان كذلك سيمنعك من العمل في الفن؟

لا سأحاول إقناعه، فأنا أرغب في الزواج من رجل أشعر بأنه يساندني، ويساعدني في تربية أبنائي، بالتالي يجب أن يكون شريك حياتي مسؤول ويغطي غيابي ويحكم هذه القصة.


ألم تجد رجل بهذه المواصفات؟

الحقيقة أنني لا أفكر في الزواج خلال هذه الفترة حتى لا أظلم من ارتبط به، إذ لا أمتلك القدرة لأصبح أم هذه الأيام، من حهة أخرى أرفض الارتباط لمجرد الحصول على لقب "زوجة" بدلا من "عانس"، فهذه نظرة الناس صاحبة الفكر المحدود، وأفضل أن أكون بمفردي حتى أجد الشخص المناسب لي، كذلك أهلي ليسوا من هؤلاء الأفراد أصحاب الأفق الضيق.