ما بين اليوبيل الذهبي والبلاتيني.. كيف لعبت الصدفة دورها في تولي ملكتي بريطانيا والدنمارك عرش بلادهما؟

تحتفل إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا هذا العام باليوبيل البلاتيني، وهو مرور 70 عاما على اعتلائها عرش بريطانيا، بينما تحتفل نظيرتها الدنماركية الملكة مارغريت الثانية باليوبيل الذهبي لتوليها عرش الدنمارك وهو مرور 50 عاما على تتويجها.

تتمتع ملكتا بريطانيا والدنمارك، وهما من أبناء عمومة بعلاقة وطيدة على مر العقود، لذا سافرت الملكة مارغريت إلى المملكة المتحدة في 29 مارس الماضي لحضور حفل تأبين الأمير فيليب في دير وستمنستر أبي.

هناك علاقة صداقة قوية تجمع بين إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا البالغة من العمر 95 عام، وملكة الدنمارك 81 عام، بدأت منذ لقائهما الأول واستمرت لعدة عقود وحتى الآن، بالرغم من فارق السن بينهما والذي يزيد عن 10 سنوات، كما أنها كانت صديقة مقربة من الأمير الراحل فيليب Prince Philip زوج الملكة إليزابيث الثانية، والذي تجمعه صلة قرابة بالعائلة المالكة الدنماركية، حتى أنه كان يعرف بلقب أمير اليونان والدنمارك قبل انتقال أسرته للإقامة في بريطانيا بعد سقوط حكم العائلة المالكة اليونانية.

وفيما يلي نتعرف كيف لعبت الصدفة دور في تتويجهما على عرش بلادهما؟:

إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا

بالرغم أن الملكة إليزابيث الثانية، صاحبة لقب الملكة الأطول عمرا من بين ملوك بريطانيا، إلا أن مجيئها للحكم كان صدفةً، ونتيجةً لقصة حب ملكية تعارضت مع التقاليد لتطيح بصاحبها، أصبحت ملكة للإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس.

لم يكن أحد يتوقع أن تكون الأميرة إليزابيث، ملكة لبريطانيا، لأن عند ولادتها في 21 أبريل 1926، كان لا يزال جدها الملك جورج الخامس يحكم البلاد، وكان يسبقها في ترتيب ولاية العرش عمها إدوارد الذي كان ولي العهد حينذاك، وأبيها الأمير ألبيرت دوق يورك، الذي أصبح لاحقا الملك جورج السادس، الذي كان يحتل الترتيب الثاني في خط اعتلاء العرش، وبذلك كان ترتيبها الثالث في الوصول للحكم.

ولكن حصل تغير في مجرى الأحداث حين قرر عمها الملك إدوارد الثامن تلبية نداء الحب، والزواج من حبيبته واليس سمبسون، وهي كانت مطلقة، وهو ما أثار مخاوفَ القصر الملكي، إذ لم يكن يسمح للملوك بالزواج من سيدات سبق لهن الزواج من قبل.

ولذلك اضطر عم الأميرة إليزابيث، التخلي عن الحكم، ليعتلي بعد ذلك عرش بريطانيا والدها الملك جورج السادس، وبعد وفاته عام 1952، نصبت باسم الملكة إليزابيث الثانية، ليتم تتويجها رسميا في عام 1953.

مارغريت الثانية ملكة الدنمارك

ولدت مارغريت في عام 1940، وهي الابنة الكبرى لولي عهد الدنمارك حينذاك الأمير فريدريك والأميرة السويدية إنغريد، وعند ولادتها لم يكن بمقدورها أن تعتلي العرش حيث أنه كان الوصول إلى العرش مقصور على الرجال طبقًا لقوانين الخلافة.

 وفي عام 1947، تم تعديل الدستور، وأدت شعبية الملك فريدريك التاسع وابنته ملكة المستقبل، والدور المتزايد للنساء في المجتمع الدنماركي إلى بدأ العملية المعقدة لتعديل الدستور، وعٌرض على اثنين من البرلمانات المتعاقبة ثم على استفتاء شعبي عقد في 27 مارس عام 1953، وأصبحت مارغريت الثانية بموجب القانون الجديد، ولية العهد في الدنمارك. لتصبح أول امرأة ملكة للدنمارك منذ مارغريت الأولى الذي حكمت الدول الاسكندنافية حتى عام 1412.

الصور من AFP والانستقرام