"الزوج الداعم".. كيف كان الأمير فيليب مصدر قوة ملكة بريطانيا؟

طالما كان الأمير فيليب زوج ملكة بريطانيا، داعما لها على مدار أكثر من سبع عقود من الزمن وهي فترة زواجهما، إذ قالت عنه الملكة إليزابيث الثانية "بكل بساطة هو مصدر قوتي".

ستفتقد الملكة إليزابيث الثانية مشورة الأمير فيليب الحكيمة، خاصة مع مرور العائلة المالكة البريطانية بأي أزمة مقبلة، إذ كرس دوق إدنبرة حياته لخدمة التاج الملكي، فمنذ زواجه من ولية العهد عام 1947، ظل في الخلفية، ولكنه لعب دورا هاما في دعم صاحبة الجلالة.

فمنذ وفاة الملك جورج السادس عام 1952، والد ولية عهد بريطانيا الأميرة إليزابيث حينذاك، وتتويجها على العرش أصبح الأمير فيليب "رفيق" الملكة، وهو اللقب الذي يُمنح لزوج الملكة، ومنذ هذه اللحظة لعب دوق إدنبرة هذا الدور بلا كلل لدعم زوجته.

ففي عيد زواجهما الـ 50 عام 1997، أشادت الملكة إليزابيث الثانية بتفاني زوجها الأمير فيليب قائلة: "لقد كان بكل بساطة مصدر قوتي طوال هذه السنوات".

وفي مقابلة عام 2011 مع الإذاعة البريطانية، أوضح الأمير فيليب سبب تخليه عن مهامه في البحرية البريطانية قائلا: "كوني متزوجًا من الملكة، بدا لي أن واجبي الأول هو أن أخدمها بأفضل طريقة ممكنة".

قام الأمير فيليب، بواجبات ملكية بمفرده أو مع زوجته الملكة أثناء جولاتها داخل المملكة المتحدة وخارجها، إذ ألقى دوق إدنبرة 5496 خطابًا منذ اعتلاء الملكة إليزابيث الثانية عرش بريطانيا عام 1952 وحتى تقاعده 2017.

وفي المناسبات القليلة المهمة التي لم يستطيع حضورها مثلما أجبرته نوبة من المرض على التغيب عن احتفالات اليوبيل الماسي لتتويج الملكة إليزابيث الثانية عام 2012، كان غيابه محسوسًا كما لو كان التاج قد فٌقد من برج لندن، على حد تعليق الخبراء الملكيين.

ومن بين إنجازات الأمير فيليب، مساعدته في تأسيس الأكاديمية الملكية للهندسة، التي تروج للتميز الهندسي والتعليم، وشغل منصب الرئيس الأول للصندوق العالمي للحياة البرية.

بالإضافة إلى تأسيسه لجائزة دوق إدنبرة في بريطانيا، والتي انتشرت بعد ذلك في كثير من دول العالم، وتٌمنح عادة للشباب ما بين 14 و25 عاماً ذوي الإنجازات الفردية، وللجائزة ثلاث مستويات برونزية وفضية وذهبية.

قرر الأمير فيليب التقاعد عن أداء واجباته الملكية في 2 أغسطس 2017، بعد أن بلغ عامه السادس والتسعين، وشارك في ذلك اليوم في آخر فعالية رسمية له.

ومع رحيل فيليب عن عمر 99 عاما، ترك الرجل الأول في بريطانيا إرثا كبيرا، ومحبة كبيرة لشعب بلاده، كما ستكون ملكة بريطانيا وحيدة في قمة الهرم الملكي، للمرة الأولى في حياتها.

وستثير وفاة زوج الملكة العديد من التساؤلات بشأن ما إذا كانت جلالتها تفكر في التنازل عن العرش، لكن معلقين على الشؤون الملكية يقولون إن فرصة حدوث ذلك تكاد تكون معدومة.