فيلم "The Adam Project".. ريان رينولدز يواجه ذاته في دراما عائلية لطيفة ذات خيال علمي مُتواضع!

في العام الماضي أخرج "شون ليفي" فيلم الفانتازيا والأكشن Free Guy "جاى حراً"، وهو عن رجل عادي يعيش حياة روتينية يقع في غرام فتاة خارقة، ولكنه يكتشف أنه مجرد شخصية رقمية هامشية داخل لعبة فيديو شهيرة، وهذا العام أخرج "ليفي" من إنتاج "نتفليكس" فيلم The Adam Project "مشروع آدم"، وهو عن رجل يعود من المستقبل من أجل مهمة شخصية، تُطارده مركبات طائرة، وأشرار آليون، وكلا الفيلمين من بطولة "ريان رينولدز"، وكلاهما يحتوى على الكثير من المؤثرات البصرية، والمطاردات التي تشبه ألعاب الفيديو، ولكن "مشروع آدم" يُركز أكثر على تفاصيل إنسانية تجعله أقرب إلى فيلم مغامرات دافيء عن العائلة والحزن والحب.

لقاء مع الذات!

في "مشروع آدم" نُتابع رحلة "آدم" الخطرة في الزمن، وسعيه لتصحيح أخطاء الماضي، وحينما يصل بمركبته المُستقبلية في زمن خطأ يلتقي بشخصيته وهو صبي صغير الحجم لا يتجاوز عمره 12 عاماً، ويجد نفسه مُرغماً على استعادة مشاعر ومشاكل مرحلة الصبا؛ مثل حزنه على فراق والده الراحل، وتنمر زملاءه به في المدرسة، وهى مشاكل تبدو بسيطة وتافهة مُقارنة بمطاردة فريق من الأشرار من المستقبل، تقودهم إمرأة خطرة تسعى للقضاء عليه، وحقيقة أن عليه طلب العون من "آدم" الصغير، وتحمل جموحه وعناده.

تدور الأحداث في عام 2022، وهو الزمن الماضي بالنسبة لآدم القادم من عام 2050، وبينما السفر في الزمن أصبح واقعاً مألوفاً في المستقبل لكنه لا زال أمراً خيالياً في الحاضر، وفي عالم آدم الصغير "ووكر سكوبيل" يبدو الأمر وكأنه دخل في قلب لعبة فيديو مثيرة؛ فهو يُشاهد مركبة طائرة متقدمة يُمكنها التخفي، ويتعرف على نفسه وقد أصبح شاباً مفتول العضلات، يجيد الطيران والقتال، ويمتلك حقيبة مُعدات وأسلحة شديدة التقدم، وينبهر الصبي بذاته البعيدة كثيراً عن شخصيته الضعيفة التى تُعاني الوحدة والحزن والضعف.

من أفضل عناصر الفيلم- وربما سر تميزه الأهم - تلك العلاقة بين شخصية "آدم" الناضج وذاته الصغيرة، وبينما يرى الصغير مستقبله بفضول طفولى، تُحاول نسخته الأنضج حل بعض مشكلات الصغير، وأهمها دفعه للتعبير عن مشاعره الحقيقية نحو الأم الأرملة "جينفر جارنر"، التي تُحاول مواصلة حياتها بصعوبة بالغة.

 

أزمة السفر عبر الزمن!

عنوان الفيلم هو "مشروع آدم"، وهو إسم المشروع العلمي عن السفر عبر الزمن، وهو المشروع الذي كان "مارك روفالو" والد "آدم" يعمل عليه، ولكن الفيلم لا يتعامل مع فكرة السفر عبر الزمن بحبكة مُعقدة أو تفاصيل علمية مُركبة، ويتراجع المشروع العلمي إلى خلفية الأحداث، في مقابل تقدم علاقة "آدم" الناضج مع نسخته الصغيرة درامياً، وهذه العلاقة قائمة على الجدل والمشاكسة بين "آدم" الناضج ونسخته الطفولية، ويمنح ثنائي "ريان رينولدز" و"ووكر سكوبيل" الفيلم أحد أهم مميزاته، وإختيار "ووكر" للعب دور رينولدز في سن صغيرة أمر صعب؛ لأن متطلبات الدور تتطلب القدرة على التعبير عن إنفعلات تحاكي إنفعالات "رينولدز"، وبينما كان "ريان رينولدز" يُؤدي دوره بأسلوبه الخاص؛ حيث ينتقل بمشاعره من الأداء الغاضب والحزين إلى الكوميدي والأكشن، وحيث يستغل كل موقف ليلونه بسخرية تُميز أدائه، كان الطفل "ووكر سكوبيل" يستنسخ هذا الأداء ويمنحه سلوكاً صبيانياً، لنرى نسخة طفولية من "رينولدز" لا تُقلد الأصل بصورة سطحية، ولكنها لا تختلف كثيراً عن الأصل.

الأب والإبن، ونسخة الإبن الأخرى!

يضم الفيلم عدة نجوم كبار في أدوار قصيرة؛ تجسد "جينيفر جارنر" دور أم "آدم"، الأرملة التي تحاول تربية إبنها وتجاوز محنة وفاة زوجها، و"مارك روفالو" في دور والد "آدم"، وهو عالم تسببت أبحاثه في إكتشاف السفر عبر الزمن، وأيضاً "زوي سالدانا" الزوجة المستقبلية لآدم، والممثلة "كاثرين كينر" في دور سيدة الأعمال الشريرة التي تحاول إستغلال مشروع السفر عبر الزمن الذي قامت شركتها بتمويل أبحاثه.

يُضيف دور الأب ضلع المُكمل لمثلث علاقة الوالد وإبنه في عمرين مختلفين، ويُصبح الحوار بين الثلاثة مزيج من تعقيدات علاقة الأب والابن؛ حيث هناك خيط رفيع بين مشاعر الحب والغضب، وربما تكون مشاهد الثلاثة معاً هى أهم وأفضل مشاهد الفيلم تماسكاً من الناحية الدرامية، وحيث تنتقل تعبيرات الممثلين من الفكاهة والحزن بسلاسة ودون إفتعال.

"مشروع آدم" يفتقر الكثير من الإبتكار على مستوى الإبهار البصري، ولكنه على مستوى الدراما فيلم عائلي لطيف، به كثير من عناصر التفوق على مستوى الأداء، وبشكل خاص الثلاثي "رينولدز" و"سكوبيل" و"روفالو"، وقد استطاع اللعب بنجاح على التلوين بين أجواء الكوميديا والميلودراما دون أن يفقد جاذبيته وأجواءه المسلية.

 

الصور من تريلر الفيلم وحساب ريان رينولدز على تويتر