"دور المهرجانات في الترويج للأفلام" بين سينمائيين من السعودية والإمارات في مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب

في جلسة حوارية أقامها مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب لمجموعة من السينمائيون من السعودية والإمارات حول دور المهرجان في بث روح المنافسة لدى صنّاع أفلام الصغار واليافعين، وأشاد السينمائيون من خلال الجلسة بأهمية المهرجان لمستقبل السينما الخليجية، وفي تأسيس ثقافة سنيمائية من خلال المهرجان ينتج عنها أثر إيجابي على مستقبل السينما في المنطقة.

جاءت تلك الجلسة الحوارية الأخيرة التي نظمها مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، تحت عنوان "دور المهرجانات في الترويج للأفلام"، وأدارها الأستاذة بتول التميمي من المحكمين الواعدين، وشارك فيها السينمائي الإماراتي والمدير الفني لمهرجان دبي السينمائي الدولي حتى عام 2017 مسعود أمرالله آل علي، والكاتب والمخرج الإماراتي عامر سالمين مؤسس ومدير مهرجان العين السينمائي، والشاعر السعودي أحمد الملا مدير مهرجان السعودية السينمائي.

الأثر التنويري للشارقة السينمائي

وخلال مشاركته قال مسعود أمر الله إن مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب يغرس حب الفن في نفوس الأطفال منذ الصغر، ما يجعل أجيال الزمن الراهن محظوظين أكثر من أجيال الماضي، ونوه بأهمية الورش التدريبة التي يقدمها "الشارقة السينمائي" والأثر التنويري للأفلام التي يعرضها ومساهمتها في تحفيز خيال الأطفال والشباب. وحول دور المهرجانات في الترويج للأفلام، قال مسعود أمر الله مؤسس ومدير مسابقة أفلام من الإمارات: "إن المهرجانات السينمائية قدمت لصنّاع الأفلام حافزا لبذل المزيد من الجهد، ونقلت السينما في الإمارات والخليج خلال 20 عاماً مضت من خانة المشروعات الفردية إلى طور جديد، أتاح للسينمائيين عرض أعمالهم وتطوير أدائهم للوصول إلى جمهور أوسع".

وأضاف أمرالله من واقع تجربته الطويلة في تحكيم المسابقات السينمائية: "أن عملية صناعة الأفلام رحلة متكاملة تبدأ من الوعي ومن تحديد هدف واضح للفيلم، مرورًا بكتابة السيناريو التي وصفها بالأساس الذي يشكل رسالة أي مشروع سينمائي ناجح، لينتقل صانع الفيلم بعد ذلك إلى تحديات التمويل وبقية المسائل التقنية التي يمكن أن يجد حلولا لها".

تعاون وثيق وتبادل أفلام

أما الشاعر أحمد الملا مدير مهرجان أفلام السعودية فقال: "إن المستقبل القريب في السعودية يبشر بإنتاج موجة جديدة من الأفلام سيكون لها حضور بارز في المهرجانات وفي أوساط الجمهور". وكشف عن وجود تعاون وثيق بين مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، ومهرجان أفلام السعودية، يقوم على تبادل الأفلام وإقامة ورش تدريبية مشتركة لشباب إماراتيين وسعوديين.

وأشاد الملا بـ "الشارقة السينمائي" مشيراً إلى أن تخصص المهرجان في أفلام الأطفال والشباب أكسبه أهمية استثنائية، وجعل منه محطة سينمائية وتنويرية تمتاز بالرهان على المستقبل من خلال الاهتمام بمواهب الناشئين في مجال السينما. وحول رأيه في دور المهرجانات في خدمة الأعمال السينمائية والترويج لها، قال الملا إن لحظة الإعلان في أي مهرجان عن الأفلام المرشحة للعرض تمثل حالة ترويج مهمة، لأنها تخدم العمل السينمائي وتمنحه شهرة وأولوية لدى الجمهور والمهتمين بمتابعة جديد السينما الذي تقدمه المهرجانات وتنتقيه من بين آلاف الأفلام.

المهرجانات تخدم الفيلم الوثائقي

وبدوره قال المخرج الإماراتي عامر سالمين مؤسس ومدير مهرجان العين السينمائي: “إن المهرجانات السينمائية هي الصانع الحقيقي للمواهب بما توفره من تبادل للخبرات وإطلاع على التجارب، وأنها بوابة مهمة للترويج للأفلام، ونصح الشباب بالانطلاق من المهرجانات، لأنها تنمي الأسس الفنية وتؤدي دوراً في إبراز المخرجين الذين يقودهم الشغف إلى التميز وتطوير تجاربهم".

وأضاف عامر سالمين: "أن المهرجانات وفرت فرصة ذهبية للأفلام الوثائقية والأفلام القصيرة في ظل اهتمام أغلب الجمهور بالأفلام الروائية"، موضحاً أن حظوظ الفيلم الوثائقي أصبحت أكبر بعد ظهور المنصات الرقمية وانتشار القنوات الفضائية التي تسهم في الترويج لهذه الفئة من الأفلام وتدعم إنتاجها.

وأجمع المشاركون الثلاثة في الجلسة على أهمية انطلاق صناع الأفلام في البيئة الخليجية والعربية من أرضية ثقافية تبرز الخصوصيات المحلية للمجتمع، وتسهم في نقل الجمهور العربي من مستهلك لثقافة سينمائية بعيدة عن بيئته إلى مشاهدة سينما عربية تعالج قضايا وهموم واقع الإنسان، دون أن يلغي ذلك الاستفادة من أحدث التقنيات في صناعة السينما لتقديم أعمال أفضل تعي مفرداتها ثقافة المجتمع وتراثه وقيمه.