بعد "No Time To Die"..هل وضع صناع جيمس بوند أنفسهم في مأزق عقب حقبة دانيال كريج؟

أخيرًا وبعد انتظار ستة أعوام وتأجيل لتاريخ العرض أكثر من مرة، عُرض الفيلم رقم 25 في سلسلة أفلام جيمس بوند “No Time To Die”  وهو الفيلم الخامس والأخير للنجم دانيال كريج في الدور الأيقوني 007.

15 عامًا حقق دانيال كريج نجاحًا مبهرًا كسادس ممثل يقوم بدور عميل المخابرات البريطانية
“MI6”  واعتبره الكثيرون هو الأنجح في تقديم جيمس بوند بأسلوب عصري، وإظهار المشاعر والجانب الدرامي للشخصية، وهو ما توجه في الفيلم الخامس الذي غلب عليه الطابع الدرامي بشكل واضح وفارق عن بقية أفلام جيمس بوند.

 ورغم نجاح كريج في تقديم بوند في حقبته، إلا أن حقبته لها وعليها خاصة لعشاق السلسلة منذ أفلام شون كونري في ستينيات القرن الماضي.

 بعد انسحاب الممثل الأيرلندي بيرس بروسنان من تقديم جيمس بوند في العقد الأول من الألفية الجديدة، غامر المنتجون باختيار دانيال كريج في دور جيمس بوند، رغم كونه أشقر، وهو ما لم يعتاد عليه عشاق بوند، قبل أن يظهر كريج عام 2006 كجيمس بوند للمرة الأولى في “Casino Royale”  الفيلم الذي نجح نجاحًا مبهرًا لكل من قرر مشاهدة جيمس بوند للمرة الأولى، على عكس بعض التحفظات من عشاق بوند، الذين رأوا فيلمًا مختلفًا بعض الشيء عن بقية أفلام بوند من كونري لبروسنان.

 بدأ الفيلم في شرح كيف حصل جيمس بوند على الكود الشهير 007  وتصريحه بالقتل، وكأنها كانت رسالة خفية من المنتجين بأن عهد كريج هو بداية جديدة ومنفصلة بعض الشيء عن ما سبق تقديمه في أفلام جيمس بوند.

الاختلاف أيضًا غلب على طابع الشخصية، فهي المرة الثانية التي نرى فيها جيمس بوند يقع في الحب بعد فيلم
  “ On her majesty's secret service”
عام 1969.

بوند الذي اعتدنا على بروده كضابط مخابرات، الذي لا يكون عائلة، ولا يثق في أحد، يقع في الحب في
“Casino Royale” ويدفع ثمن ذلك بعد خيانة حبيبته فيسبر التي وثق بها له.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by James Bond 007 (@007)

 الاختلاف الآخر في حقبة دانيال كريج عن باقي أفلام السلسلة كان في ربط فيلم “Quantum of Solace”   بأحداث كازينو رويال، وهو أمر كان غريبًا على جمهور جيمس بوند الذي اعتاد على أن لكل فيلم قصة منفصلة.

الفيلمان أيضًا خلا من ثوابت كنا نشاهدها في أغلب أفلام جيمس بوند، شخصية "كيو" المخترع الشهير ومشاهده المضحكة مع بوند، وشخصية مونيبيني ومغازلة بوند لها دومًا.

حتى رصاصة البداية والتي تسمى بالـ
“Gun Barrel”  قدمت بشكل مختلف في الفيلمين عن الأفلام السابقة، فيلم “Quantum of Solace”  لم نشاهد فيه تعريف بوند لنفسه بالطريقة الشهيرة "بوند.. جيمس بوند".

فيلمان خليا من روح بوند الكلاسيكية رغم قبول دانيال كريج لدى جماهير بوند.

"سام مينديس" هو كلمة السر في انقاذ حقبة دانيال كريج، وإعادة روح بوند الكلاسيكية بشكل عصري مبهر، في فيلم
“Skyfall”  الفيلم الأنجح في تاريخ السلسلة على مستوى الإيرادات التي تخطت مليار دولار، وأحد أنجح الأفلام على المستوى النقدي.

أعاد مينديس ملامح بوند الكلاسيكية، قدم شخصيتي "كيو" و "مونيبيني" بشكل عصري جديد، حتى فيلمه الثاني
“Spectre”  رغم عدم تحقيقه لنفس نجاح “Skyfall”  إلا أنه يعتبر فيلمًا كلاسيكيًا يرضي عشاق أفلام جيمس بوند المخلصين لتقاليد السلسلة.

الفيلم الخامس والأخير لدانيال كريج في شخصية جيمس بوند وهو
“No Time To Die”  ارتبط مثله مثل بقية أفلام حقبة دانيال كريج بأحداث الأفلام الأربعة التي سبقته، وهذا قد يكون هو المأزق الذي وضع صناع السلسلة أنفسهم فيه، بل وضعوا الشخصية الأيقونية في أكبر خطر لها في آخر 60 عامًا!

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by James Bond 007 (@007)

تحذير بحرق أحداث الفيلم في الفقرات القادمة

وداع دانيال كريج كان هاجسًا لصناع الفيلم، لذلك قد يكونوا قد حرصوا على تقديم وداع لائق له، على حساب شخصية جيمس بوند الأيقونية، ولكن شخصية بوند يجب أن تكون أكبر من جميع من مثلوها، لأن جيمس بوند لا يموت أبدًا، ولم يرَ جمهوره هذه النهاية من قبل في أي فيلم من السلسلة، فهو الجمهور الذي اعتاد رؤية بوند في نهاية سعيدة لكل فيلم، يحتفل بانقاذ العالم.

وفاة بوند في أحداث الفيلم للمرة الأولى في تاريخ السلسلة يفتح عدة احتمالات لمستقبل السلسلة؟ هل مات بالفعل؟ أم سنرى مفاجأة في الجزء الجديد؟

هل هي نهاية السلسلة للأبد؟ لا، فلقد رأينا في تتر النهاية الجملة الشهيرة “James Bond will return”

كيف سيعود بوند بعد موته؟ هناك أكثر من نظرية، ومنها انفصال حقبة دانيال كريج عن بقية أفلام السلسلة، وكأنها سلسلة لوحدها بدأت بكيفية حصول جيمس بوند على رخصة القتل ورقم 007 في “Casino Royale”  وانتهت بوفاته في “No Time To Die”.

 

الأمر يعني بأن الفيلم القادم سيقدم جيمس بوند جديد، وشخصيات "إم" و"كيو" ومونيبيني بوجوه جديدة، وسيتجاهل الفيلم حقبة دانيال كريج وكأنها لم تكن.

وهو أمر مشابهة لما يحدث لسلسلتي "باتمان" و"سبايدرمان"، التي تعاد تقديمها في كل مرة بوجوه جديدة وبوجهة نظر جديدة، مثل ثلاثية كريستوفر نولان
“The Dark Knight Trilogy”  التي قدم فيها شخصية باتمان من بدايتها لنهايتها، بلا أي علاقة بأفلام باتمان التي سبقته، أو الأفلام التي ستُقدم بعده.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by James Bond 007 (@007)

البحث عن بديل لدانيال كريج سيكون صعبًا، نظرًا للنجاح الكبير الذي حققه في دور بوند لـ 15 عامًا، ولكن التحدي الأصعب سيكون هو إيجاد حل لإعادة تقديم السلسلة، بعد المأزق الذي وضع صناع الفيلم فيه أنفسهم، باختيار هذه النهاية الدرامية لـ “No Time To Die” احتفاءً بدانيال كريج، على حساب الجاسوس الأشهر في تاريخ الشاشة الفضية على مدار 60 عامًا، وهو بوند.. جيمس بوند، الذي لا يموت أبدًا.

الصور من الحساب الرسمي للسلسلة على انستجرام