مفاجأة سارة في السينما.. Free Guy الفيلم الذي سيدخلك في دوّامة مبهرة!

لم يكن اختيار فيلم Free Guy الذي بدأ عرضه مؤخرًا في صالات السينما التي تعاني من أزمة غير مسبوقة، مقصودًا. ففي الآونة الأخيرة أعترف أنني فقدت الاهتمام الكافي بمتابعة الإصدارات السينمائية خصوصًا في ظل السيل الكبير من الإنتاجات والأعمال التي تبثّ من كل حدب وصوت على منصات البث الرقمي لكن هذا الفيلم أثبت لي أن المفاجآت قد تحدث وربما تسرّعنا قليلًا في الحكم!

فيلم Free Guy على الرغم من أنه قد يشكل في بدايته عزفًا متكرّرًا على وتر المشاهد القوية العنفية والتقليدية لكنه ومع استمرار دقائق عرضه يتحول إلى عمل مختلف كليًا سيشدّ المشاهد، ويدخله دوّامة لا تهدأ من الأسئلة والأفكار والاستنتاجات.

قصة الفيلم تدور حول شاب يدعى Guy يلعب دوره النجم ريان رينولدز يعيش في عالم يبدو كل شيء فيه غريبًا بمهنة صراف في أحد البنوك، وتزداد مخاوفه في الحياة حينما يشك أنه يعيش داخل لعبة فيديو، ليدخل في سباق مع الزمن لإنقاذ لعبة الفيديو قبل قيام مطوريها بإغلاقها. ويقوم بأدوار البطولة إلى جانب رينولدز كل من النجوم جودي كومر وجو كيري وتايكا وايتيتي مع إطلالة خاص للنجم شانينغ تاتوم. وتولى المخرج شون ليفي إخراج الفيلم.

يمكن اعتبارFree Guy  واحدًا من أفضل أفلام ألعاب الفيديو على الإطلاق. فتجاوز هذا الفيلم بسهولة كل توقعاتي بأسلوبه الجديد وقد كان مضحكًا وفريدًا وذكيًا مع مؤثرات خاصة مدهشة فعلًا ما رفع مستوى العمل كثيرًا وجعله، ربما بشكل غير متوقع، يحصد التميز.

حبكة ذكية وقضايا شائكة

وهنا تبرز الحبكة الذكية التي تحمل أبعادًا عدة حيث أن الفيلم يبحث في قصة الشخصيات الثانوية التي تكون عادة ضحايا جانبية في عالم العنف والتقاتل الذي يسعود ألعاب الفيديو (في الفيلم لعبة Free City حيث لا قوانين أمام الأشخاص واضعي النظارات)، هذه الشخصيات تم تجسيدها بالكامل في الفيلم فهي لم تعد مجرد شخصيات حركية يتخلص منها اللاعبون. ولا بد من الإشادة بالممثل ريان رينولدز الذي تمكن ببراعة من أداء الدور والاستثمار فيه عاطفيًا وفكاهيًا وواقعيًا من بداية الفيلم إلى نهايته فقدم وجبةً تستحق الوقت والمال لمشاهدتها.

يطرح الفيلم عددًا من القضايا الشائكة إنما بأسلوب ذكي وسلس يسمح للمشاهد بالاستنتاج بعيدًا عن أسلوب الوعظ أو التعليم المباشر. ولعل من أهم القضايا المطروحة قضية العنف في الألعاب الإلكترونية والملكية الفكرية والتنافس بين الشركات الكبرى واللهث وراء الكسب...

والأهم طرحه معضلة الذكاء الاصطناعي وإمكانية تحوّله في المستقبل إلى واقع قد يصدمنا جميعًا. هذا الذكاء الاصطناعي الذي بتنا نلحظه ونسمع عنه في كل مكان ويكاد يحيطنا من كل جانب إلى أي حدّ يمكن أن يصل وماذا إن تورّطت العاطفة في العلاقة بين الواقع والذكاء الاصطناعي. ما الذي يمكن أن يحصل؟

ربما لا يقدم Free Guy إجابات كاملة عن هذه الأسئلة لكن الأهم أنه يطرحها ويدخلها في سياق النقاش والآتي سيكشف لنا حتمًا الكثير عما تحمله لنا الأيام المقبلة من مفاجآت في هذا المجال. حتى ذلك الحين، شاهدوا Free Guy واستمتعوا!