حوار خاص مع ثلاث قانونيات خليجيات يشاركن في منتدى المرأة القيادية الاقتصادي العالمي 2018

دبي: لمى الشثري Lama AlShethry

تصوير: هيثم علي Haitham Ali

تتضمن رسالة مجلة "هي" دعم المرأة في مختلف المجالات، ولذا نحرص دائماً على المشاركة في الأنشطة والمناسبات التي تسهم في تمكين المرأة، وخاصة في الخليج العربي. التقينا خلال تغطيتنا لمنتدى المرأة القيادية الاقتصادي العالمي 2018 الذي أقيمت فعالياته في دبي على مدى اليومين الـ 14 وال 15 من نوفمبر 2018 تحت شعار "توسيع الآفاق سعياً للمزيد" برعاية وزير الاقتصاد في دولة الإمارات العربية المتحدة سلطان بن سعيد المنصوري، وبتنظيم من شركة نسيبة، الجهة المؤسسة للمنتدى. يذكر أن هذه هي النسخة العاشرة للمنتدى الذي يدعم المواهب والقيادات النسائية، ويتيح لرائدات الأعمال وصاحبات المشاريع الصغيرة والمتوسطة فرصة الانضمام إلى المنتدى والتحاور في مختلف جوانب مجالات العمل، ومشاركة قصصهم وتجاربهم على أرض الواقع، ليكنَّ مصدر إلهام وتحفيز ودافعاً للوصول إلى مناصب قيادية.

خليجيات يعملن في شركة وينستون آند ستراون القانوينة العالمية Winston & Strawn LLP ، وهن العمانية مروى السيابي، والسعودية رجوى الكحيمي، والإماراتية سارة العوضي.

مروى السيابي من سلطنة عمان

بدأنا الحديث مع الشابة العمانية مروى السيابي التي ذكرت أنها عملت بعد دراستها لتخصص القانون في المملكة المتحدة مستشارة قانونية في شركة وينستون آند ستراون، وتحديدا في مكتب دبي الذي يغطي الخليج العربي والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تعمل مروى على عقود بيع ودمج واستحواذ الشركات. تحدثنا مروى السيابي عن تجربتها قائلة: "حرصت على العمل ضمن فريق مكتب دبي بعد تخرجي عام 2015، لأني أردت أن أكون جزءا من نهضة تمكين المرأة في الخليج العربي. ولدت ونشأت في مسقط، ولكن تعود جذورعائلتي إلى ولاية بدبد، التابعة لمحافظة الداخلية في سلطنة عمان. ولم يقف والدي، على الرغم من تحفظه، في طريقي عندما قررت السفر إلى المملكة المتحدة للدراسة، ولكني واجهت معارضة واستغرابا من المجتمع من حولي، ليس فقط لأني فتاة ستسافر بعيدا عن أهلها، بل كذلك لاختياري هذا المجال الذي يعني أن صوتي قد يعلو على صوت بعض الرجال في المحكمة". وتضيف مروى: "بعد إصراري على الذهاب وتخرجي وتحقيق نجاح مهني، أصبحت مصدر إلهام لقريباتي، حيث التحقت ابنة عمي التي عاشت كل حياتها في قرية بدبد بجامعة في المملكة المتحدة لدراسة القانون أيضا". وعن كونها تعتبر من السيدات الرائدات في دراسة مجال القانون في عمان تخبرنا مروى: "هناك بعض السيدات الرائدات من الأجيال السابقة درسن القانون، إلا أن أعدادهن لا تتجاوز أصابع اليد. أفخر بكوني أنتمي إلى جيل ينهض بمسيرة تمكين المرأة ليس فقط في عمان، بل في الخليج العربي بوجه عام؛ وسعيدة جدا بهذا التغيير البارز في المنطقة. شهدت من تجربتي أيضا وبحكم عملي تحولا مذهلا في المملكة العربية السعودية خلال العامين الماضيين بوجه خاص".

رجوى الكحيمي من المملكة العربية السعودية

ومن مروى ننتقل إلى الشابة السعودية رجوى الكحيمي التي تعمل أيضاً مستشارة قانونية في وينستون آند ستراون، والتي حدثتنا عن التغيير الكبير في مجالات العمل الخاصة بالمرأة في المملكة العربية السعودية تزامنا مع رؤية 2030 : "هناك دفعة قوية وتمكين كبير تشعر به المرأة السعودية من القيادة في المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي. عندما دخلت عالم المهنة في الرياض عام 2010 كانت الأمور مختلفة للغاية عما هي الآن. هناك رسالة قوية إلى المرأة من قيادات الخليج العربي مفادها أننا لسنا فقط ندعمك، بل نحتاج إليك أيضا لتفعيل دورك المهم في المجتمع". وتضيف أيضا: "لم أعتقد أبدا أني سوف أعيش هذا التحول وأنا في مقتبل حياتي المهنية، تصورت حقا أنني سوف أشهده في أجيال مستقبلية، في حياة ابنتي مثلا". وعن دوافع العمل تخبرنا رجوى: "هناك الكثير من الأيام المرهقة التي تجعلني أتساءل أحيانا ما الذي أفعله حقا؟ إلا أن الاندفاع القوي نحو تمكين المرأة وتأثيره الإيجابي في النساء من حولي وفيَّ شخصيا هو الحافز لي للاستمرار والمساهمة في إحداث فرق ملموس". وعن شعلة الشغف بالعمل تقول رجوى: "أحيط نفسي بنساء لديهن الحماس نفسه للعمل لكي أبقي شغفي متقدا، ولكي نشجع بعضنا في الأيام التي تكون أصعب من غيرها، حيث نناقش ما يؤرقنا لإيجاد الحلول". وتضيف: "أحرص على إبقاء علاقتي متينة وتواصلي قويا مع الأشخاص المهمين من حولي، فنتبادل الحوار والأفكار، سواء كانوا أفراد عائلتي أو المقربين إليَّ أو حتى نفسي".

سارة العوضي من الإمارات العربية المتحدة

ونختم لقاءنا مع الإماراتية سارة العوضي التي حدثتنا عن عمل المرأة في الإمارات العربية المتحدة بقولها: "لطالما شعرت ومنذ صغري بأن رؤية وطني الإمارات تجاه المرأة متميزة ولها جذور قوية غرسها والدنا الشيخ زايد، رحمه الله. كانت خطتي هي أن أكتسب المعرفة من التعلم في الخارج، والعودة لكي أكون عنصرا فاعلا ضمن عملية التطور السريع في بلدي الإمارات وفي دبي. وبالفعل، درست في المملكة المتحدة، وبعد التخرج التحقت بفترة تدريب في ألمانيا، ومن ثم عملت لفترة في بريطانيا، وبعدها عدت إلى مدينتي دبي، وعملت في شركة Winston & Strawn  مستشارة قانونية" . وعن تحديات عمل المرأة الإماراتية في مجال القانون تخبرنا سارة: "هناك الكثير من المفاهيم المغلوطة لدى مجتمعنا الإماراتي عن عمل المرأة في مجال القانون، يظن البعض أن فرص عمل المرأة في مجال القانون في دبي محدودة، وأن ساعات العمل طويلة للغاية والبيئة تنافسية. إلا أني أشجع بقوة الشباب والشابات على الالتحاق ببرامج تدريبية في مجال القانون، لكي يتعرفوا إليه عن قرب. هناك حقا (فجوة معلوماتية(  فيما يخص العمل في مجال القانون، ولذا أحرص كثيرا على مشاركة الآخرين تجربتي الدراسية والمهنية ليتعرفوا إلى التحديات التي واجهتها وإلى الفرص المنوعة للدراسة والعمل في هذا المجال. تجربتي علمتني الكثير، على سبيل المثال لم أكن أعلم بأني أستطيع الالتحاق بدبلوم الدراسات العليا في القانون Graduate Diploma in Law في بريطانيا، ومن ثم أحصل على دورة الممارسة القانونية ،Legal Practice Course ومن ثم أتدرب لسنتين في مجال القانون لأصبح محامية ومستشارة قانونية. ظننت أن الطريق الوحيد لكي أكون محامية هو عبر دراسة تخصص القانون في الجامعة ومن ثم التدريب. لم أكن أعلم أن هناك وسائل مختلفة لتحقيق النتيجة نفسها". وعن التطلعات المستقبلية وإكسبو 2020 ، تخبرنا سارة: "سعيدة جدا بأني أعيش وأعمل في مدينة أصبحت منصة عالمية تستقطب الأحداث والاستثمارات البارزة والمهمة من حول العالم". وتضيف: "نحن محظوظون للغاية بقادة في الخليج العربي يعملون بجد واجتهاد على نهضة الوطن وتحفيز الشباب وشحذ الهمم للعمل والنمو والتطور. أود أن أشجع الجميع على أن يسهموا في هذا التوجه، وأن يطمحوا دائما إلى الأفضل وألا يختاروا الطرق السهلة في المهنة والدراسة، بل أن يقبلوا على التحديات بكل قوة وثقة، لأن قادتنا يؤمنون بنا وبطاقاتنا".