منة شلبي :تعذبت بسبب دوري في "تراب الماس"..وهذه خطتي لترك ميراث مهم بعد وفاتي

الفنانة منة شلبي تتعامل مع الفن على أنه حياتها وليس المهنة التي تتقاضى عنها أجر، رغم اعترافها بأن هذا ليس عيبًا، لكنها ترى أن موهبتها لا تستحق إهدارها في أعمال ضعيفة، سواء على مستوى القصة أو التنفيذ، أو غيرها من الأمور، وتمكنت مؤخرًا من اختيار أعمال تبرز قدراتها التمثيلية وتتفق مع ذوقها الشخصي؛ فهي نجمة الأعمال المأخوذة عن روايات، ولعل إبداعها في تجسيد شخصياتها خلال السنوات القليلة الماضية دليل على اجتهادها في تقديم صورة عنها بكونها فنانة تحترم عملها وتقدر جمهورها، ولا ترغب بخسارته.

منة شلبي تشارك في موسم عيد الأضحى بأحد أبرز الأفلام المتنافسة على إيرادات شباك التذاكر وهو "تراب الماس" المأخوذ عن رواية بنفس الاسم للكاتب أحمد مراد، ويخرجه مروان حامد، في ثاني تعاون لها معهما بعد فيلم "الأصليين"، الذي تم عرضه العام الماضي، ونال إيرادات مقبولة، لكنها تتوقع تحقيق "تراب الماس" عائد كبير لأسباب عديدة مرتبطة بكونه لا يمكن مقارنته بالأعمال المشاركة في الموسم.. حول كواليس هذه التجربة السينمائية وتقييمها لها كان لمنة شلبي هذا الحوار مع "هي":

تظهرين بشكل مختلف عن المعتاد في "تراب الماس" من ناحية "اللوك".. هل كان ذلك جزء من تحضيرك للعمل؟

لا اعترف بمسألة التحضير عامة، لكنني أهتم بمذاكرة دوري وقراءة تفاصيله والمناقشة مع مخرج العمل لمعرفة وجهة نظره وتوقعاته للشكل الذي ستكون عليه الشخصية ضمن الأحداث، وبعدما عقدت عدة جلسات عمل مع مروان حامد حددنا تفاصيل الشخصية وفقا أيضًا لما تخيله كاتب الرواية أحمد مراد، وبعدها انطلق التصوير؛ فـ"سارة" هي فتاة لها طريقة معينة في الحديث والتعامل مع الآخرين، انطلاقا من عملها كمعدة برامج، واقتنعت بالدور وتخيلت نفسي أجسده ووافقت عليها فورًا.. لا أودّ كشف ملامحها في الوقت الحالي حتى لا أحرق العمل على المشاهدين الذين لم يتابعوه بعد في دور العرض.

منة شلبي بطلة فيلم تراب الماس

نلاحظ فقدانك الكثير من وزنك.. هل هذا مرتبط بدورك في العمل؟

لا.. من سيتابع العمل سيجدني أظهر بوزن أقل مما أبدو عليه في الوقت الحالي، وذلك وفقًا لما تطلبه العمل، وأقدم شُكر لناهد نصر الله مصممة الأزياء ، التي ساعدتني في الوصول لهذا "اللوك"، فهي من أهم مصممي الملابس في السينما، وقدمت معظم أفلام يوسف شاهين، وتقريبًا كل أفلام مروان حامد.

وما أبرز الاختلافات بين "سارة" في الفيلم والرواية المأخوذ عنها العمل؟

الحقيقة أنني لم أقرأ الرواية، لأن المخرج مروان حامد أخبرني بوجود اختلافات بينها وبين تناول السيناريو للدور، ولفت نظري إلى أنه إذا كنت سأقع في حيرة بين الاثنين فإنه عليّ الاكتفاء بالسيناريو، وشخصيًا فضلت ذلك، لاسيما أنني كنت قد قرأت السيناريو أولًا وتعلقت به بشدة.

وهل كانت لك إضافات على الدور؟ 

في مثل نوعية شخصية "سارة" لا يمكننا وضع إضافات، بالعكس يتوجب أن أخفي كل لمساتي من عليها، كممثلة أحب هذه المدرسة فأهرب من روحي لروح شخصية أخرى، وأبعد حالي عنها تمامًا، واقترب منها أكثر، وإن كان هذا ما يسبب لي أزمات مع الأدوار التي تشبه دوري في "تراب الماس"، إذ أظل مرتبطة بها لفترة.

وهل مازلت حبيسة شخصية "سارة"؟

لا في الوقت الحالي تخلصت منها، لكنني أثناء التصوير تعذبت كثيرًا بسببها، وبعدما انتهيت منها سافرت لاستمتع وأعيش "فترة نقاهة" كي أنسى ما واجهته معها؛ الدور كان مرهق للغاية وتحديدا خط درامي معين فيه، وكان ذلك واضحًا على شكلي، وأصدقائي كانوا يزورونني في منزلي ويجدوني بحالة غريبة؛ أجلس على الكنبة بملامح متعبة، وبعدما تابعوا الفيلم تأكدوا أن حالتي هذه كانت طبيعية؛ فجزء من روحي كان مخلصًا للدور حتى وصلت إلى هذه الدرجة من الإندماج.

واضح ارتباطك الشديد بدورك في "تراب الماس".. كيف تقيمينه بمشوارك الفني؟

اعتبره أحد أصعب أدواري على الإطلاق، وكان أكبر تحدي بالنسبة لي أن أقدم دور تراجيدي، وإن كنت سبق وجسدت شخصيات تراجيدية، لكن "سارة" سكة أخرى، والمشاهد سيتأكد أنني في الفيلم الجديد إنسانة أخرى.

كيف وجدت تجربتك الثانية مع المخرج مروان حامد؟

سعيدة جدا بها؛ فهو من المجتهدين في عملهم ويعلم جيدًا ما يرغب في تقديمه، وما يرغب فيه من الممثل أيضًا، وهذا مريح جدا بالنسبة للفنان؛ أن يرافقه قائد يضعه على الطريق الصحيح، ويدخله عالمه، وهو من أكثر المخرجين الذين استمتع بالعمل معهم؛ عادة أتعب في عملي، لكن مع "مروان" تعبي يظهر، واعتبره مخرج عظيم صحيح أن سنه صغير لكن مقامه كبير، ودائما أقول له أننا إذا شاركنا بفيلم في مهرجان عالمي سيكون من إخراجك.

وما رأيك في حالة الجدل التي أثارها العمل منذ إعلان صنّاعه نيتهم لتقديمه وصولًا إلى طرح البرومو الترويجي له؟

جدل العمل السينمائي مهم؛ صناعة السينما قائمة على الترفيه، وهنا أفلام تدعو للتفكير وأخرى للصمت، وغيرهما تدفع المشاهد للجدل، و"تراب الماس" من النوعية الأخيرة، والجدل مطلوب، وكل هذه التفاعلات تشير إلى أن هناك عمل فني مهم أو جيد، هذا إلى جانب أفلام أخرى بسيطة، تسمى Popcorn movies، والمشاهد يختار من بينها ما يتفق مع رغباته.

وما توقعاتك لمنافسة الفيلم في موسم عيد الأضحى؟

"تراب الماس" ينافس نفسه؛ فهو عمل مستقل بذاته ولا يشبه أي فيلم في السباق، كما أن الرواية معروفة للجمهور القارئ ويمكنه توقع ما سيشاهده في السينمات، كذلك من شاهد البرومو وضع توقعات لما سيتابعه إن اشترى تذكرة وتوجه لدور العرض، وذلك بعدما وجده يتفق مع ذوقه الفني.

وهل تكرارك لتقديم أعمال مأخوذة عن روايات قد يُبعدك عن تقديم أعمال كوميدية؟

أتمنى تقديم الكوميديا، لكن الفكرة أننا نعاني نقص في المؤلفين والمخرجين الذين يتحمسون لتقديم هذا اللون، وسبق لي تقديم تجارب في هذا الإطار، منها "إذاعة حب" مع شريف سلامة، و"بيبو وبشير" مع آسر ياسين، لكنني لن أتمكن من تقديم دور كوميدي بدون نص خفيف يساعدني في ذلك،

 يتضح من أدوارك الأخيرة تركيزك الشديد في ثقلها الفني.. هل جاء ذلك عن قصد؟

دعيني أوضح لك 3 أسباب تدفع الممثل للعمل؛ دوافع أدبية، وأخرى لإشباع حاجة لديه، وعائد مادي الذي نعمل جميعنا لأجله، لكنني أفكر فيما سأتركه كميراث فني عقب وفاتي، وصناعة السينما مثلا تقدم نحو 50 فيلم متنوعين، وربما يصل عدد الأفلام التي تعتمد على الرقصة والأغنية 45 فيلم، فيما نجد الـ5 المتبقية بعيدة عنها، وذوقي في الأخيرة، ليس لرغبة مني في أن أصبح "سيدة السينما العربية.." لكن لأنني أحترم عملي جيدًا، وما أقوم به، ولا أجيد التقليل من عملي، وأرى أنه الموهبة التي منحني الله لها تستحق ذلك، قديمًا لم أكن أملك القدرة على الاختيار، لكنني حاليًا أقدر أقول وبوضوح ما لا أرغب في عمله.

هل تشاركين في سباق رمضان التليفزيوني من العام المقبل؟

احتمال.. ليس هناك مشروع محدد تعاقدت عليه، من المبكر جدا الحديث عن هذا الأمر.