شاهيناز:لست نادمة على ارتداء الحجاب وخلعه..وبعض المطربين لديهم لجان إلكترونية تهاجمني!

قرار الفنان بالغياب عن الساحة يتحمل مسؤوليته هو وحده، وقرار عودته أشبه بمغامرة محفوفة بالمخاطر؛ فنتيجتها غير مضمونة وربما يكون رجوعه سببًا في حسرته بأنه لم يعد مرحب ولا مرغوب به، وربما أيضًا يكون الاختفاء دافعًا لأن يعرف الجمهور قيمته، ويبحث عن أغنياته التي ارتبط بها، وأمام وجهتي النظر اتخذت الفنانة شاهيناز قرارها بالعودة للساحة بعد 10 سنوات من الغياب، على خلفية ارتداءها للحجاب، وتركيزها على الغناء الديني وتقديم الأدعية، لكنها أعادت ترتيب أوراقها وأفكارها لتقرر استرداد مكانتها في عالم الغناء، بعدما صنعت اسمها في أعمال تلت مشاركتها في برنامج اكتشاف الأصوات الغنائية "ستار ميكر" قبل سنوات طويلة..

شاهيناز تكشف لـ"هي" كواليس فترة الغياب والعودة، وتقييمها للمرحلتين، وتتحدث عن مشروعها المسرحي الجديد، وطريقة تربيتها لابنها "حسين"، وغيرها من التفاصيل.

في البداية.. حدثينا عن حفلك الأخير الذي قدمته في تونس يوم 21 يوليو الماضي؟

كانت هذه المرة الأولى التي أسافر فيها إلى تونس، وشعرت أن الجمهور قريب جدا مني؛ فهو حافظ لأغنياتي ومتفاعل معها، واستقبلني بشكل حافل منذ وصولي إلى المطار حتى صعودي على خشبة المسرح، وانتهائي من الغناء، وليس هذا فقط إنما أيضًا طلبوا مني أغنيات معينة، وهذا أسعدني بشكل لا يوصف، فقد مرت سنوات طويلة على تقديمي لها، نضف إلى ذلك سنوات توقفي عن الغناء بسبب ارتدائي للحجاب، والتي وصلت إلى نحو 10 أعوام، ومع ذلك فالجمهور كان على دراية ووعي بأغنياتي.

 بعض الفنانين عندما يغيبون عن الساحة ويعودون يواجهون مشكلة نسيان الجمهور لهم ولأغنياتهم.. هل شعرت بذلك مع أول يوم لك للعودة؟

لم يحدث بالقدر الذي كنت أتخيله؛ فبعد التوقف توقعت أنني سأبدأ مسيرتي من جديد، لكن أخبرني عدد من زملائي أن بعض الفنانين الموجودين على الساحة، وتحديدا الذين لم يغيبوا ولم يتأثروا بأي شئ، لم يتمكنوا من عمل "رُبع" ما قدمته في وجودي، صحيح خطواتي لم تكن سريعة، لكنها مؤثرة وصنعت علاقة بيني وبين الناس، لذا لم يؤثر غيابي على جماهيريتي، خاصة أنني لم أكن أقدم "سينجل" فقط إنما "سينجل مصور" وهذا الموضوع أصبح صعب جدا في ظل قلة شركات الإنتاج.

 وهل حققت أغنياتك الجديدة نفس نجاح أغنياتك الأولى أم لاداعي للمقارنة بسبب تغير الأذواق؟

لا على الإطلاق.. المسألة لها حسابات أخرى؛ قبل توقفي عن الغناء كانت أغنياتي منها "على إيه، كمان كمان، قولي، مالناش مكان، وأحب أعيشلك" جميعها تصل للجمهور من خلال قنوات الأغاني على التليفزيون، لكن حاليًا هناك السوشيال ميديا وهي وسيلة مرعبة لقياس رد فعل الجمهور؛ فليس بالضرورة ما يصل للجمهور يعني أنه جيد أو الجمهور أحبه، واعتبار عدد المشاهدات دليلًا على النجاح، لأن بعضها مشاهدات غير حقيقية، والأمر ليس سرًا؛ فهناك فنانون يشترون المشاهدات بمقابل مادي معين، وليس هذا فحسب، بل إن هناك تعليقات مدفوعة الثمن، ولجان إلكترونية تقوم بمهامها على الصفحات بمواقع التواصل، ولمست ذلك شخصيا لأنني وجدت بعض التعليقات تهاجمني ومعها عبارات معينة، يفهمها رواد مواقع التواصل، تفيد بأن "الأمر تم"، أي أنه أدى مهمته.. الموضوع مرعب وغير جيد لتقدير العملية الفنية وجهد النجوم المبذول في صناعة عمل مميز، وكذلك لا تعد الترمومتر الحقيقي لقياس النجاح.

 هل هذا يعني أن ملايين المشاهدات التي تحققها كل الأغنيات غير حقيقية؟

لا أشكك في كل الفنانين؛ هناك فنانين محترمين وكبار بمجالهم ويستحقون المشاهدات الكبيرة التي تنالها أعمالهم، وليس عيبًا أن يغذي الفنان عمله، ويروج له على السوشيال ميديا حتى يصل للناس، لكن ما أؤكد عليه أنها ليست دليلًا وحيدًا على النجاح فهناك مقاييس أخرى، منها رد الفعل في الشارع، وترديد الجمهور لكلمات الأغاني، ومعرفته بموضوعاتها، وتقديمها في الإذاعات أيضًا، وكذلك طلب الفنان لإحياء أفراح وحفلات، وهذه الأخيرة تشير إلى أن المطرب لديه فن حقيقي، وجمهور يحب الاستماع إليه.

 وما تقييمك للعامين الأخيرين اللذين عدت فيهما للغناء؟

أرى أنهما كانا عامين ناجحين ومثمرين بشكل لم أكن أتوقعه؛ فقدمت 3 كليبات و4 أغنيات "سينجل"، وأحضر لأعمال جديدة لا أود الكشف عنها في الوقت الحالي، حتى تخرج للنور، حفاظًا على مصداقيتي مع الجمهور، وإجمالًا أجدني أسير بخطوات ناجحة تُرضيني، مع الأخذ في الاعتبار أن فترة توقفي لم تكن قصيرة، صحيح أنني أتمنى الإسراع في خطواتي قليلًا، لأنني أشعر بأنه فاتنتي سنوات كثيرة لم أكن أعمل فيها شيئًا، لذا أركز في هذه الفترة وأكثف مجهودي.

 هل هذا يعني ندمك على ارتداء الحجاب والغياب؟

لا.. لا أندم على فعل قمت به لأن كل خطوة خطوتها ربنا كتبها لي ولست نادمة على الحجاب، أو أنني اتخذت هذا الخط في يوم من الأيام.. غلطتي فقط أنني لم أكمل في الغناء بالشكل المطلوب.

 وماذا عن مسرحيتك الجديدة "فرحانة"؟

هي أوبريت مسرحي تمثيلي غنائي استعراضي راقص أقدم فيه مواهب عديدة لديّ، وأقوم ببطولته بشخصية "فرحانة" وهو الاسم في الرواية، ولا أرغب في كشف تفاصيله في الوقت الحالي إلى أن يتم حجز المسرح، وتحديد موعد أول ليلة عرض، وبيع التذاكر، لكنني أؤكد أنه سيشكل مفاجئة قوية للجميع، وحاليًا أبذل قصارى جهدي في البروفات لأن هذه هي المرة الأولى لي في عالم التمثيل.

 وهل تشعرين بالخوف من هذه التجربة؟

الحقيقة أنني مع كل بروفة اكتسب ثقة في نفسي أكثر، هذا إلى جانب الفنانين الذين يشاركوني بطولة العرض منهم الفنان القدير أحمد سلامة الذي أتعلم منه، ويكفيني وقوفي إلى جواره على خشبة المسرح، والفنان محمد شلش، وغيرهما من نجوم المسرح المخضرمين.

 ولماذا اخترت أن تكون انطلاقتك في عالم الفن من خلال المسرح؟

دائمًا أسمع أن المسرح يخرج ممثل قوي قادر على العمل في السينما والتليفزيون، فهو "أبو الفنون"، وأتمنى أن تكون هذه خطوتي الحقيقية التي تدفعني لمجال التمثيل ويحبها الجمهور.

 وبالنسبة لعلاقتك بابنك "حسين".. ما أبرز السمات التي تحاولين غرسها فيه؟

دائما أسعى لأجعله يشعر بثقة في نفسه، ويعيش حر بقراراته يالتي تخذها بنفسه ويتحملها مع الأخذ في الاعتبار كل مرحلة عمرية، بظروفها وضوابطها، فيختار أصحابه وما يريد أن يأكل أو يشرب، لذا أترك له حرية الاختيار في كل شئ لأن الإنسان الحر يعرف كيف يعيش حياته، أما المقيّد مهما أخذ مكانة علمية أو اجتماعية أو مادية يشعر إنه ليس حرا، وكذلك لا يخاف من أي شئ وأن يكون قويا. 

وهل ستشجعينه إذا أراد دخول مجال الفن أم تمنعينه لكونها مهنة صعبة؟

هي بالفعل صعبة ومرهقة جدا، لكنني مع ذلك لن أعترض بالعكس سأساعده في ذلك، وفي الوقت نفسه لن أتنازل على أن يبقى معه شهادة أخرى بخلاف الفن، يدرس في كلية مختلفة، ويصبح لديه مجال آخر، حتى لو مجال دراسة فقط، بحيث إذا شعر أنه لم يعد قادرا على استكمال مشواره في الفن يصبح أمامه بديل.