عضوات فريق الجري "أنا قو" Ana gow لـ"هي": لا نعرف المستحيل

إعداد: د. "سوزي سلمان"Dr.suzy salman

تصوير: هيثم علي

 

أربع شابات يعكسن الجمال الإماراتي بجاذبيتهم، متعددات المواهب، مثقفات، ذوات تعليم عالٍ ومن عائلات إماراتية شهيرة، هن:

ـ المحامية صالحة البسطي

- مهندسة المعدات الطبية في مستشفى راشد وسفيرة علامة NIKE آمنة المري

- ضابط الموارد البشرية في شركة نخيل ومتخصصة IT networking مريم المزروعي

- دارسة لإدارة الأعمال، مدربة رياضة ومديرة في نادي زعبيل عبير الخاجة.

 

جمعتهن الروح الرياضية والصداقة وحب التحدي فجاء تأسيس هذا الفريق النسائي الأول للجري سنة ٢٠١٥ برغبة مشتركة منهن لتشجيع المرأة على ممارسة الرياضة وإعطائها الخصوصية والحرية في آن واحد.

فكان هذا اللقاء معهن في نادي دبي للسيدات الذي دعمهن بشكل كبير ليحققن كل ما أردنه.

 

نبدأ مع المحامية صالحة: من المعروف عنكِ حبك للقراءة وكمِّ الإصرار والعزيمة الذي تمتلكينه، فقد غيرتِ حياتك بشكل جذري وخففتِ وزنك الزائد بإرادة كبيرة، حدثينا عن هذه التجربة، وكيف تبلورت أفكارك نتيجة قراءاتك الكثيرة؟

جاء التغيير بقرار شخصي مني، ثقفت نفسي فاتضحت الصورة في ذهني، بأن الأفكار هي منبع لتغير الحياة بشكل عام، أفكارنا المتجددة تعيد تشكيلنا خارجيا وداخليا، وأدركت أن الكلام السائد عن الحمية خاطئ، فهي لا تعني الحرمان من الطعام بل هي نظام غذائي متوازن. بدأت أتبع نظاما غذائيا صحيا، ومارست الرياضة بشكل يومي. ولا أنسى يومي الأول الذي تدربت فيه نصف ساعة فقط. كما تخطى الأمر ذلك ودرست الحقوق لأحصل على لقب محامية تعرف واجباتها وحقوقها. ما زلت أطور نفسي في كل فرصة تتاح لي لأكون على جاهزية للمشاركة بالشأن العام في المستقبل.

ابتسامتك تخبرنا عن مدى الفخر والسعادة التي تشعرين بها.

نعم، أي قرار جديد يعني تحديا جديدا، إما أن تكمل ما قررت أو تتراجع. وأشكر الله بأن أعطاني القوة الداخلية على الاستمرار. ما زلت أحتفظ بصوري القديمة حتى أثمن دائما ما أنجزت من تغيير، فأنا فخورة بما حققت وأهلي فخورون بي.

الصدفة لعبت دورا أساسيا في حياتكن الرياضية، أولها كان عندما رأيتن مجموعة من السيدات يمارسن الجري فقررتن الانضمام إليهن، وثانيا عندما لم يستجب لطلبكن في أحد السباقات بتوفير مكان خاص للسيدات يوفر الخصوصية. هل هذه هي الأسباب لإنشاء الفريق؟

نعم، أردنا تأسيس فريق للسيدات يقهر المستحيل، يشجع على ممارسة الرياضة ويعطي الحرية والخصوصية في آن واحد، ويعكس صورة للمرأة الإماراتية الحضارية التي تؤمن بتطوير نفسها بشكل دائم.

أنتن حريصات على الجري في أماكن مخصصة للسيدات فقط، لماذا؟ وهل الجري في أماكن مختلطة عائق سببه العادات والتقاليد؟

نحن لا نعترض على الأماكن المختلطة، ولكن هدفنا المرأة أولا، نريد أن نلغي أي عذر يمنعها من المشاركة، وأن نوفر الخصوصية التي تعطينا الراحة. كما أننا نحترم العادات والتقاليد ونؤمن بأن نطورها بما يتلاءم مع مجتمعنا الذي يتطور ويتقدم باستمرار بما لا يتعارض مع قيمنا ومبادئنا. فنحن نعيش مقولة الشيخ زايد رحمه الله "من لم يكن له ماضٍ، فليس له حاضر".

نحن الآن نجري اللقاء معكن داخل مبنى نادي دبي للسيدات، من المشرف وجود نادٍ يدعم بشكل لا محدود فريقا رياضيا؟

نعم، نادي دبي للسيدات فتح لنا الباب، ودعمنا دعما معنويا رائعا، ونحن في كل فرصة تتاح لنا نجدد شكرنا لهم، ولا سيما مديرة النادي السيدة لمياء خان التي تعكس صورة المرأة القيادية التي اعطتنا كل الصلاحيات لدعم رياضة الجري والتشجيع المستمر لغاية اليوم.  

 

ننتقل للحديث مع مهندسة المعدات الطبية آمنة: أنتِ شخصية مثيرة للإعجاب بتعدد هواياتك الرياضية والثقافية، كما أنكِ صاحبة مدونة the. Healthy.blog. للأكل الصحي وتكتبين الشعر باللغة الإنجليزية وسفيرة للعلامة الرياضية NIKE، تتدربين على الملاكمة وركوب الدراجات، وحزتِ المركز الأول في بطولة دبي المحلية للتجديف والكثير من الميداليات والجوائز، إضافة إلى أنكِ تدربين على الرياضة، من كان المشجع لكِ؟

أنا من عائلة تحب الرياضة، ذاكرتي تحمل الكثير من الصور لعائلتي وهم يمارسون الرياضة وأرى في والدتي مثالا لذلك، فهي على الرغم من انقطاعها عن الرياضة فترة الإنجاب وفترة رعايتنا إلا أنها عادة مرة أخرى لتمارس الرياضة بانتظام، الرياضة هي التي تعطيني الصفاء الذهني وتدخلني إلى دروب الشعر والخيال وتحفزني للنهوض والذهاب إلى عملي في الصباح.

شيء جميل أن زوجك يظهر فخره وتشجيعه لكِ بشكل دائم على صفحتك على الإنستغرام؟

نعم، هو شريكي الداعم والمشجع الدائم لي، وهذا ينبع من ثقته بي وبنفسه، فنحن نتشارك الكثير من الهوايات، ومنها السفر.

تتحلين بالشجاعة، ولم تتردي في المشاركة في الحملة الدعائية "إيش حيقولوا عنك؟" التي أطلقتها NIKE لتحفيز المرأة الخليجية على ممارسة الرياضة وعدم الالتفات إلى ردود أفعال الرافضين لذلك؟

أعتقد أنه من الرائع أن تفيدي الآخرين بتجربتك، أردت أن أنشر السعادة التي أشعر بها عندما أمارس الرياضة فقبلت بالظهور في هذا الكليب الرياضي عندما رفض الآخرون ذلك. جزء من عائلتي كان إيجابيا وأيدني، والجزء الآخر كان رافضا لها. وكررت المشاركة في المزيد في الكليبات الرياضية التشجيعية، وآخرها كان في تحدي دبي للياقة الذي أطلقه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي. أنا على ثقة بأن مشاركتي في هذه الحملات التشجيعية ستؤتي ثمارها.

حدثينا عنكن كفريق للجري، ما المساهمات التي اضطلعتن بها لمصلحة الخدمة المجتمعية؟ 

من أهم المناسبات التي نحرص على المشاركة بها الجري لمصلحة التوعية المجتمعية والصحية في الدولة.

شاركنا في سباقات لمصلحة مرضى السرطان والسكري، ودعمنا الكثير من الحملات لشركات حكومية وخاصة هدفها الصحة والرياضة. حتى إننا نقيم الكثير من الفعاليات والمحاضرات التثقيفية والتوعوية للمرأة في نادي دبي للسيدات نعلن عنها في صفحة الفريق على الإنستغرام.

 

سؤالنا الآن لضابط الموارد البشرية مريم: من المذهل أنكِ ترفعين الأثقال وتتدربين على الملاكمة في آن واحد، وكنتِ بداية فارسة أبعدتك الإصابة. كلها رياضات صعبة وتحتاج إلى الكثير من الجهد والتمرين؟ كما أنك تدربين أيضا، ماذا عن هذا الشغف؟ ومن أين أتى؟

بعد إصابتي بالتدريب على ركوب الخيل توقفت قليلا عن الرياضة. لكن الرياضي الذي بداخلي دفعني للنهوض للعثور على مسارات جديدة أتبعها وهكذا بدأت بالجري وهنا أتى تشجيع والدي لي، فأنا لا أنسى مدى سروره عندما علم بمشاركتي في أول سباق، فهو أيضا رياضي ويعي ماذا يعني أن أكون على جاهزية للمشاركة في سباقات.

كتبتِ تحت صورة لكِ على صفحتك على الإنستغرام وأنتِ تجرين "سؤال: إلى أين تذهبين؟".

 إلى أفكار حرة لا حدود لها، إلى عالم الخطوة التي تأخذك إلى مساحة جديدة من الطريق لتصلي إلى الهدف. الجري ببساطته يطلق طاقتك الكامنة ويعطيك الخصوصية بوجود الأصدقاء المشاركين لكَ. روح الفريق الرياضية تعنيني بشكل كبير أرى فيها حياة أخرى تسير بالتساوي مع حياتي كفرد.

كم مرة تتدربن في الأسبوع كفريق؟

نتدرب مرتين في الأسبوع، ونضع جدولا نوزع فيه المهام علينا لتدريب بقية المشتركات، نحن نشعر تجاههن بمسؤولية كبيرة، لذلك نجدد طريقة التدريب بشكل دائم لتجنب الروتين والملل. كما نتدرب بشكل منفرد في بقية أيام الأسبوع.

هل لديكن راعٍ رسمي للفريق؟

يمكن أن نطلق عليهم اسم مساهمين، وليسوا رعاة رسميين لنا كفريق جري.

ما أهمية الفوز لكن كفريق؟

هدفنا في الفريق متفقون عليه منذ البداية، وهو تشجيع وتمكين المرأة في الرياضة وجعلها نقطة جذب أساسية تستمتع بها فتخلق منها روتينا يوميا تمارسه، هذا هو الفوز الذي نتطلع إليه في كل سباق.

حديثنا مع مدربة الرياضة عبير كان له بُعد آخر، بداية كان عن آخر كتاب بدأت في قراءته، وكيف أنها تهتم بالجانب الإداري نظرا لدراستها لإدارة الأعمال، فكان هذا دافعا لسؤالها عما إذا كانت لديهم خطة لتوسيع نشاطات الفريق لتشمل كامل الإمارات؟

نعم، لقد بدأنا بالفعل في إنشاء فرق مماثلة لنا في إمارات عدة، لكننا ما زلنا في البدايات. نريد الاستمرار والتوسع في الأهداف والمبادئ نفسها، وطرح أفكار جديدة تشجع على الرياضة. كما نضع تحديات جديدة ونشاطات رياضية مختلفة

في البرنامج الرياضي الذي نتبعه لكيلا ندخل في الملل والروتين.

من مَثَلكن الأعلى في فريقكن الرياضي؟

كل شخصية ناجحة هي مثال نقتدي به ونستلهم منها.

كما أن شخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي شخصية ناجحة في كل المجالات. فلا حدود للمبادرات التي يطلقها لدعم المرأة في الرياضة والمجتمع. وهو من الشخصيات التي نفخر بأنها من بلدنا.

كتبتِ عبارة "قلبي خلق ليسافر في هذا العالم" على إحدى صورك بصفحتك على الإنستغرام؟

أنا أعشق السفر، مساراته تشبه الجري، تسعى لهدف الاكتشاف والتقدم نحو الأمام، وهو يعطيك الحرية في بلوغ المعرفة التي تسعين لها.

ما أكثر الأشياء التي تدفعك للتمرين مع الفريق؟

أحب لقائي معهن وأنتظره، نحن صديقات يجمعنا الجري للوصول إلى نقطة واحدة.

 

في نهاية اللقاء معهن أكدن أن المرأة قادرة على تحدي جميع العقبات مهما كانت ظروفها، المرأة القوية والذكية لا تحتاج إلى دعم، بل تحتاج إلى تغير أفكارها لتنطلق.