المهندسة آلاء القرقوش لـ "هي" : حلمت أن أكون مخترعة وتحقق حلمي على مستوى العالم

تمنت أن تكون مخترعة منذ الطفولة، وساهمت أسرتها و أساتذتها في توفير كل ما من شأنه تحقيق حلمها حتى استطاعت تسجيل اختراعها "ناشرات السايمتكس". شاركت آلاء موقع "هي" عن بدايتها في مشروعها وكيف عرضت الاختراع في مؤتمرات ومعارض سعودية ودولية نالت به الكثير من الدعم من المتخصصين في مجال الصوتيات و الحصول على براءة اختراع سعودية وأمريكية بفضل الله .  

بداية عرفينا عنك.

اسمي آلاء القرقوش و أدرس حاليا طالبة دكتوراه ، وأعمل كمحاضرة في كلية العمارة والتخطيط قسم تكنولوجيا البناء بجامعة ميشيغن والتي تعتبر من الجامعات الرائدة في العالم في هذا التخصص، وبحثي الحالي يتعلق بدراسة الصوتيات المعمارية في المساجد ، كما أنني أحد أعضاء هيئة التدريس بجامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل (جامعة الدمام سابقا). 

حدثينا عن ابتكارك الذي نلتِ عليه براءة الاختراع من أمريكا ، و ما هو السبب الذي دفعك لهذا الاختراع ؟ 

بدأ اهتمامي بالصوتيات المعمارية في مرحلة الماجستير عندما لاحظت أن كثير من المباني تفتقر لدراسة النواحي الصوتية، حيث يتركز الاهتمام غالبا على النواحي الجمالية والشكلية فقط .

من هذا المنطلق بدأت بالتفكير في العلاقة بين الأصوات والأشكال ، وتعرفت على علم السايمتكس- وهو العلم الذي يعنى بتحويل الأصوات إلى أشكال ، وبما أن أشكال السايمتكس ناتجة عن الصوت فكرت في دراسة التأثير العكسي لهذه الأشكال على الأصوات، وبدأت بالنقاش مع الأساتذة حول الفكرة ونالت الكثير من الدعم والتشجيع منهم وأخبروني بأن هذه الفكرة هي بذرة اختراع والتي نتج عنها ناشرات السايمتكس.

كيف كان العمل على المشروع ؟

عملنا معا على تطوير المشروع واختباره وكانت النتائج ممتازة حيث تقوم هذه الناشرات بتوزيع الصوت بشكل متجانس في المكان وتقلل من الصدى غير المرغوب فيه، بالإضافة إلى أنها تقلل وربما تغني عن الحاجة لمكبرات الصوت في القاعات الصغيرة والمتوسطة الحجم.

بعدها قمنا بعرض الاختراع في مؤتمرات ومعارض سعودية ودولية ونال الكثير من الدعم من المتخصصين في مجال الصوتيات، كما تمكنا من الحصول على براءة اختراع سعودية وأمريكية بفضل الله .  

ماهي الصعوبات التي واجهتك اثناء العمل عليه ؟

من أهم الصعوبات التي واجهتها أن العمل على فكرة غير مسبوقة فيه نوع من المخاطرة ولكن كنت اعتبر ذلك مبعثاً للحماس ، أيضا، التقديم على براءة الاختراع لا يخلو من التعقيدات، ولكن أسعدني أنه بعد تقديمي لبراءة الاختراع السعودية ، تم تأسيس مكتب براءة الاختراع بجامعة الامام عبدالرحمن الفيصل والذي قام بدعم الاختراع في تقديم البراءة الأمريكية. 

هل هناك مساندين لك في هذه البادرة ؟  

كل مشروع بحثي يمر بتحديات ولكن وجود أشخاص داعمين على الصعيد الشخصي والأكاديمي هو أكبر عوامل نجاحه ، فعلى الصعيد الأكاديمي كان للأساتذة المشرفين وإدارة كلية التصاميم دور كبير في مساعدتي ،  وعلى الصعيد الشخصي نلت الكثير من الدعم من والدي ووالدتي وزوجي، حيث كنت أستشيرهم في كل خطوة فلا يتوانون عن المساعدة و إشعاري بأن بإمكاني تحقيق ما أحلم به.   

 كيف ترين اختراعك بعد خمس سنوات ؟

إن أهم مايميز هذا الاختراع هو أنه يتيح مجالا واسعا للخيارات التصميمية للمكان وذلك عن طريق تغيير طريقة صف الناشرات، وهذا التغيير يتبعه تغير في الخصائص الصوتية للمكان، أي أنه نستطيع إعادة ترتيب الناشرات حسب المطلوب في الفراغ من الناحية التصميمية ومن الناحية الصوتية ، كما أنه يؤدي إلى الاستغناء عن استعمال المواد الماصة للصوت والتي تدخل في صناعتها مواد كيميائية ضارة بالبيئة وبصحة الإنسان.

 ونعمل حاليا على التفاوض مع بعض الشركات لتصنيعها محليا وعالميا بالتعاون مع مكتب براءة الاختراع ونقل التقانة بجامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل ، كما أننا سنقوم بعمل دراسات إضافية لتطويره وتوفير آلية تسهل على المعماريين استخدامه حسب متطلبات المشروع.  

 هل ترين نفسك في مجال الاختراعات و ستقومين بإنتاج اختراع جديد ؟ 

كنت أتمنى أن أكون مخترعة منذ الطفولة، وساهمت أسرتي في توفير كل ما من شأنه تنمية هذه الرغبة، كما أن أساتذتي بالجامعة لاحظوا علي بوادر ذلك أثناء مرحلة البكالوريوس، حيث قال لي الأستاذ سوف تصبحين مخترعة في يوم ما ، كما تكررت هذه الملاحظة من أستاذتي التي تبنت أفكاري منذ أن بداية التحاقي ببرنامج الماجستير.

لذا أعتبر هذا الاختراع كبداية ، وعملت بعده على اختراع آخر تم عرضه في باريس و أثنى عليه أحد الأساتذة بجامعة هارفارد والذي كان أحد القائمين على الملتقى، حيث ذكر أنه أكثر اختراع واعد من بين الاختراعات التي عرضت .

وأطمح بإذن الله للمزيد، حيث أن لدي بعض الأفكار التي سوف أقوم بدراستها وتحويلها إلى اختراعات تفيد البشرية في المستقبل وأرجو من الله تعالى أن يوفقني لما يحبه ويرضاه.