مصمم المجوهرات David Yurman لـ"هي": الموهبة تحتاج إلى الحرية لتتطوّر

يُتقن مصمم المجوهرات الأمريكي "دايفد يورمن" David Yurman فنّ ابتكار المجوهرات الفريدة من نوعها بتصاميم جديدة وغير مألوفة، مكلّلة بلمسات فنية نادرة. يورمن النحات وزوجته سيبيل الرسّامة، شكّلا ثنائيا ملهما للآلاف من الفنانين، من خلال تعاون استثنائي امتدّ على مدى 40 عاما، كانت ثمرته الآلاف من القطع المبتكرة التي حازت إعجاب أهم مشهورات العالم، مثل أنجلينا جولي وكايت هادسن وإيميلي بلانت. "هي" التقت يورمن أثناء تواجده مؤخرا في دبي لعرض تصاميمه في متجر بلومينغدايلز، وجاءت بهذا الحوار.

منذ نحو 40 عاماً ابتكرت قطعة مجوهرات تزيّنت بها زوجتك في سهرة لأحد المعارض. صاحب المعرض أُعجب كثيرا بالقطعة، وسألك عما إذا كانت للبيع. أجبت بالنفي وجوابها كان نعم، وهكذا كانت البداية، أخبرنا أكثر عن هذه القصة.

ما حصل حينها أن كلا منا سمع أمرا مختلفا، سمعت صاحب المعرض يسألني إذا كانت القطعة للبيع، فأجبت بلا، أما زوجتي سيبيل فسمعت صاحب المعرض يسأل عن مدى إمكانيتنا ابتكار المزيد من هذه القطعة، فأجابت بالطبع يمكننا ابتكار المزيد، فطلب منا حينها صاحب المعرض ابتكار 4 قطع، وهكذا بدأنا العمل.

هل كنت تسعى حينها إلى تأسيس دار مجوهرات خاصة بك وإضافة لمستك الخاصة إلى عالم المجوهرات؟

لم يكن لدي حينها أي مخطط لاقتحام عالم المجوهرات من بابه العريض. كنت أصمم فقط بضع قطع مستوحاة من معرفتنا العميقة بالنحت والرسم، وقد كانت هذه القطع القليلة فنية بامتياز، ولكن بعد هذه الحادثة بدأنا التعمّق بمختلف مراحل ابتكار قطع المجوهرات، وتطوير معرفتنا بالأحجار على اختلافها، وهكذا بدأت القصة. لم أكن مهتما كثيرا بالجزء التسويقي للمجوهرات، بل أردت فقط العمل في الشق الفني الذي أستمتع به كثيرا، لكن وصلنا إلى مرحلة اكتشفنا فيها أهمية التسويق للمضي قدما بالدار، وعملت يدا بيد مع زوجتي لبيع التصاميم في أعرق المتاجر، وعلى تطوير الدار بمختلف عناصرها.

ماذا عن تواجدكم في المنطقة هنا؟

جئنا إلى دبي منذ نحو الـ 9 سنوات، لكنّ السوق لم تكن جاهزة لتصاميمنا، إذ لم تكن حينها سوق الولايات المتحدة الأمريكية جاهزة تماما لتصاميمنا، بحيث كنا وما زلنا نسعى إلى طرح تصاميم فاخرة بأسلوب حديث يلائم متطلّبات المرأة العصرية التي لا تحتاج إلى رجل ليُهديها قطع مجوهرات، بل هي قادرة على شراء مجوهراتها بنفسها.

ما الذي تغيّر الآن حتى قرّرتم العودة إلى الخليج العربي وتحديداً إلى دبي؟

أصبح لدينا الآن فريق عمل يهتمّ بهذه المنطقة، إذ عيّنا مديرا عاما، وفريق عمل للتسويق وآخر للتوزيع، ونحن متواجدون منذ نحو 4 سنوات في باريس، وبذلك أصبح لدينا الخبرة الكافية والأشخاص المناسبون للانطلاق بقوة في دبي. ونحن سعيدون جداً بتواجدنا في دبي وفي متجر بلومينغدايلز، نظرا لعدد الجنسيات الهائل الذي تجمعه هذه الإمارة المذهلة. كما أننا سعيدون كثيرا بالتعاون الوطيد مع شركة الطاير، وفخورون بهذه الشراكة المميزة.

أنت خبير بكل مراحل ابتكار المجوهرات. برأيك ما المرحلة الأصعب والتي تشكّل التحدّي الأكبر في صناعة المجوهرات؟

إنّ التحدي الأبرز بالنسبة إليّ هو توفّر الوقت الكافي لإدارة الدار. أعمل حاليا على دمج المديرة التنفيذية الجديدة للدار غابريلا فورتي في كل نواحي العمل. غابريلا تسعى إلى أن يكون جميع الموظّفين ماهرين جدا، وبارعين وشغوفين بما يفعلونه. مع الأسف سرحنا بعض الموظّفين من الدار، لأننا بحاجة إلى كفاءات تواكب تطوّر العصر وتطوّر السوق العالمية.

هل غابريلا هي المرأة الأولى التي تحتلّ هذا المنصب؟

نعم.

إلى أي مدى يشكّل هذا الأمر إضافة إلى الوظيفة؟

يشكّل إضافة كبيرة بالطبع، فهي تعي تماماً ما تحتاج إليه المرأة، وما ترغب فيه في عالم المجوهرات.

في السوق العربية والخليجية الكثير من المصممين الشباب المحليين الذين يسعون إلى النجاح في مختلف المجالات الفنية. لكونك بدأت من الصفر، ما نصيحتك لهؤلاء؟

أنصحهم باستشارة أشخاص يثقون بهم في حياتهم، والتركيز على ابتكار منتج جيد، والعمل جاهدين على تطويره وتحسينه وتسويقه جيدا. اعشقوا ما تفعلونه، وكونوا صادقين مع أنفسكم. لا تبتكروا منتجات غير مقتنعين بها، بل ابحثوا دائما عن مصدر وحي. استرخوا وامنحوا الحرية لموهبتكم، فالموهبة تحتاج إلى الحرية لتتطور.