الكاتبة والإعلامية وفاء أبو هادي: اعتبر مهنتي الإعلامية مرأة تظهر جماليات من يستحق..

 الاستاذة وفاء ابو هادي هي اعلامية نشيطة وكاتبة بارعة وعضو اتحاد الإعلاميين العرب واصدقاء الأمم المتحدة متعاونة مع عدة صحف محلية ودولية وناشطة مشاركة في كل القضايا المجتمعية المهمة، كان لنا معها هذا الحوار.

قدمي نفسك لقرائنا كما تفضلين ؟
إنسانة بسيطة أرى الحياة جمالها في البساطة والعفوية ولا أحب التكلف والتصنع ، حاربت من أجل دراستي في ظروف عائلية والحمدلله . بفضل من الله كنت من المتفوفات خلال مسيرتي التعليمية وبجانب دارستي عزمت على تطوير ذاتي من خلال دورات متنوعة من البرمجة العصبية ومهارات الإتصال وعلم الحاسوب والسكرتارية ودورات تطويرية بمجال الإعلام .
كاتبة لي 4 مؤلفات 3 منها خواطر نثرية "رحلة ألم - مسافرة بلا عنوان - وإعصار انثى" ، ومجموعة قصصية بعنوان "دروب شائكة" .
عضوه في أهم الجمعيات محلياً ودولياً ، حاصلة على العضوية الدولية بالإعلام ومتعاونة مع صحف دولية ومحلية ، ومنحت مؤخراً الدكتوراه الفخرية من الأمم المتحدة كما اخترت ضمن أكثر الشخصيات تأثيراً في العالم العربي ، ومنحت العضوية الفيدرالية .

حدثينا عن اهتماماتك الشخصية والهواية المفضلة؟
اهتماماتي تصب في عدة جهات منها :
الجهة الإعلامية وتركيزي على أن أكون ذات رسالة هادفة وأن أجعل من مهنتي الإعلامية مرأة تظهر جماليات من يستحق 
والجانب الآخر الأعمال التطوعية حيث أشعر أنها تخلق من الإنسان وجود نقي وخاصة إذا وظفت الإعلام لهذا العمل السامي
كما أن من اهتماماتي تطوير نفسي أدبياً ومحاولتي لصنع الجديد في عالم الأدب والتأليف ليكون ذكرى طيبة لي بعد مفارقتي للحياة .
هوايتي المفضلة هي الكتابة فهي العالم الواسع الذي أحلق فيه بحريتي بدون قيود ، كما استشعر نفسي حينما أخلد الى الكتابة أكثر صفاءًا وصدقاً . 

من يدعم وفاء معنوياً ونفسياً ؟
الحمدلله الفضل له من قبل وبعد في كل ما وصلت إليه ، ومن ثم تأتي أسرتي وأصدقاء كان لهم الأثر الكبير في دعمي .

هل من أحلام شخصية تتمنين تحقيقها؟
لا يوجد شخص بهذا الكون ليس لدية أحلام شخصية يتمنى تحقيقها .
أتمنى أن تكون لدي قدرة على احتضان أطفال العالم المشردين وضحايا الحروب والمشاكل الأسرية لأومن لهم حياة كريمة وطفولة آمنة .
كما أحلم أن أمتلك عصاً سحرية لأسكت صوت الألم من جراء الحروب في كل بقعة على هذه المعمورة ، كما أتمنى أن أجد من يدعمني في تبني فيلم أو مسلسل يحاكي السلام وما تجني الحروب .

 ترشيحك ضمن الشخصيات الأكثر تاثيراً عربياً احكي لنا التفاصيل؟
الحمدالله على فضله أن منحني هذا الفضل من محبة الناس وأن يكون لي بصمة مؤثرة وهذا ليس بالشيء السهل ؛ فهي حصيلة جهود كثيرة من السعي في إبراز الأعمال التطوعية وحرصي على جعل الرسالة الإعلامية والأدبية ليست حصراً على ذاتي إنما سعيت لجعلها واقعاً يلامس الناس وخاصة الشريحة البسيطة التي أشعر بطعم الحياة معهم .
كما كان لكتبي ولله الحمد تأثير كبير على من قرأها ربما لأني أخرجها كما هو داخلي بعفويتي 
بالإضافة إلى مقالاتي التي ناقشت قضايا اجتماعية كثيرة ، وتعمقت في الكتابة إلى أن وصلت للعالمية من خلال مجلة باستراليا وغيرها 
فمنحت الدكتوراة  الفخرية بالإضافة الى اختياري ضمن الشخصيات المؤثرة عربياً وعالمياً ومنحت العضوية الفيدرالية وكانت لسيرتي الذاتية المعول الأهم في هذه الإنجازات .

مهنيا ما الإنجاز الأهم في حياتك؟
اعتقد صدور كتابي الرابع " إعصار أنثى" الذي كان ميلاده بعد توقف 4 سنوات عن الكتابة وخرج في خضم ظروف جمعتها في حروفه لأعلن إعصار أنثوي ضد كل ما تسبب في عتمة لحياتنا الجميلة ، فثرت على مشاعر الرجل وبرودها في مرحلة عمرية من الزواج وركن المرأة كقطعة أثاث بالمنزل .
بالإضافة إلى ثورتي ضد ما يحدث من حروب وجرائم في حق الطفولة وخاصة ما خصصت له من مجزرة غزة التي حدثت برمضان
ومن ثم ما نعيشه حالياً من أوضاع ومن فقد كل أنثى لزوج أو ابن أو أخ أو قريب فالمرأة بداخلها إعصار ضد كل شيء لا يدعو إلى السلام .

موقف أو حدث تعتبرينه نقطة تحول في الحياة سواء شخصي أو مهني؟
المواقف كثيرة لكن أعتقد يوم مطالبتي من بعض الأساتذة الذين اطلعوا على كتبي بنشرها كان تحول من انسانة تكتب لنفسها إلى أُخرى تخاطب مجتمع بأكمله على اختلاف ثقافته وعقلياته .
ومن ثم تعرضي لوعكات صحية غيرت من مفهوم الحياة بنظري وتعرفت على نوعية أخرى من البشر عندما تجدهم أقرب إليك من نفسك.

حدثينا عن الصحافة وماعلاقتك بها؟
الصحافة مع التأليف عملة واحدة ولكن بوجهين مع حقيقة أنهما يدعمان بعضهما .
في الأساس أنا أديبة وبدأت الإعلام منذ سن مبكرة عندما كنت أُراسل المجلات بأسماء مستعارة نظراً لبعض العادات والتقاليد 
وكنت اكتب القصة القصيرة والخواطر ، ولم يجول بخاطري يوم أن أدخل عالم الصحافة .
وشاءت الأقدار أن ابدأ في حضور بعض التغطيات الميدانية ورويداً رويداً وجدت سلسلة الصحافة البراقة تختطفني بل وتكون لي شخصية أُخرى من خلال اندماجي في المجتمع مع مختلف شرائحه والإطلاع على مشاكل وهموم الناس ، أحسست كم هي مهنة إنسانية إذا عرفها صاحبها على حقيقتها ؛ فالصحفي يكون صوت المجتمع ومرآته التي تعكس معاناة ورأي وحياة مجتمعات بأكملها .

مالذي تطمحين من وراء الكتابة؟
أطمح من وراء الكتابة أن أجعل وفاء ابوهادي تخاطب من حولها بحقيقتها الجوهرية ، أن أكتب ما يجلي عن قلب حزين حزنه
وما يشارك فرداً أو مجتمعاً ظلمه ، أن أعبر عن المشاعر بعفويتها وكما نطمح أن تحتوينا ، أن أجد من يقرأ كتاب لي يبتسم إن أسعدته ويبكي ليغسل قلبه إن لامست تجربة له .

حدثينا عن إصداراتك الأدبية وما اخرها ؟ 
إصداراتي أربعة كتب ولله الحمد 
الكتاب الأول "رحلة ألم " عبارة عن خواطر نثرية جمعت فيه مشاعر مختلفة من الحب والفراق والخيانة والإنتماء للوطن.
الثاني مجموعة قصصية "دروب شائكة" أصدرته في خضم مشاكل ثورة الإنترنت وما تسبب من كسر قلوب وهدم بيوت نتيجة استخدام خاطيء له .
والثالث " مسافرة بلا عنوان " مجموعة خواطر نثرية ولكنه تميز بوجود نوع من أنواع النقاشات الوجدانية مابين الذكر والأنثى وهو ماميزه بهذا الطابع .
إصداري الرابع كان توقيعه بمعرض الكتاب مؤخراً " إعصار أنثى" والذي جاء استنفار من كل أنثى لكل ما يخالف طبيعة المرأة  وحبها للسلام وتعطشها للمشاعر المتجددة من قبل شريك حياتها .

من يلهمك من الكتاب والكاتبات سواء عالميا او محليا ؟ 
نزار قباني ومحمود درويش كان لهما أثر كبير في الهامي والمتنبي وكذلك محمود العقاد .
الكثير ممن أقرا لهم أو قرأت ألهموني فأنا أشعر أي كاتب كان صادق وعفوي مع حرفه سيلامس وجدان أي شخص .

هل هناك أي مشروع مهني جديد تحضرينه للجمهور؟
بإذن الله تعالى على الجانب الأدبي استعد لإطلاق رواية باسم " حنين والسنين" وهي قصة  واقعية كما على الجانب الميداني تحت إشراف الأمم المتحدة أنوي تفعيل دوري من خلال الأعمال التطوعية ، وعمل مبادرات تخص ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم بالمجتمع ، كذلك دورنا في حياة أطفال الحروب وما نستطيع تقديمه لهم .

حدثينا عن سر من أسرارك المهنية؟
تفائلي وثقتي بالله أنه سيوجهني إلى الخير ويختار لي الأفضل ، وإحساسي أن الله قريب مني رغم تقصيري نحوه لكن أشعر بنسمات لطفه وتوفيقه ، بالإضافة إلى محاولتي لصفاء نيتي لأرزق بناء على صفائها ، وكذلك دعوات والدتي حيث أقوم بطلب دعائها في أي عمل ، والحمد الله بفضل رضاء الله ورضاها تفتح لي أبواب التوفيق .

ما الذي يؤلم وفاء ابوهادي ؟
أكثر ما يؤلمني هو نكران الجميل و التلاعب بالمشعر ، كما أتألم للظلم بشتى طرقه و يعتصرني ألم مع استغراب لوجود العنصرية عند بعض مرضى النفوس الذين تغافلوا عن قوله تعالى : "إنما المؤمنون إخوة" .

تصور لنفسك مستقبلا وتسعين للوصول إليه .اوصفيه لنا؟
أن أمتلك مركز كبير يضم فيه سكن ومدارس ومستشفيات لأطفال الحروب والأيتام ومن لم ينعم بحياة كريمة بالإضافة إلى قسم يوفر كآفة أساليب الراحة لكبار السن ممن قست عليهم قلوب أولادهم وتركوهم بدون مأوى ولا رعاية .

ماتقيمك من واقع خبرتك للشابات السعوديات مهنيا . وبماذا تنصحينهن؟
الفتاة السعودية أثبتت جدارتها خاصة في الفترة الأخيرة ، وأخص الناحية الأدبية والإعلامية 
هناك تميز تفردت به ووعي ثقافي أهلَها لتخرج بوتقه من الدرر فقد ضج معرض الكتاب الدولي بجدة مؤخراً بعدد مميز من الكاتبات والشاعرات ، كما أضيف للساحة الإعلامية بصمة أنثوية مميزة من خلال ارتقائهن في اختيار أعمال إعلامية وتقديم قضايا المجتمع بطريقة ناضجة وعصرية.
ونصيحتي بكل تواضع أن يجعلن الهدف النجاح  مع موازنة في الاختيار لأعمال لا تكن ضدهن من أهم ما يكفل لهن تاريخ مشرق وانجاز مشرف .

كلمة تخصين بها قراء مجلة هي ؟
أشكر مجلة "هي" على استضافتي ، ولا يخفى سعيها الدؤوب لاختيارها أهم القضايا والأخبار المتنوعة واهتمامها بالمرأة العربية والخليجية ، واتمنى من خلال مجلة "هي" أن أكون عرفت من حولي بعض جوانب شخصيتي .
للتواصل مع الكاتبة:

تويتر: @wafaa_mohmmed
انستغرام: WAFAA_ABOHADI