نورة العتيبي ل "هي": المملكة تسعى لتكون واحدة من الدول الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي

النجاحات تستحق الصبر ونستسهل في طريقها كل صعب. هكذا تصف طالبه الدكتوراه نورة العتيبي رحلة دراستها العليا.  حصلت على درجة الدكتوراه في الذكاء الاصطناعي من جامعة ساوثامبتون في المملكة المتحدة هذا العام 2022 وعادت إلى أرض الوطن لتباشر عملها كعضو هيئة تدريس في جامعة جدة. مشوارها حافل بالإنجازات، فقد حصلت على ٣ جوائز تمييز من الملحقية الثقافية ببريطانيا أثناء دراسة الدكتوراه وجائزة التمييز في البحث العلمي أثناء دراسة الماجستير.

حصلت نورة على درجة الماجستير والبكالوريوس في تخصص علوم الحاسب من جامعة الملك عبد العزيز مع مرتبة الشرف الأولى. عملت نورة بعد التخرج مباشرة كمعيد في جامعة الملك عبد العزيز ومن ثم كمحاضر في الجامعة ذاتها بعد حصولها على درجة الماجستير.

حدثينا عن تجربتكِ الدراسية في بريطانيا وما التخصص الذي تدرسينه؟

تجربة الابتعاث لم تكن بالتجربة السهلة، كانت مليئة بالصعوبات والتحديات ويقابل ذلك الكثير من الإنجازات. هي بمثابة بداية جديدة من جميع النواحي، تسهم في تطوير الشخص وإعطاء صوره أحسن من نفسه أكثر قوة واستقلاليه واعتماداً على النفس. ناهيك عن القدرة على التكيّف والتعايش مع الآخرين من نواحي شتى مختلفة عما عهدته في وطني مثل بيئة ولغة وثقافة ونظام تعليمي. إدارة الوقت والموازنة بين الدراسة والتزامات الحياة اليومية، هي أهم ما علمتني إياه تجربة الابتعاث، علمتني أن. النجاحات تستحق الصبر ونستسهل في طريقها كل صعب.

أما عن التخصص الذي أدرسه فالله الحمد، أتممت دراسة الدكتوراه في مجال الذكاء الاصطناعي أحد فروع علوم الحاسب ويتمثل في تصميم أنظمة وبرامج حاسوبيه ذكية تحاكي القدرات الذهنية البشرية (Human intelligence). موضوع رسالة الدكتوراه يختص بتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية (Health care domain). هَدف بحث الدكتوراه إلى التنبؤ بالأمراض العصبية النمائية (Neurodevelopmental disorders) مثل التوحد (Autism) والشلل الدماغي (Cerebral palsy) والتأخر الإدراكي (cognitive developmental delay) في سن مبكرة وتحديداً في الأسبوع الأول من الولادة وذلك سعياً للتدخل المبكر (Early Intervention) وتعزيز نمو الأطفال المصابين بهذه الاضطرابات والتقليل من الآثار النفسية والاجتماعية والاقتصادية المصاحبة لها. يأتي اهتمامي بهذا المجال لدعم مساعي المملكة العربية السعودية في التّحول إلى واحدة من الدول

الرائدة في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية.

ما لنصيحة التي تقدمونها للمقبلين على دراسة هذا التخصص؟ 

مجال بحثي (تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية) يسمى (Multidisciplinary research) وتعني البحث متعدد التخصصات حيث يشمل أكثر من مجال مثل الرياضيات والإحصاء وخوارزميات الذكاء الاصطناعي والطب وهذا يشكل تحدى لدى الكثيرين من المقبلين على دراسة هذا التخصص. نصيحتي لهم بالتعمق فيهذه المجالات وتكوين خلفيه علمية قوية وكما أنصحهم بحضور المؤتمرات في هذا التخصص ومتابعة جديد الأبحاث في المجلات العلمية. كما أنصح بحضور للقاءات العلمية التخصصية والمشاركة بالتدريس مع المشرف كفرصة للتعلم عن طريق نشر المعرفة. كذلك أنصح بفعالية التواصل وتبادل الآراء مع الزملاء والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم. وأخيراً عدم الخوف أو الخجل من الأخطاء بل يجب التعلم منها وتعلم كيف يتم تجاوزها.

هل لديكم مشاركات في الأنشطة الجانبية خارج المنهج الدراسي؟

قمت بالمشاركة في بعض الأعمال التطوعية ومن أهمها مبادرة بعنوان "إثراء" وهي مبادرة طلابية مقدمة من المبتعثات في جامعة ساوثامبتون للارتقاء بالذات وللإثراء الفكري والمعرفي واللغوي وتنمية مهارات التواصل والحوار.

كيف تصفين التمكين الذي تعيشه المرأة في السعودية وما تأثيره عليك؟

بفضل الله تعالى ثم بفضل قيادتنا الرشيدة تعيش المرأة الآن عصر التمكين من خلال ما تحظى به من اهتمام ورعاية من القيادة وذلك بتفعيل دورها القيادي في مختلف الميادين وسن القوانين التي تكفل لها حقوقها وتعنى بحمايتها. فأصبحت المرأة شريك فعال في التنمية والتطوير وباتت تزاول الكثير من المهن بعد إقرار التشريعات التي وفّرت لها بيئة عمل آمنة بالنسبة لي من فضل الله عليّ والدي (أطال الله في عمره) كان داعم ومساند لنجاحي من صغري وحتى مرحلة الدكتوراه حيث كان مرافقاً لي أغلب فترات

 البعثة.

 أبرز المعوقات التي صادفتك كطالبة وكيف تغلبت عليها؟

الغربة والبعد عن الأهل، كانت من أهم المعوقات التي وأجهتني وتواجه أي مبتعث. لم يكن بالأمر السهل البعد عن الوطن وجو الأسرة، فمن كثرة الحنين كانت تراودني أحيانا فكرة إنهاء البعثة ولكن دعم الأهل وزياراتهم الدورية ووجود الصديقات اللاتي كن بمثابة الأخوات ولولا وجودهن لم نكن لنتجاوز الغربة

 

كيف تصفون تجربتكم في التعايش مع جائحة كورونا؟

تجربة كورونا كانت من أصعب الأوقات التي مرت علي في حياتي، حيث كان المرض جديدو المعلومات المتوفرة عنه محدودة، قضينا قرابة الشهريين في حجر منزلي ونحن في خوف وترقب للمصير القادم خصوصاً مع سوء الأوضاع في بريطانيا من ناحية النقص الشديد في المواد الاستهلاكية الغذائية والاحتياجات اليومية وتأخر الحكومة البريطانية في اتخاذ التدابير الوقائية مقارنة بما فعلته قيادتنا من جهود حثيثة للحفاظ على صحة المواطن والمقيم. وبعد انقضاء تلك الفترة كتب الله لنا العودة عن طريق رحلات الإجلاء التي سيرتها قيادتنا لتجلي أبناءها المغتربين من كل أنحاء العالم