محاور المشاهير عدنان الكاتب يحاور ملكة جمال الكون 2020 Andrea Meza

من مراهقة خجولة تمسكت بحلم بدا مستحيلا، إلى امرأة أسرت العالم بجمالها الساحر وتواضعها العفوي ورصانتها المتزنة واندفاعها الشغوف للقضايا التي تؤمن بها.. إنها عارضة الأزياء المكسيكية "أندريا ميسا" Andrea Meza التي فازت بلقب ملكة جمال الكون لعام 2020 ، وتكللت بتاج "قوة الوحدة" Power of Unity التي جمعت فيه دار المجوهرات العريقة "معوض" Mouawad مئات حبات الماس المتشابكة للتعبير عن القوة النابعة من اتحاد مجتمعات العالم، في رسالة سامية تنشرها كل من تحمل هذا اللقب الجمالي العالمي منذ عام 2019.

مرة جديدة، تشع صاحبة الابتسامة المشرقة "أندريا ميسا" ببريق ماسات دار "معوض" في جلسة تصوير خاصة بـ"هي"، حيث تتزين المكسيكية الجميلة قلبا وقالبا بمجوهرات مجموعة "زهرة الخلود" Flower of Eternity التي تحول بتلات أزهارها إلى قلوب ثلاثية مرصعة بالماس والأحجار الملونة، لتتفتح على وقع نبضات قلب مولع بحب سرمدي، حب يزهر إلى الأبد.

حاورت ملكة جمال الكون السابقة حول ما يعنيه لها الحب والزمن والتاج الذي توّج مسيرة أعوام من التحضير والعمل الدؤوب، وفتح لها أبواب مستقبل يحمل المزيد من التألق والنجاح والنضال في سبيل حقوق النساء حول العالم.

1

القوة العاطفية: جمال مجموعة "زهرة الخلود" كان أول ما تحدثنا عنه، وشددت "أندريا" على رمزية هذه القطع وجمالها الذي لا يقتصر على شكلها الخارجي، بل يتخطى ما تراه العين، فهي تعشق المجوهرات التي تحمل رسائل عميقة مثل تصاميم "زهرة الخلود" المتمحورة حول الوقت والحب، سواء أكان هذا الحب هو رابط العناية الفريدة والدائمة التي تنشأ بين الطفل ووالديه، أم كان شغفا للشريك، أم تقديرا واحتراما لزميل، أم محبة عميقة للأصدقاء. وتقول: "إن الحب على أنواعه شعور جميل وذو مغزى".

بقلوبها الثلاثة، تمثل كل زهرة الماضي والحاضر والمستقبل، أو بحسب تفسير "ميسا"، تسرد البتلات قصة رحلة حياتنا، من أين أتينا؟ وأين أصبحنا الآن؟ وإلى أين نتجه؟

هنا، تقول إن أكثر ما تحبه في هذه المجموعة الرقيقة والناعمة على الرغم من قوتها الرمزية، هو شعور الارتباط العاطفي الذي ينتابها حين ترتدي قطعة من قطعها: "الطريقة التي تتلألأ بها قطع هذه المجموعة تحت الضوء تذكرني بالسعادة والمشاعر التي تختلج في صدري عندما أفكر في الحب الذي يعيش في داخلي، والذي يحمل ذكريات من الماضي، ويولّد في نفسي شعورا بالدفء والسعادة في الزمن الحاضر، ووعدا بالحب الذي سيأتي في المستقبل، وذكريات الماضي تحملني إلى جذوري وعائلتي ووطني، والتفكير في اللحظة الحاضرة يشعرني بالامتنان والاندفاع وحب الناس الذي لمسته بعد إعلاني ملكة جمال الكون.

ذكرى خالدة: تكتسي مجموعة "زهرة الخلود" التي تكرّم الحب بكل أشكاله، بتشكيلة ألوان آسرة، يحمل كل منها معنى خاصا للجميلة "أندريا"، ويحيي في نفسها أحاسيس ذكريات مختلفة. فالأزرق الذي تصفه بالملكي، هو اللون الذي تختاره لأزيائها في المناسبات المهمة، لكن الوردي هو اللون المفضل لديها، والذي يذكّرها بطفولتها. ومن جرأة الأحمر تستمد قوة، وهو لون الفستان الذي كانت ترتديه حين فازت بلقب ملكة جمال الكون. أما اللون الأخضر الذي يشعرها بالامتنان عن كل شيء، فهو لون الحجر المرتبط بتاريخ ولادتها أي الزبرجد الملقب ب"جوهرة الشمس".

1

سألت "ميسا" عن تفسيرها الشخصي للحب. فأجابت:

"الحب هو القوة التي تحرّك العالم، وأنه غير مشروط وحاضر معنا في كل الأوقات حتى لو عن بُعد. وأنا أجد الحب في الأمور البسيطة: في بسمة، في عناق، في فعل خير، في ذكرى جميلة".

ومن ذكرياتها الجميلة، تجربتها في مسابقة ملكة جمال الكون ولحظة إعلانها الملكة.

تتذكر كيف كانت متحمسة في اللحظات الأخيرة من الحفل، وكيف لم تفهم للوهلة الأولى أنها فازت، بل أدركت ما حصل بعد بضع ثوانٍ. أما تجربة المشاركة في المسابقة العالمية، فكانت ممتعة ومرحة بالنسبة إليها، خصوصا أنها قالت لنفسها منذ البداية إن عليها عيش كل لحظة والاستمتاع بها. وأكثر ما أحبته في تلك الأيام كان التعرف إلى نساء آتيات من حول العالم، والاطلاع على ثقافاتهن وبناء صداقات حقيقية معهن على الرغم من روح التنافس على التاج.

بكل تأكيد، كان للجائحة تأثيرها في مسابقة ملكة جمال الكون لعام 2020 التي تم تأجيلها. فلم تطل ولاية "أندريا ميسا"، بل صارت الأقصر في تاريخ المسابقة، واضطرت العارضة المكسيكية إلى الاستعداد من منزلها من خلال حصص تعليم وتدريب عن بُعد:

"كنت عاطلة عن العمل، وكانت أعمال عائلتي متعثرة. كل ذلك أثّر طبعا في ذهنيتي، لكن الاستعداد لهذا الحدث المهم أبقاني مركزة على الهدف ومنشغلة. وفي النهاية، نجح المنظمون في جمع 74 متسابقة من حول العالم في مكان واحد، وهو ما يثبت أن التدابير الصحيحة تسمح بتنظيم فعاليات ضخمة على الرغم من انتشار الوباء".

1

السر في الاستعداد: استعداداتها للمسابقة اشتملت على جلسات مع مدرب نمو شخصي، وتعلم فن مخاطبة الجمهور، والتمرن على الابتسام والسير، ودورات لتحسين لغتها الإنجليزية. وفي ما يتعلق بلياقتها البدنية، فقد تعاونت مع مدرب جمع بين التمارين الهوائية وتمارين القوة في حصص رياضية دفعتها إلى تحدي نفسها والخروج من "منطقة الراحة".

سألتها عن النظام الغذائي الذي التزمت به خلال مراحل التحضير، فأجابت:

"أنا لا أتبع الحميات الغذائية، ولا أؤمن بها، بعد أن عانيت بسببها في الماضي، إذ جعلتني أفكر على مدار الساعة بوجبتي التالية بسبب الجوع. وهذه العلاقة غير الصحية مع الطعام كانت أحد الأسباب التي دفعتني قبل نحو عامين إلى اتخاذ قرار اتباع نمط العيش النباتي الصرف، الذي أعتبره أحد أفضل قرارات حياتي، فأختار أطعمة مفيدة تلبي حاجات جسمي. أحب أن أطبخ وجباتي بنفسي، وأحرص على تناول الكثير من الخضار على أنواعها، والعدس، والحمص، والفلافل، والتوفو. وقد تعلمت مزج المكونات الملائمة كي أحصل على بروتينات كافية، لذلك أتفنن وأبتكر وصفات جديدة وأطباقا جميلة وغنية الألوان".

جهودها المتواصلة وشغفها من أجل النجاح في مسابقة ملكة جمال الكون نبع من حلم ولد وهي في الخامسة عشرة، حين فازت المكسيكية "خيمينا نافاريتي" بلقب ملكة جمال الكون.

قبل ذلك، كانت "ميسا" تعتقد أن المكسيكيين لا يستطيعون الوصول إلى هذه المراكز، لكن فوز "نافاريتي" غيّر كل شيء في نظرها. الحلم بدا مستحيلا في البداية للشابة التي تدرس هندسة البرمجيات، إذ إنها لم تكن واثقة بقدراتها ولم ترَ أنها جميلة وذكية كفاية، وكانت الكاميرات والميكروفونات ترعبها. لكنها مع الوقت رأت في هذا الدرب "سبيلا لتحدي النفس وتطويرها". التلميذة الخجولة التي كانت تخشى حتى التحدث في الصف، اختارت عرض الأزياء، ولم تكن الرحلة سهلة أبدا، بل تطلبت سنوات من التفاني والمثابرة، تأثرت خلالها بنساء قدوات، وبذلت أقصى جهودها.

1

ما زالت حتى اليوم تتعلم وتتطور، وتؤكد أن السر في النجاح في أي مهمة هو الاستعداد الصحيح:

"أنا شخص عادي أريد أن أثبت لغيري أن العمل الجاد والدؤوب يحقق الأحلام. نصيحتي لكل قارئة: تمسكي بالإيمان بالذات، وأحبي نفسك أولا كي تستطيعي أن تحبي الآخرين". في النهاية، حققت حلمها وجلست على عرش جمال "الكون"، وتقول إن ما جعلها تفوز إلى جانب استعدادها المتكامل هو أنها كانت دائما على طبيعتها، ولم تتصنّع أنها شخص آخر. أرادت أن تظهر على طبيعتها، ولم تحاول أن تحصر نفسها في قالب معين.

رسالة التاج: تاج "قوة الوحدة" حمل معه مسؤوليات إنسانية واجتماعية ورسالة نفيسة نشرتها "أندريا ميسا" في معظم أقطار العالم. الجزء المفضل لديها من ولايتها كان العمل الخيري، وقد تعاونت مع منظمات إنسانية كثيرة. واصلت أولا الترويج للسياحة في مسقط رأسها ولاية "شيواوا" عبر السفر حول مناطقها المختلفة، وإلقاء الضوء على مناظرها الطبيعية الخلابة من جبال وغابات وبحيرات. ومهمتها الرسمية الأولى بعد تسلمها التاج كانت الترويج لبرنامج التلقيح، وهو ما اعتبرته مبادرة ضرورية لنشر الوعي حين كان الكثير من الناس خائفين. لكن القضية الأبرز التي اختارت أن تفعل كل ما يمكنها فعله خلال ولايتها القصيرة، كانت حقوق النساء ومناهضة العنف ضد المرأة.

وحول هذه القضية تقول:

"التحدث عن مواضيع حساسة مثل حقوق المرأة والعنف ضدها مهم جدا. يجب أن نغير ذهنية الناس لتغيير المجتمع. لا فائدة من القوانين التي تحمي النساء إذا لم نؤمن بها ونطبقها. وقبل تثقيف الأجيال الصاعدة، يجب أن نثقف البالغين لكي يتعلموا احترام هذه القوانين وحماية نسائنا. إذا استمررنا في التحدث عن هذه القضايا، فقد يستمع أحدهم إلينا في نهاية المطاف".