إياد نصار لـ"هي": العمل مع الكبار في "الكاهن" بمثابة ورشة تمثيل ولا أمانع أن يحترف أبنائي التمثيل

إياد نصار النجم الأردني الكبير، يعيش حالة من النشاط الفني؛ فيعرض له حاليًا فيلمه الجديد"الكاهن"، والذي يعد أول إنتاج مصري سعودي، ويشارك في بطولته عدد كبير من كبار النجوم، لعل أبرزهم، محمود حميدة، وجمال سليمان، وحسين فهمي، كما يعرض له فيلم "أصحاب ولا أعز" مع منى زكي، وينتظر عرض أفلام "الباب الأخضر" للكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة، وأيضًا فيلم"11:11"، كما يشارك في مسلسل "لام شمسية"، المُقرر عرضه في رمضان 2023.

ويتحدث نصار في حوار خاص لـ"هي" عن تفاصيل فيلمه الجديد "الكاهن" مع درة، وتناول الفيلم لنظرية المؤامرة والمجالس السرية، كما يتحدث عن حقيقة رغبة أبنائه في العمل بالتمثيل، ورأيه في اعتزال المُخرج الكبير داوود عبد السيد.

لنتحدث في البداية عن مشاركتك بفيلمك الجديد "الكاهن".. كيف جاءت مشاركتك في هذا العمل؟

تجمعني دائمًا ثقة متبادلة مع من تعاونت معهم من قبل، وحققنا النجاح سويًا؛ فعملت من قبل مع المؤلف محمد ناير في مسلسل "المواطن إكس"، و"سرعلني"، وأيضًا مع المُخرج عثمان أبو لبن في مسلسل "المواطن إكس"، لذلك لدي ثقة بهم عند عرض أي عمل جديد، وهذا ما حدث عندما عرضوا علي فكرة هذا الفيلم، تحمست لقراءة السيناريو كاملاً، وأعجبني المشروع وهذه الفكرة، فوافقت عليه.

يتحدث فيلمك الجديد "الكاهن" عن نظرية المؤامرة والمجالس السرية والتحكم في العالم عبر امتلاك البيانات..فما أكثر ما حمسك في هذه الفكرة التي ناقشها العمل؟

تمت مناقشة هذا الموضوع في الكثير من الأفلام العالمية من قبل، وتم تناول فكرة مجلس إدارة العالم أو المجالس السرية؛ لكن لم يتم مناقشته في السينما العربية، ونحن لا نقدم حقائق، ولا نتحدث إذا كان الأمر متواجد بالفعل أم لا؛ لكن نقوم بطرح وجهة نظر متواجدة بالفعل في العالم، وقُمنا بفتح باب جديد في السينما العربية، يمكن بعد ذلك تقديمه بطريقة مُختلفة في أفلام أخرى.

اياد نصار

جاءت بداية الفيلم والأحداث سريعة لدرجة لم يستوعب المشاهد في البداية ما يحدث من كثرة الشخصيات والأحداث.. فهل كان هناك تعمد في ذلك؟

بالفعل كان هناك تعمد في هذا الأمر، لأننا في الواقع لا نلاحق التطور التكنولوجي، وكشعوب عربية لا نلاحق ما يحدث من اكتشافات؛ فاعتدنا أن تتسم الاكتشافات ببطء وهدوء شديد، لكن حاليًا أصبحت الاكتشافات سريعة، ومع هذا الإيقاع السريع الذي نعيش به، أصبحنا غير قادرين على مواكبة هذا التطور، ولا نعرف إذا كان ما يحدث في صالحنا أم لا، وهذا الإيقاع الذي بدأ به الفيلم، يقوم المُشاهد بجمع أكبر قدر من المعلومات والأشخاص، حتى يستوعب في النهاية ما يحدث، ويخرج بالأسئلة التي دارت في ذهنه.

مرت الشخصية بالكثير من الانفعالات والحالات النفسية المُختلفة على مدار أحداث الفيلم.. فكيف قُمت بالاستعداد والتحضير لها؟

شعرت من بداية قراءتي لهذه الشخصية، أنها تحمل أكثر من لون أو حالة نفسية، وكل حالة ترتبط بعاطفة مُختلفة، فهناك الشخص المتأزم، الذي لا يستوعب ما يحدث، وعندما يفهم ذلك، يكون بعد وقوع الكارثة، ثم يشعر بالندم، ويحاول إصلاح أمر، هو غير قادر على إصلاحه؛ فالحالة النفسية له، تمر بأكثر من مستوى، لذلك تم دراسة الحالة النفسية لها بشكل كبير، لأنها كانت مكثفة وفقًا للأحداث وفي وقت محدد.

ضم هذا الفيلم عدد كبير من النجوم الكبار مثل حسين فهمي ومحمود حميدة وجمال سليمان.. فكيف تعاملت مع هذا الأمر؟

كنت محظوظ للغاية، بالعمل في فيلم يضم كل هذه الأسماء الكبيرة، فكان من الجيد أن أختلط بهذا الجيل المُثقف، وشاهدت كيفية دراستهم للنص، وتعاملهم مع الجميع داخل لوكيشن التصوير، وهذا الجيل تواجدهم فرصة للتعلم منهم، فهم مدرسة حقيقية، وكانت البروفات الأولى، بمثابة ورشة تمثيل، وملحوظاتهم يجب وضعها في عين الاعتبار، لأنها ليست نابعة عن أنانية أو مصلحة شخصية، لذلك أحب أن أصبح نموذج مثل هؤلاء للجيل الأصغر، ولا أن أصبح أي نموذج آخر بخلاف ذلك.

اياد نصار 2022

وماذا عن مشاركتك في النسخة العربية من الفيلم الإيطالي "Perfect Strangers" والتي تمثلت في فيلم "أصحاب ولا أعز"؟

هذا الفيلم مهم في الإطار الإنساني، فهو يعبر عن حالة التناقضات بداخلنا، وأسوء الأسرار التي تتواجد بهواتفنا، ستحدث كوارث إذا خرجت، وكان هناك تحديًا لدينا، وهو الالتزام بسيناريو العمل، وتقديم نسخة عربية خاصة بنا، وتصبح هناك مقارنة حقيقية بين الممثلين في كل نسخة، من 18 نسخة تم تقديمها عن هذا الفيلم، لأننا نعمل على الحالة والانفعالات نفسها، وهنا يصح المُقارنة بين الممثلين، ويرى المُشاهد قدرات الممثل العربي، وأنا شخصيًا متفائل كثيرًا بهذا الفيلم.

ماذا عن تعاونك مع منى زكي في مسلسل "لام شمسية"؟

أتعاون للمرة الثالثة مع منى زكي، فتعاونا من قبل في مسلسل "أفراح القبة" ثم فيلم "أصحاب ولا أعز"، وحاليًا مسلسل "لام شمسية"، من إنتاج "ميديا هب"، وإخراج كريم الشناوي، ونقدم موضوع  يهم العائلة العربية، وهو بمثابة جرس إنذار، وتحذير شديد، ونحتاج إلي أن نتحدث عنه بمُنتهى الجرأة، وأراهن على العمل بأكمله، وليس دوري فقط.

انتهيت مؤخرًا من تصوير فيلم "الباب الأخضر" للكاتب الراحل الكبير أسامة أنور عكاشة..فكيف كانت  هذه التجربة الهامة؟

الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة هو مدرسة في حد ذاته، ونقدم هذا العمل دون أي تغيير بالسيناريو، رغبة منا في تقديمه وفقًا لوجهة نظره، وقام بكتابة كل التفاصيل التي يحتاجها الممثل والمُخرج وهو أمر نادر في الوقت الحالي، فتم كتابة طريقة حديث وإلقاء كل شخصية، ووصف وتحليل لكل مشهد؛ فأسامة أنور عكاشة، ووحيد حامد، يمكنك رؤية ثقافتهم قبل مشاريعهم الفنية، فتجد في النهاية هناك اتساق بينهما، وهذا أمر هام لمن يعمل في المجال الفني، وإلي جانب فيلم "الباب الأخضر"، لدي أيضًا أكثر من تجربة خلال الفترة المُقبلة، مثل فيلم ""11:11، والذي يعد عمل مُختلف تمامًا، وأيضًا مسلسل "قانون العمل"، وهو لايت كوميدي، والذي سيذاع عبرمنصة "شاهد"، مع ريهام عبد الغفور، والمُخرجة مريم أبو عوف، والتي ستقدمني بشكل مُختلف تمامًا سيشاهده الجمهور.

لنتحدث عن تجربتك الأولى مع المسرح من خلال مسرحية "ياما في الجراب يا حاوي".. فهل ترددت في بداية الأمر أم تحمست على الفور لهذه التجربة؟

تحمست بالتأكيد، فكان قد عُرض علي من قبل مشاركة النجم الكبير يحيى الفخراني في عمل مسرحي سابق، لكن لم يحدث ذلك بسبب تصوير أعمال أخرى، والمسرح بالنهاية التزام كبير؛ لكنِ سعدت بهذه التجربة، نظرًا لأنها نص من الشاعر الكبير بيرم التونسي، وهناك الكثير من العوامل التي حمستني مثل أداء البروفات على مدار شهرين، وهو ما كنت أرغب به في أي عمل مسرحي، وكذلك من إنتاج"كايرو شو"، والتي لها تجربة خاصة في المسرح، فشعرت أن هذا المشروع يشبهني، وبالفعل تحقق النجاح وردود الفعل التي توقعتها، سواء عند العرض في مصر أو العرض في موسم الرياض بالسعودية.

ياما في الجراب حاوي

أعلن المُخرج الكبير داوود عبد السيد قبل أيام قليلة عن قرار اعتزاله وهو الأمر الذي تسبب في ضجة كبيرة بالوسط الفني.. فما رأيك في هذا الأمر؟

من المؤلم والمُحزن أن يكون لدينا قامة فنية كبيرة، مثل داوود عبد السيد، ويعتزل، ويعد هذا القرار خسارة كبيرة، وأتمنى أن يتراجع عنه، ومن وجهة نظري هناك حاليًا حالة من التحول والتغير في صناعة السينما والتليفزيون، وتراجعت تمامًا فكرة المُنتج التاجر التي أنتشرت في الفترات الماضية، ويتواجد حاليًا مُنتجين أصحاب خلفية فنية، ويبحثون عن مشروع فني ذو قيمة، بصرف النظر عن المكسب والخسارة؛ وأدركت شركات الإنتاج ذلك مؤخرًا، حول ضرورة تواجد هؤلاء المُبدعين، وأعتقد أن أي مكان بالعالم يتمنى أن يتواجد لديه مُخرج بقيمة وقامة داوود عبد السيد، لذلك أتمنى أن يعود عن قراره، ويتواجد خلال الفترة المُقبلة.

تحدثت مؤخرًا عن موهبة أبنائك "نوح" في التقليد و"أدم" في صناعة السينما..فهل يمكن أن نشاهدهم بأعمال خلال الفترة المُقبلة؟

بالفعل "نوح" يحب التقليد، وأشعر أن هناك مشروع ممثل بداخله، و"أدم" لديه اهتمام بصناعة السينما، وأترك الأمر له إذا أحب العمل بها بالتأكيد، أما عن التمثيل، فإذا كانت هناك تجربة يرغب أحدهما في خوضها، فليست لدي أزمة، لكن لا أفضل الاستمرار بالتمثيل وهو في هذا السن الصغير، فأغلب التجارب السابقة لممثلين خاضوا التجربة في سن صغير واستمروا به، لم تحقق النجاح، وأحيانًا يقل اهتمام الجمهور، وأخاف عليهم أن تضرهم تجربة التمثيل في هذا السن الصغير.

من هو أكثر شخص يدعمك في مسيرتك الفنية؟

زوجتي، هي بوصلتي في الحياة وعملي، فلديها عين راصدة وقوية، لا تجاملني، وعندما تتحدث معي عن مشروع سيحقق النجاح، هذا يحدث بالفعل، وفي أي عمل تتحدث معي بصراحة شديدة، إذا كنت جيد أم لا، وأقوم باستشارتها في أي عمل أو مشكلة أواجهها.

الفنان اياد نصار

ما هو آخر فيلم قُمت بمشاهدته؟

فيلم " Don't look up" لليوناردو دي كابريو، وجينيفر لورنس، وميريل ستريب.

وما هو آخر كتاب قرأته؟

"نظام التفاهة"، وتدور فكرته حول، تفاخر، وتباهي البعض بالتفاهة، وهو أمر نعاني منه في الوقت الحالي، وأتفاجئ من تفاخر البعض به في اللقاءات الإعلامية.