الإماراتية أمل البوسعيدي لـ"هي": الإمارات تمنح المرأة الثقة الكبيرة لتولي أهم المناصب

أظهرت جائحة كوفيد-19 معادن الناس، واختبرت عزائمهم، فعلى الرغم مما تسببت به الجائحة من شعور بالقلق والذعر، كانت الأزمة فرصة لأمل بدر البوسعيدي، لتسخّر مهاراتها لخدمة وطنها.

تشغل الإماراتية أمل منصب رئيس وحدة الدعم الفني في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في أبوظبي، وعملت عندما انتشر فيروس كوفيد-19 في منشأة الحَجْر الصحي في غنتوت التابعة لقسم الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث.

أبدت أمل تجردا وإخلاصا، وقد كرّمها مكتب فخر الوطن، لمسارعتها في تلبية نداء الواجب أثناء هذا التحدي العالمي. إنها بطلة الصف الأوّل أمل التي ستروي لنا مهامها وتجاربها الصعبة جرّاء فيروس كورونا.

الإماراتية أمل البوسعيدي تروي لنا أصعب اللحظات في ظل الجائحة

وقفت في الصفوف الأولى على طول خط المواجهة مع الفيروس، حدثينا عن المنصب الذي تشغلينه وطبيعة عملك.

كنت وما زلت أشغل منصب رئيسة وحدة الدعم الفني في إدارة تقنية المعلومات في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي.

 كانت طبيعة عملي خلال جائحة كوفيد-19 هي مساعدة الناس، والعمل على تهدئتهم، فالرؤية لم تكن واضحة، وبدا عليهم الخوف، فكنت أقدم لهم التعليمات والإرشادات بمساعدة الجهات الأخرى. كما كنت أعمل على الاتصال والاطمئنان على حالة المحجورين يوميا، وتوفير المستلزمات لهم بأسرع وقت ممكن، استنادا إلى مقولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان " لا تشلّون هم".

فرضت الظروف الاستثنائية التي عشناها في خط الدفاع الأول تحمل مشقة البعد عن الأهل

حدثينا عن ذكريات الأيام الأولى من الجائحة في العمل؟

في بداية الأزمة سارعت بالانضمام إلى فريق الأزمات والطوارئ في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لأتمكن من توظيف خبراتي، سواء في الدعم النفسي أو في كيفية تلبية متطلبات الناس، وكيفية التعامل مع مختلف شرائح المجتمع.

ماذا عن الجانب الشخصي في المعاناة والأيام التي عشتِها بعيدا عن عائلتك؟

فرضت الظروف الاستثنائية التي عشناها في خط الدفاع الأول تحمل مشقة البعد عن الأهل، وكانت إحدى أكبر مخاوفي هي نقل المرض إلى أحد أفراد عائلتي. كذلك كنت حريصة جدا على تنفيذ المهام التي كلفت بها، ولا أخفي عليكم أنني كنت أشتاق إليهم كثيرا وإلى جمعاتنا العائلية، ولا سيما أمي.

التجربة القاسية علمتني أن العائلة هي رمز الأمان والاستقرار

اختبرت كل أنواع المشاعر الإنسانية، من الخوف إلى القلق، وحتى الابتهاج والارتياح، أخبرينا عن أكثر اللحظات العصيبة التي مررت بها.

بالفعل، ولكن دوما تكون هناك لحظة عصيبة يمر فيها الإنسان، فكان أشد تأثير للأزمة فيّ عندما ذهبت إلى بيتي لرؤية والدتي ليومٍ واحد بعد غياب ثلاثة أشهر. وخلال يوم واحد مرضت أمي، وبدأت بالسعال الجاف، وأصيبت بالحمى، وغيرها من أعراض كوفيد-19. لم أتمالك نفسي، بكيت كثيرا، ثم ذهبت بها إلى المستشفى، وكان الخوف يتسلل إلى داخلي. وبعد ذلك نقلت والدتي إلى أحد مراكز العزل التي أعمل فيها، ولم أتوقع ذلك. وحلّ شهر رمضان، ولم يتسنَّ لنا الفطور معها، لأنها كانت مصابة، وحلّ العيد، ولم نتمكن من احتضانها في العيد، و لكن والحمد لله، بعدما شفيت عوضت كل هذا الشوق الكبير، وهذه كانت أقسى مرحلة مررت بها في ظل جائحة كورونا.

ماذا استفدت من هذه التجربة القاسية؟ وماذا علمتك الفترة الطويلة التي ابتعدت فيها عن أهلك؟

هذه التجربة علمتني أن العائلة هي رمز الأمان والاستقرار، كما تعلمت كيف أتقبل مزاجيات الناس المختلفة، وأهم من كل هذا تمالك النفس و الصبر "ما بعد الصبر إلا الفرج".

كرّمتك هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ماذا يعني لك هذا التكريم؟

كرمتني هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وكان هذا التكريم بالنسبة لي وساما على صدري أفتخر فيه ونجاحا وتفوقا لمسيرة حياتي.

تؤمن دولة الإمارات العربية المتحدة بمبدأ المساوة بين المرأة والرجل

تعكس مكانة المرأة وتقدمها في أي مجتمع مدى تطور ورقي وتحضر المجتمع الذي تنتمي إليه، أين تجدين المرأة الإماراتية اليوم؟

قالها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان "إن الدولة فيها رجال ورجالها هم أنتم" ومقصده النساء، وأيضا قال إن المرأة تمثل أكثر من خمسين في المئة، فهي الأم والمربية وهي الأخت والزوجة، وهي المبروكة وهي المعلمة، أيضا توفر الدولة المراكز القيادية المؤثرة للمرأة، والتي أثبتت بدورها أنها قادرة على تولي المناصب والإبداع والعطاء.

هل يواكب تطور مكانة المرأة، وتمكينها في الإمارات العربية المتحدة الطفرة الهائلة في التنمية والمكانة الريادية للمرأة في العالم؟

نعم، تؤمن دولة الإمارات العربية المتحدة بمبدأ المساوة بين المرأة والرجل، لذا فهي تمنح المرأة الثقة الكبيرة لتولي أهم المناصب في مجال العمل، كما تمنحها حرية الاختيار.