تقلا شمعون: ليلى الضاهر جزء من كل اختبار تعيشه الأم

التمثيل يليق بها ومعها ينبض فخامة وشياكة. هي سيدة القصر في "عروس بيروت" وفي الدراما اللبنانية. برعت في تقديم دور يتردد في مسامع الناس في مختلف البلدان العربيّة. هي النجمة اللبنانية تقلا شمعون أو عليا في "روبي" إلى عايدة في "فخامة الشك" وديانا في "جوليا" ونرجس في "ثورة الفلاحين"، وصولاً إلى ليلى الضاهر في "عروس بيروت"، أكثر أدوارها شياكة وأداءً متكاملاً. 

استقبلنا عاماً جديداً. ماذا تمنيت هذا العام؟

غالباً ما أتمنى أموراً نتيجة الوضع الراهن الذي أنا فيه، فبلدي لبنان يمر بأصعب الظروف! صحيح أننا عشنا حروباً عديدة لكن لبنان يعيش حالياً تحت وطأة حرب اقتصادية. أتمنى أن يعود لبنان إلى سابق أمجاده، كما أتمنى الصحة لعائلتي ولزوحي ولي أيضاً، لكي أقوم بدوري كإنسانة وكممثلة، وهنا أوجه تحية كبيرة إلى زميلتي النجمة نادين نسيب نجيم التي أصيب وجهها جراء انفجار مرفأ بيروت، لكنها ثابرت ولم تفقد الأمل، بل كانت خير مثال عن المرأة القوية والصامدة.

تنظرين إلى النصف الممتلئ من الكأس إذ دائماً ما تتكلمين بشكل إيجابي عن زملائك!

ليس هناك شخص كامل ولا حياة مثالية، كلنا لدينا عيوب، وحين نقرّ بأخطائنا، نكون أكثر رأفة ورحمة. علاقتي جيدة مع جميع الزملاء، وهذا يبرز جلّياً في موقع التصوير. الإنسان مجبول على الخير وهذا ما أبحث عنه في زملائي.

 

لعبت دور الأم في أكثر من عمل، وبرعت في تقديمه. كيف تفصلين أماً عن أم؟

كل دور يختلف بمكنوناته حتى لو كان ينتمي إلى هوية معينة، ويجب إلا يقع الممثل في فخ التكرار. أنا كأستاذة في التمثيل، أعلّم تلاميذي الابتعاد عن تصنيف أو تبويب الدور في فئة معينة. فحين تبحث عن الفرادة في الدور، تنجح حينها في خلق شخصية قائمة بحد ذاتها، وهذا ما أفعله في كل دور أم قدمته سابقاً في مسيرتي المهنيّة.

لكنك حوصرت بتقديم أدوار الأم!

للأسف ولا أدري لماذا! ألم يعد هناك ممثلات لهذا الدور غير تقلا شمعون ، لعل المنتجين يبحثون عني لأنني أجدت تقديم دور الأم، لكنني أتمنى أن يكون الدور المقبل لا صلة له بالأمومة، ربما شخصية عاشقة أو مناضلة، وإن وقع الاختيار عليّ مجدداً لتقديم دور الأم، سأبحث عن الفرادة فيه لخلق شخصية جديدة.

 

واللافت أيضاً أنّك تلعبين دور الأم والصديقة والأخت على موقع التصوير. هذا ما يقوله زملاؤك عنك!

أحب أن أخلق هذا الجو العائلي بين الزملاء، فهو ينعكس إيجاباَ على النتاج الفني، كما يبرز واضحاً على الشاشة أيضاً. كنا في الجزأين من "عروس بيروت" وحتى آخر يوم من التصوير قلباً واحداً، وسرّ نجاح هذا المسلسل هو العلاقة الوطيدة التي جمعتنا جميعاً، وهي مستمرة إلى يومنا هذا، إذ نحن دائماً على تواصل.

كيف صنعتِ الست ليلى الضاهر في "عروس بيروت"؟

كانت هناك مجموعة من النساء والأمهات في وجداني، رافقنني طوال تأدية هذا الدور، وكنت ألجأ إلى أوجاعهن أو تجاربهن حسب حال الدور أو الظرف! حملت صرختهن في أكثر من مكان، وأردت أن أنصر كل أم موجوعة أو ضحت من أجل أولادها. كلّ ست بيت، وكلّ أم تناست حالها أو أنوثتها... ليلى الضاهر هي جزء من كل اختبار عاشته الأم أو تعيشه.

تقلا شمعون

قصة حب الثنائي "الست ليلى" و"عادل" (الفنان رفيق علي أحمد) حديث الموسم الثاني من "عروس بيروت".  

أوجه تحية كبيرة إلى زميلي والنجم رفيق علي أحمد. كان هناك كرم وزخم في العطاء بيننا، وسعدت كثيراً في العمل بجانبه. كنت خائفة من ردّة فعل الناس تجاه هذا الحب، إذ قد لا يليق بسيدة في عمر ليلى ووضعها الراهن، وشاركت مخاوفي هذه مع زميلتي وحبيبة قلبي كارمن بصيبص التي قالت لي إنها تتأثر كثيراً حين تشاهد قصة حب بين شخصين كبيرين في السن، علماً بأنها كانت دائماً ما تسأل عن مشاهدي مع عادل وتشجعني، فآمنت أكثر بهذه العلاقة.

هناك احترام وتقدير كبير للست ليلى لدى الجمهور العربي، على رغم أنها أم متسلطة. كيف حققت هذه المعادلة؟

تدخل ليلى في وجدان عدد كبير من المشاهدين. هي ليست ظالمة أو شريرة، بل ضحت كثيراً لأجل الحفاظ على إرث ومجد بيت الضاهر، ما خلق شعوراً بالقسوة في قلبها. هي أيضاً صاحبة حق، وقادرة على أن تطلب السماح حين تخطئ. وحين لمست العراقة والنبل في التعامل عند ثريا، حضنتها على رغم أنها فقيرة الحال. كل ما يهم ليلى هو عائلتها أولاً وأخيراً. لم أمل يوماً من تقديم هذا الدور، وهي المرة الأولى منذ انطلاق مسيرتي المهنية منذ 30 عاماً، أعيش فيها الدور حتى في حياتي العادية. استمر تصوير الجزء الثاني حوالى ثمانية أشهر وأحياناً كنت أذهب الى النوم وأتساءل إن كان أولادي ينامون أو بخير!!

 أنت الحصان الرابح للاعمال التي تشاركين بها بشهادة النقاد والجمهور. ماذا يعني لك هذا الأمر على الصعيد الشخصي؟

يحملني مسؤولية كبيرة جداً وأنا خائفة من الاختيار المقبل. يعيش الفنان قلقاً من الخطوة المقبلة، علماً أنّ الابداع هو قلق دائم. "عروس بيروت" هو عمل كامل ومتكامل من كل النواحي.

هل هناك جزء ثالث لعروس بيروت؟

أتمنى ذلك! إن شاء الله... كما قلت لك لا أمل أبداً من تقديم ليلى الضاهر.

هل تستحق كارمن بصيبص أن تكون سيدة القصر في العمل وفي مجال التمثيل؟

بكل تأكيد. هي ممثلة محترفة ومجتهدة، تتقن أدواتها بجدارة وتخشى كثيراً على عملها. تبحث عن الصدق والعمق في كل شيء تقوم به. أعتقد أن كارمن أعادت تعلّق المشاهد العربي بالجمال الطبيعي، لأن البعض شوه مفهوم الجمال لدى ذهنية اللاوعي عند كثير من الفتيات والنساء. غلط أن يكون هناك معايير جمال مصطنعة، ونحن كممثلين مسؤولين ومؤثرين في الوقت نفسه، وكارمن ستؤثر بشكل ايجابي لدى اللاوعي عند الفتيات وتعيد رونق الجمال الطبيعي.

النجمة تقلا شمعون