سيدة الأعمال السعودية نتاشا إكسدت لـ"هي": على المرأة السعودية أن تدعم بعملها المجتمع المحلي

نتاشا إكسدت سيدة أعمال سعودية ناجحة ولدت في الرياض ثم انتقلت إلى دبي وبعدها إلى استراليا لمتابعة دراستها في الرسوم المتحركة وتطويرها. لتنتقل بعدها إلى مدريد في إسبانيا، حيث حصلت على إجازة في الإعلان، وماجستير في العلاقات العامة والتسويق، لتؤسس في ما بعد شركة "كوفي كوميونيكايشنز" وهي عبارة عن وكالة استشارات للعلامات التجارية.
في هذا الحوار الشيق، تكشف نتاشا عن أبرز التحديات التي واجهتها خلال مسيرتها المهنية، بالإضافة إلى نظرتها إلى مستقبل المرأة السعودية.

دبي - سينتيا قطار Cynthia Kattar
تصوير - "غيث طنجور" Ghaith Tanjour
كيف بدأ حبك للتواصل؟

ترعرعت في مجتمع متعدد الثقافات، ولذا كان التواصل أمرا طبيعيا. الشغف بالفن والإبداع والكتابة والتحاور هو بالتأكيد قيمة مضافة تصب في مصلحتي. والنقاش جعلني أفضل في وضع الاستراتي جيات. ولا شك في أن ترويج العلامات التجارية والاستراتيجيات هي مجالي المفضّل.
ما الذي دفعك إلى إنشاء وكالة علاقات عامة خاصة بك؟
ما زلت أتذكر أنه في الصف الثاني في المدرسة سُئلنا ماذا نريد أن نكون في المستقبل. عندما جاء دوري، قلت على الفور: إنني أريد عملا أكون فيه سيدة نفسي، ويمكنني ارتداء ما أريده أيضا. بعد أن عملت لدى شركات متعددة الجنسيات ومكاتب خاصة، أدركت الحلقات المفقودة في السوق، وأردت بناء جسر بين شركة ووكالة. بخدمات شاملة من "زاوية 360 درجة" وبأسعار معقولة، أردت أن أكون أكثر من مجرد وكالة، أردت أن أكون امتدادا لفريق الشركة التي أعمل لها!
ما أكبر التحديات التي واجهتك في حياتك المهنية؟
بدأت مثل أي صاحب عمل في سن الرابعة والعشرين مع رصيد مالي يبلغ دولارين، رافضة أي قروض أو استثمارات. وقد دخلت سوقا مشبعة بوكالات أخرى مذهلة. التحدّي الأول والأكبر كان الناس من حولي الذين يقولون: إنني أصغر سنا من أن أكون جاهزة للانطلاق. أمضيت ليالي من الأرق في التفكير، أقول لنفسي: "ماذا لو لم أكن جيدة بمقدار ظني أنني كذلك؟" لكن ماذا فعلت حيال ذلك؟ طردت هذه الأفكار من رأسي، وصرت أنام جيدا، وكنت أفضل مما ظننت. إذا نظرت إلى الوراء الآن، أرى أنه لم يكن أمامي أكبر من هذا التحدي!
ما الخدمات الرئيسة التي تقدمينها للعملاء؟

"كوفي كوميونيكيشنز" هي وكالة استشارات للعلامات التجارية واتصالات. نوفر للعملاء خدمات تطوير العلامات التجارية وتسويقها، والأفكار الإبداعية، وتوفير المحتوى، والحملات الترويجية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والعلاقات العامة، ووضع الاستراتيجيات. نحن باختصار محطة واحدة للإتيان بالأفكار الكبيرة!

تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورا هائلا في صناعة الإعلام في يومنا هذا. كيف تستخدمين هذه المنصات لدفع العلامات التجارية والعملاء إلى الأمام؟
أشعر بأننا نجحنا أخيراً في الاستفادة من الإمكانات الكاملة لطاقات الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. المنصات الإعلامية اليومية هي امتحان للقدرات، وتعزيز لها في الوقت نفسه. القاعدة التي أتّبعها ليكون عملي فعالا مؤدّاها: التطور والتحسن. أما العلاقات العامة بشكلها التقليدي، فقد ذهبت أدراج الرياح. بمعنى آخر، علي في عملي أن أفكر كما يفكر المستهلك النهائي، وأن أبيع قصصا لا منتجات. بعض العلامات التجارية قد تستفيد من التأثير في المستهلك، وبعضها الآخر من الحملات. الأمر يتوقف في الحقيقة على الاستراتيجية المتّبعة. قد ينسى الناس أن وسائل التواصل الاجتماعي بدورها تتطلب استراتيجية، بل أقوى استراتيجية! فلا يكفي مثلا نشر صورة جميلة. وسائل التواصل الاجتماعي هي منصة تحتاج فيها إلى الاستماع والإشراك التفاعلي وبناء العلاقات. اعتبري العمل مسألة شخصية، واروي قصتكِ بدلا من أن تبيعيها منتَجا.

بصفتك سيدة أعمال سعودية مقرها في الإمارات العربية المتحدة، ما رأيك في موجة التغيير التي تحدث الآن في المملكة العربية السعودية؟ وكيف يمكن للمرأة الاستفادة من التغييرات لدفع نفسها إلى الأمام؟
أنا فخورة جدا بالقول: إنه يمكنني الآن قيادة السيارة للعودة إلى الوطن إذا أحببت. ما لا يراه الكثيرون هو أن التغيير يحصل منذ سنوات، على سبيل المثال ارتفع عدد سيدات الأعمال 35في المئة خلال السنوات العشر الماضية. لطالما حصلت النساء في عائلتي على دعم لرؤيتنا ولاختيارنا مجال عملنا. نشأنا في محيط علّمنا البحث عن طرق لحل المشكلات. لقد أنعم الله عليّ بأنني لم أسمع أبدا عن امرأة من حولي لا تستطيع العمل والسفر وما إلى ذلك. وأنا متيقنة من أن النساء سينجحن في الأشهر والسنوات المقبلة في أن يحولن شغفهن إلى مهن. إن امتلاك مشروع تجاري أو العمل في واحد، والحصول على راتب يكون حقا مكافأة عن عملك الشاق، هي أمور تبني الثقة بالنفس، وتساعد في تحقيق الذات، والشعور بأنك جزء مساهم في بناء المجتمع لا يقدَّر بثمن. ستجازف النساء أكثر، سينجحن أكثر. قد يفشل بعضهن، لكنهن سيتعلمن الكثير. إذا كان لدى أي امرأة شغف، فعليها بلورته، وتلقي المشورة المالية، ولكن ليس على حساب حدسها وأفكارها. وعليها بعملها أن تدعم المجتمع المحلي.