رائدة الأعمال الإماراتية أمل المري لـ"هي": شغفي يكمن في خلق خبرات وذكريات قيمة

في هذا اللقاء الممتع، تخبرنا أمل المري، رائدة الأعمال الإماراتية وإحدى مؤسستي مطاعم "سولت" Salt عن أسرار النجاح في مجال المطاعم. فبالنسبة إليها ابتكار مفاهيم جديدة ومختلفة متعة وشغف. كما تكشف لنا أمل عن أبرز محطات مسيرتها الناجحة في مجال تشتدّ فيه المنافسة.

دبي: سينتيا قطار Cynthia Kattar
أخبرينا بداية عن طفولتك وعن دراستك. 

كانت طفولتي تدور حول الاستمتاع بالأشياء البسيطة في الهواء الطلق. فترة التسعينيات كانت فعلاً من أجمل الأيام لهذا السبب يمكنك أن ترى أن هذا الحنين ينعكس في المفاهيم التي نعمل عليها. لقد درست التصميم الداخلي ، ولم أدرس يوماً إدارة الأعمال. لهذا السبب أظن أنني قادرة على ابتكار مفاهيم إبداعية دون القلق بشأن الخدمات اللوجستية والتقنيات الخاصة بها، لأنه في النهاية، أعتقد أنّ هذه الأمور تحدّ من إبداعك. فكري بلا حدود، ثم اقلقي لاحقًا بشأن الأمور التقنية
متى اكتشفت شغفك بمجال المطاعم والطعام؟
صراحة ليس لدي شغف بالطعام. لدي شغف بخلق الخبرات والذكريات. الطعام في نهاية اليوم هو سلعة صافية، وشغفي يتمحور حول خلق تجربة مميزة انطلاقاً من هذه السلعة.

كيف ابتكرت مع شريكتك ديم مفهوم "سولت" SALT؟
أسسنا معا وكالة إبداعية قبل تأسيس "سولت" Salt . تعرفت إلى ديم من خلال أصدقاء مشتركين، وانسجمت أفكارنا فورا. أغرمت بعملها وبما فعلته مع مطعم"سويتش" Switch ، وأردنا أن نتحدى تجربة الطعام إلى ما بعد حدود الموقع وقيوده.

يقدّم "سولت" تجربة طعام بسيطة لكن رائعة. هل ينطبق مفهوم "الأٌقل أكثر"على قطاع الطعام؟
شعارنا في "سولت" هو "استمتع بالأشياء البسيطة"؛ ونؤمن حقا بأن الأشياء الصغيرة هي التي تصنع التجربة وتحفرها في الذاكرة. مع "سولت"، الأقل أكثر، بمعنى أن الناس يستمتعون ببساطة قائمة طعامنا، وموقعنا، ونشاطاتنا. في صيف 2019 ، أطلق "سولت" منتجا أساسيا بسيطا هو "مانجو سوفتي". خلال ابتكار "سولت"، أخذنا وقتنا في مراقبة أكثر ما يهم مجتمعنا. وبهذه المعرفة، نسجنا بيئة تجمع الناس حول طعام بسيط في مواقع وأماكن مشوقة وغير متوقعة، وهو تماما ما افتقده مشهد تناول الطعام في الشرق الأوسط بحسب مجتمع "السولتيين". في صناعة تنافسية جدا،
لماذا برز"سولت"؟
لطالما ركز "سولت" حملاته ونشاطاته حول شعار "استمتع بالأشياء البسيطة"، وهكذا صممنا حملاتنا التي تتخطى حدود صنف من أصناف قائمة الطعام، بل تتحدث بدلا من ذلك عن قصة أكبر مرتبطة بالمجتمع. هل توقعتم هذا النجاح الكبير
خلال تأسيس "سولت"؟
بصراحة، لم نتوقع له هذا النجاح الهائل، لكننا ببساطة أردنا ابتكار تجربة تختلف عن مشهد الطعام المألوف في الإمارات. تحمسنا للإتيان بمفهوم عربة الطعام إلى دبي ولتغيير الأمور قليلا، لكننا لم نكن ندرك كم سيتقبلها الناس ويحبونها. تقاسم الطعام جزء من المجتمع الإماراتي وثقافته، وهو فرصة للاتصال والتواصل.
أردنا بناء تقاطع طرق للتركيبة السكانية الفريدة في الشرق الأوسط، فنلهم المقيمين الشعور بأنهم سياح، والسياح بأنهم أهل البلد.
ما هي النصيحة الأهم التي تلقيتها؟
بكل بساطة، لا تأخذي نصائح من أحد، ثقي بنفسك واتبعي حدسك.

أحدثت حملة # findsalt وقعا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي. أخبرينا أكثر عن هذه الحملة وتأثيرها في عملكما.

في البداية، أردنا تقييد "سولت" بموقع محدد، لكننا لم نستطع اختيار الموقع، ولم نتمكن من اتخاذ قرار بشأن هوية "سولت" كعربة طعام متنقلة أم عربة ثابتة. فتركنا الخيار للإنستغرام، ومن هنا ولدت حملة # findsalt التي تجولنا من خلالها في أرجاء البلد نبحث عن أماكن منسية. أطلقنا هذا الصيف حملة المانجو الصيفية، بعد أن استوحينا الفكرة من التقليد الإماراتي القاضي بإرسال صناديق المانجو إلى الأصدقاء والأقارب كل صيف. وتأتي الفاكهة بشكل رئيسي من مزارع تملكها العائلات في الإمارات أو من السعودية أو بلدان أخرى معروفة بإنتاج المانجو، مثل الهند ومصر وباكستان. بدأت الرحلة بالبحث عن حبات المانجو المثالية لقسم البحث والتطوير. زرنا مزارع المانجو حول العالم، بما في ذلك الإمارات والسعودية والهند. أردنا الاطلاع على القصص والحكايات والثقافات وممارسات زراعة المانجو، للحصول على فهم أكبر وللتعمق فعلا في ما يجري خلف الكواليس. أشركنا متابعينا عبر حساباتنا على مواقع التواصل الاجتماعي طوال الرحلة، طالبين منهم الاقتراحات والتوصيات حول مزارع المانجو. بفضل هذا التفاعل الإلكتروني، دعانا عدد من المتابعين إلى مزارعهم، فالتقينا بهم خارج عالم الإنترنت، للتعلم أكثر عن قطاع زراعة المانجو. ثم شاركنا قصص مزارعي المانجو ومزوديه للترويج لمنتجاتهم، إضافة إلى فيديوهات وصور لمزارعهم، وهو ما زاد الحركة والنشاط نحو قطاع المانجو عموما. شعارنا كان: "تسمونه فصل الصيف.. نسميه موسم المانجو". بعد نحو شهر من إطلاق الحملة، انضم عدد هائل من المطاعم والمقاهي إلى تيار موسم المانجو، وبدأت سريعا بإطلاق منتجات المانجو، من المثلجات إلى الكعكات والمشروبات الباردة.على مدة ثلاثة أشهر، استعملنا أكثر من 56 طنا من المانجو.

ما هي نصيحتك للنساء الشابات اللاتي يسعين إلى النجاح في مجال المطاعم؟
ابتعدي عن المفاهيم التقليدية وابتكري مفهوماً مميزاً وخبرة استثنائية سعياً وراء النجاح.
ماذا عن المشاريع المستقبلية؟
أنهينا للتو حملة المانجو الصيفية، التي أثبتت أنه بوسع منتج بسيط أن يؤثر كثيراً في المجتمع والجماعات المحلية. تفاعل الناس وشاركوا وشعروا بإمكانية تبريد وإنعاش فصل صيف حار جدا ( 45 درجة مئوية) عبر حملة صيفية. وقد ألهمت حملتنا الكثير من الماركات الأخرى ابتكار منتجات شبيهة. نؤمن بأهمية إطلاق التيارات وإلهام الأشخاص والشركات، تاركين وقعا إيجابيا مؤثرا في المجتمع والجماعات المختلفة. يبحث "سولت" دائما عن فرص تعاون تبني تجارب جماعية. مع اقتراب فصل الشتاء، نأمل إقامة مشاريع جماعية جديدة مشوقة، وربما فقط العمل على بعض المواقع الإضافية.. ترقبوا الجديد.