أبداً.. لن يتوقف نهر الحب برحيل سيدة الشاشة

في شهر الحب لا يمكن أبدا أن ننسى الحديث عن رمز الحب والرومانسية سيدة الشاشة العربية الراحلة فاتن حمامة التي أمتعتنا بروائع رومانسية وأداء رقيق هو أقرب للحقيقة، ففي كل عمل لها علمتنا درسا من دروس الحب، نعم رحلت بجسدها لكن روحها النبيلة وأعمالها الرقيقة هي خير إثبات على وجودها بيننا، فستظل أيقونة الشاشة بيننا لأبد الآبدين.
 
فقد كانت مثالا حيا للرقة والوداعة في فيلم "الأستاذة فاطمة" إنتاج عام 1954 مع الفنان الكبير كمال الشناوي الذي جسدت فيه دورا لمحامية محبة، خفيفة الظل، وغيورة على حبيبها، وكيف استطاعت بحبها أن تثبت براءة حبيبها فكانت نموذجا لإبداعات المرأة حين تحب، وفي نفس العام قدمت رائعة من روائع الرومانسية، فيلم "دايما معاك" مع الفنان القدير محمد فوزي، وفيه تنتصر المحبة بصدق مشاعرها وتستطيع أن تحول شاب له غراميات وحكايات عديدة، إلى شاب محب يعتز بقيمة الحب وقوته في التغيير. 
 
وكم كانت فائقة الرومانسية ومرهفة الأحاسيس مع الفنان عماد حمدي إذ شاركته البطولة في مجموعة قيمة من الأعمال الرومانسية الجميلة التي لاقت قبولا وإعجاب شديدا من الجمهور، ففي عام 1954 قدما سويا فيلم " موعد مع السعادة " فجسدت فيه صورة قوية لقصة حب قوية انتهت بالزواج رغم ما لاقته من عناء في أول الأمر، كما استكملت نجاحها معه كثنائي رومانسي رائع في فيلم "بين الأطلال" الذي لاقى نجاحا مشهودا في هذه الفترة، وهو من إنتاج عام 1959، وفيلم " لا تطفئ الشمس" عام 1961بطولتهما مع مجموعة أخرى من الفنانين الرائعين أمثال القديران الراحلان أحمد رمزي، وشكري سرحان.
 
وعن الشاب الذي امتلك قلبها في الحقيقة أيضا، يأتي فيلم "صراع في الوادي" من إنتاج عام 1956 مع الفنان العالمي عمر الشريف الشاب الذي استطاع أن يحظى بعشق سيدة الشاشة له، ليكون أول عمل لهما معا، ويكون أول لحظة حب جمعت بينهما، وتابعت معه المسيرة في فيلم "صراع في المينا" عام 1956. 
 
وكانت أجمل سيدة للقصر، في فيلم " سيدة القصر" عام 1958 ، فكان أداؤها للدور رائعا معبرا، وفيه توجت العلاقة الرومانسية والمشاعر بينها وبين الفنان العالمي بالزواج حقيقة أيضا.
 
كما قدما معا أسطورة خالدة لليوم وهو فيلم "نهر الحب" 1960 الذي يعد من أروع الأفلام الرومانسية  التي قدمت حتى اليوم.
 
ومع الفنان الراحل القدير أحمد رمزي فقد قدما سويا فيلم "القلب له أحكام" عام 1956، كما جسدت معه الحب في قصة نبيلة في "فيلم أيامنا الحلوة" الذي سبقه بعام واحد، ومع كوكبة من نجون الفن آن ذاك، وهم عمر الشريف، والعندليب الأسمر، وزينات صدقي.
 
فقد تميزت الراحلة سيدة الشاشة بنجاحها مع كل النجوم، ووقفت أمام العديد من عمالقة الفن كفيلم "الباب المفتوح" مع الراحل الرائع صالح سليم عام 1963، و"موعد غرام" عام 1956مع رمز آخر وأيقونة أخرى من أيقونات الحب والرومانسية العندليب الأسمر.
 
وقصة من نوع آخر لإبداع جديد لها وإضافة وبصمة جديدين هي قصة فيلم "دعاء الكروان" عام 1959.
 
حتى عندما تناولت بعض المشكلات القومية والخاصة بواقع وطنها، فقد عبرت عنها من خلال الحب والأمل، فلا أحد يستطيع أن ينسى أبدا فيلم "أفواه وأرانب" مع الفنان القدير محمود ياسين، وكيف أبدعت في الأداء تاركة ورائها بصمة جديدة رائعة في مسيرتها الفنية الحافلة بجهد ونبل وتفوق.
 
فسيظل نهر الحب الذي شقته سيدة الشاشة ساريا كسريان الدم فينا، فكم أمتعتنا وأسعدتنا بأعمال فنية وقصص رومانسية نحفظها جميعا عن ظهر قلب، فعلى الرغم من مرور الوقت وتكرار عرض هذه الأعمال إلا أننا في كل مرة عرض نشعر وكأنها المرة الأولى التي نرى فيها هذا العمل.. فكم أنت خالدة وباقية في القلوب والأذهان والوجدان، ولن ننساكي يا من كنت وستظلين دوما عنوان للحب والرومانسية.