تعرفي على أسرار لغة المجوهرات في حفل تنصيب الرئيس الأمريكي جو بايدن

للأناقة والمجوهرات لغة في العلاقات الديبلوماسية، تستخدمها أحيانا السيدات الأوائل والأميرات الأوروبيات لمساندة الصناعة المحلية فهن يمثلن بلادهن في الخارج. كما يمكن أن تستخدم الأناقة للتأكيد على حسن العلاقات بين البلدان الصديقة كما تؤكدها الزيارات الرسمية وأخيرا قد تستعمل لمساندة قضية أو بث رسالة ضمنية. مثلٌ شاهدناه عام 2018 عندما قامت ميغان ماركل بجولة ملكية مع الأمير. فقد حرصت ميغان على ارتداء أزياء من تصاميم دور أزياء ومجوهرات من كل محطة في تلك الجولة. فتألقت مثلا بمجوهرات من تصميم Jessica McCormack وأزياء من تصميم Karen Walker النويزيلنديتين خلال زيارتها الى بلدهما.

فلنتعرف الآن على بعض مفردات لغة المجوهرات في حفل تنصيب الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم أمس، وكيف عبرت الأمريكية الأولى الدكتورة جيل بايدن، وكامالا هاريس عن شخصيتهما من خلال مجوهراتهما. كما نلقي نظرة تاريخية على استخدام بعض سيدات البيت الأبيض السابقات للمجوهرات كلغة للتعبير عن اهتماماتهن.

لغة المجوهرات في حفل تنصيب الرئيس جو بايدن

لغة المجوهرات كانت حاضرة بالتأكيد في مراسيم تنصيب الرئيس الأميركي جو بايدن، ونائبته كامالا هاريس يوم أمس. وكان من الواضح أسباب اختيار كل من السيدة الأولى، الدكتورة جيل بايدن، ونائبة الرئيس كامالا هاريس، مجوهرات ناعمة أنيقة وبعيدة عن البذخ والإبهار، وهو المتوقع مع الأجواء الاقتصادية والسياسية الصعبة التي تعم الولايات المتحدة. لكن بالرغم من بساطة مجوهراتهما، فإنها عكست اهتمامات السيدتين وربما آمالهما.

الدكتورة جيل بايدن

السيدة الأمريكية الأولى

تعرف السيدة الأمريكية الأولى، الدكتورة جيل بايدن بحبها للمجوهرات الناعمة وخاصة تلك المرصعة باللؤلؤ. قد تكون الرسالة الضمنية في إطلالتها يوم أمس مرتبطة بالأمل والمستقبل الواعد. فهي أطلت بفستان ومعطف متناسق من تصميم الكساندرا أونيل مؤسسة العلامة الأمريكية Markarian. أما لونه الأزرق فقد وصفته العلامة، في تصريح اعلامي، بأنه يرمز الى الهدوء والسكينة والأيام المشرقة الآتية. ولفت في أزيائها تشابهها الى حد كبير الى ما ارتدته ميشيل اوباما عام 2009 في حفل تنصيب زوجها رئيسا، فهو بلونه الأصفر رمز أيضا الى التفاؤل وكانت أوباما قد نسقته آنذاك مع عقد ضيق من الديامانتي، فيما زينت أحجار الكريستال ياقة فستان الدكتورة بايدن. وقد اقتصرت مجوهرات السيدة الأولى يوم أمس على أقراط أذن قصيرة مصنوعة من البلاتين المكرر، ومرصعة بماس أعيد استخدامه، وهو من انتاج الصائغة الأمريكية Monique Peon. تعكس هذه الصائغة اهتمامات السيدة الأولى التي أكدت دائما اهتمامها بالاستدامة وشؤون البيئة والتعليم، فمونيك بيون تتخصص بالمجوهرات المستدامة وتصيغ جميع قطعها من معادن مكررة أو مستوردة من مصادر مسؤولة، ولا ترصعها إلا بالأحجار القديمة فلا يدخل فيها أي أحجار كريمة مستعدنة حديثا. وقد نالت عدة جوائز عن أسلوبها المسؤول في صناعة المجوهرات. كما أنها ناشطة في الأعمال الخيرية خاصة في مجال توفير المياه الصحية ووسائل الصرف الصحي في الدول النامية. وتتشابه مع الدكتورة بايدن أيضا باهتمامها بالتعليم، فقد أسست مونيك بيون مؤسسة Vanessa Peon الخيرية التي تجمع الأموال لتقديم المنح الدراسية للطلاب في هايتي.

كامالا هاريس

 كامالا هاريس في عقد يعكس شخصيتها

دخلت كامالا هاريس كتب التاريخ باعتبارها أول امرأة، بل أول شخص أسمر وأول شخص من أصل آسيوي، يتبوأ منصب نائب الرئيس الأمريكي. المدعية العامة السابقة لولاية كاليفورنيا، التي تبلغ من العمر 56 عاما اعتادت كسر القوالب وتحطيم الصعاب من أجل تحقيق أهدافها. تعرف كامالا بحبها للمجوهرات المرصعة باللؤلؤ، وقد تزينت به في أهم المناسبات في حياتها، مثل تخرجها من الجامعة ودخولها الكونغرس. فهكذا كان من المتوقع أن تتزين باللؤلؤ يوم أمس، بل وقد شن مؤيدوها حملة على الفايسبوك تناشد الناس بالتزين باللؤلؤ يوم أمس كنوع من التأييد لها. وهي بدورها لم تخيب الآمال فقد ظهرت بعقد صممه لها الصائغ الأمريكي Wilfredo Rosado. جمع العقد العصري الأنيق، عناصر النعومة  في لؤلؤ بحر جنوب أستراليا، والقوة في الحلقات البيضاوية التي تحوي الأحجار الكريمة ليعكس شخصية صاحبته. أما الماس الذي رصعه فهو يعكس تألقها ونجاحاتها. وقد نسقت معه أقراط أذن قصيرة من الذهب الأصفر المرصعة باللؤلؤ أيضا.

سيدات البيت الأبيض السابقات

ميشيل أوباما

ميشيل أوباما متزينة بعقد ذهبي تتدلى منه أحرف تتهجى كلمة Vote

لا شك بأن السيدة الأمريكية الأولى السابقة، ميشيل أوباما، تستخدم المجوهرات والأزياء لتعبر عن بعض آرائها أو لتساند مصممين أمريكيين. وكان أوضح تلك الآراء حثها المواطنين الأمريكيين على التصويت، وأكدت ذلك في كلمة ألقتها خلال المؤتمر الوطني الديقراطي في العام الماضي تشجيعا على الانتخاب وتأييدا لجو بايدن. ظهرت ميشيل أوباما متزينة بعقد ذهبي ناعم تتدلى منه أحرف تتهجى كلمة Vote أي "صّوت" بالانجليزية، وهي من تصميم علامة ByChari.

ميشيل أوباما بمجوهرات Loree Rodkin عام 2009

أما في الحفل الذي أعقب تنصيب زوجها رئيسا عام 2009، فتزينت بطاقم مجوهرات صممته لها خصيصا الصائغة Loree Rodkin. وهو مكون من عقد مرصع بنحو61 قيراط من الماس وخاتم مرصع بماسة عيار 13 قيراط وثلاثة عشر اسوارة مرصعة بالماس وزنه نحو 13 قيراط.

هيلاري كلينتون

السيدة الأمريكية الأولى والرئيس السابق بيل كلينتون

قد يكون خاتم الماس الأصفر من أشهر مصاغ السيدة الأمريكية الأولى السابقة هيلاري كلينتون. الخاتم من تصميم الصائغ النيويوركي Henry Dunay وهو مصنوع من البلاتين المرصع بماسة صفراء نادرة بلون الكناري، خالية من الشوائب وبقطع المثلث بعيار 4.25 قيراط. استعدنت هذه الماسة التي تعرف باسم Kahn Canary Diamond في ولاية اركنساس في عام 1977، وتزينت بها هيلاري كلينتون في حفل تنصيب زوجها حاكما للولاية ومن ثم في حفل تنصيبه رئيسا للجمهورية عام 1993 وعام 1997. وبما أن الماسة استعدنت من ولاية أركنساس التي عاش فيها الزوجان، فإن الخاتم أصبح يرمز لاعتزازها بالولاية التي ولدت فيها مسيرتهما السياسية. 

باربرا بوش

بابرا بوش متزينة بقلادة من اللؤلؤ الاصطناعي

تولى جورج بوش رئاسة الدولة بين عام 1989 و1993، وقد لفت في طلة زوجته باربرا بوش اختيارها قلادة مكونة من ثلاثة صفوف من اللآليء الاصطناعية لإطلالتها في حفل تنصيبه رئيسا عام 1989، وأصبحت تلك القلادة من أشهر قطع مجوهراتها. عكس ذلك الاختيار اهتمام السيدة الأمريكية الأولى بالأعمال الخيرية بما فيها مؤسسة باربرا بوش التي أنشأتها في عام 1989 بهدف محو الأمية، كما أنها دعمت مشاريع محو الأمية بأرباح الكتاب الذي ألفته في العام التالي.