مؤسسا "قافلة" لـ"هي": نتخاطب مع العالم عبر مجوهراتنا

دبي: "لمى الشثري"  Lama AlShethry

الإماراتيان عبدالله بالجافلة وحمد بن شيبان المهيري مؤسسا علامة "قافلة" للمجوهرات، شابان مبدعان يملؤهما الحماس والشغف تجاه صناعة المجوهرات وتقاليد الخليج العربي. جذبهما عالم المجوهرات بقوة، وعلى الرغم من التحديات الكثيرة التي واجهاها خلال إطلاق علامة "قافلة"، فهما يخطوان بثبات على طريق النجاح. يمثل حمد "الرقبة" بالنسبة لعلامة "قافلة"، حيث يتولى قيادتها في السوق برؤية واضحة، أما عبدالله فهو مسؤول عن الجزء الإبداعي مثل الإنتاج والتصميم.
كان لنا معهما هذا اللقاء الجميل الذي نعرضه لكم عبر صفحات مجلة "هي".


كيف كانت البداية مع علامة "قافلة"؟ ومالذي جذبكم نحو عالم المجوهرات؟
عبدالله:
أطلقنا "قافلة" رغبة منا في خلق علامة تمثل ثقافتنا وتاريخنا وعاداتنا الطيبة في الإمارات خاصة والخليج العربي بشكل عام، ولا سيما أن المجوهرات جزء لا يتجزأ من فرحتنا والمناسبات الاجتماعية السعيدة مثل الزواج والمواليد والتخرج والنجاح وغيرها. كانت جدتي، رحمها الله، تقول إن الذهب هو أجمل هدية تدوم، وهذا بالفعل ما أؤمن به أيضا. بدأنا الطريق في علامة قافلة عبر مجموعة "جمعة" التي كان وحيها من اللقاءات العائلية التقليدية يوم الجمعة؛ لكي نربط تصاميمنا باللحظات المهمة التي تمثل خيوط ذهب في نسيجنا الاجتماعي. تضم المجموعة سبعة ألوان من الأحجار الكريمة بأشكال تنوعت بين الخواتم والأقراط.
حمد: بدأنا علامة "قافلة" عام 2010 بشكل محدود، حيث كان عملاؤنا من الأهل والأصحاب؛ ومن ثم أطلقنا العلامة رسميا عام 2015 . عندما صممنا مجموعتنا الأولى "جمعة"، اخترنا أن نقدمها بألوان مختلفة لتساعد المرأة على التعبير عن نفسها وعن شخصيتها بحرية. كما وضح عبدالله، إلهامنا في جميع مجموعاتنا هو من قلب الخليج العربي، وكل ما يخصه مثل الغوص واللؤلؤ ودهن العود واللقاءات العائلية وغيرها.

أخبرانا عن علاقتكما بعالم الأحجار الكريمة, وما أحجاركم المفضلة؟
عبدالله:
أعشق الأحجار الكريمة، فكل حجر يملك طابعا ولونا ومعنى خاصا به. استهواني تصميم المجوهرات أثناء دراستي في بريطانيا عام 2010 ، وبعد أن التقيت بحمد قررنا أن نبدأ علامة قافلة بشكل جدي واحترافي. لذا، كان من المهم أن نصقل معرفتنا بعالم المجوهرات، خاصة أن اهتمامي بداية كان يدور حول مجوهرات العروس. خضت تجارب عديدة في هذا المجال، وحرصت على صقل معرفتي فيه عبر الالتحاق بمعهد علم الأحجار الكريمة في أمريكا GIA لمدة سنتين تضمنت دراسة الأحجار الكريمة والماس واللؤلؤ أيضا. إضافة إلى زيارة ورش العمل لأشاهد بنفسي فنون قطع الأحجار وصنع المجوهرات. أعشق اللؤلؤ، وله مكانة خاصة في قلبي، فهو حجر طبيعي مئة في المئة بدءا من تكونه إلى استخدامه، فهو لا يحتاج إلى قص أو صقل أو أي تغيير.
حمد: أؤمن بأن الأحجار الكريمة لها شخصيات وخصائص متفردة مثل البشر تماما. أفضل الأحجار الكريمة على الماس، لأنها متفوقة بالتعرقات التي فيها والألوان التي تتراوح بين الداكن والفاتح. أرى أن ميزة الماس تكمن في بريقه، ولذا فهو مفضل في المناسبات الفاخرة. أعشق اللون الأخضر ولذا أميل إلى الزمرد؛ ربما السبب هو أني من العين، ولذا تعشق عيناي كل ما هو أخضر، بينما عبدالله من دبي، ولذا يميل إلى البحر وكنوزه.

ماذا عن الإنتاج والتوزيع؟ وهل لديكم نقاط بيع في الإمارات؟
عبدالله: اخترنا أن نقدم أنفسنا ومجموعاتنا بأسلوب حميم ذي علاقة بأصل العادات والتقاليد الخاصة بشراء المجوهرات في الإمارات والخليج العربي. اخترنا أن يكون مكتبنا في حي دبي للتصميم، كما خصصنا مساحة أطلقنا عليها اسم "المجلس" لاستقبال عملائنا بشكل خاص وبموعد مسبق لكي نقابلهم في أجواء مريحة، ونستمع إليهم ونحرص على تصميم ما يناسبهم تماما. وهو أمر مشابه كثيرا لتجربة شراء المجوهرات على طريقة أجدادنا، حيث كان صائغ المجوهرات يزور المنزل ليقابل السيدات أو السادة الذي يرغبون في شراء مجوهرات معينة. أما الإنتاج، فهو محدود، نقدم المجموعات التي نصنعها بعدد معين، ومن ثم نعمل على المزيد حسب الطلب. كما أننا نقدم تصاميم خاصة للمناسبات والأعراس التي هي أساس البداية.
نعرض منتجاتنا حاليا في متجر روبنسونس في دبي، وكذلك في متحف اللوفر بأبوظبي، وقريبا في متجر تريانو في أبوظبي أيضا بمشيئة الله.
حمد: عاداتنا في الخليج قائمة على الضيافة والترحيب، ولكي نثبت جودة ما نقدمه باعتباره علامة إماراتية وخليجية تبدأ بخطوات ثابتة خلال سنوات قليلة، علينا أن نكسب ثقة العملاء من حيث تميز التجربة في التعامل والاهتمام الشخصي والجودة في المنتج، لكي نبني اسما موثوقا مثل دور المجوهرات العالمية التي نتعلم منهم أصول الاحتراف والاستمرارية لمئات السنوات.
ما طموحاتكم وأحلامكم فيما يتعلق بعلامة "قافلة"؟
وأين ترون العلامة في السنوات الخمس المقبلة؟

عبدالله: خليجنا واحد، ولذا نود أن نتقدم بعلامة "قافلة" واسمها العربي وروحها الخليجية بكل جمالياتها من كرم الضيافة وعشق اللؤلؤ والذهب والعطور نحو العالمية. نرغب في التوسع وأن نبادر بالتعاون ودعم المصممين من مختلف المجالات؛ ونظرا لأهمية المجوهرات في تاريخ الخليج العربي، وجدنا أنه من الطبيعي للغاية أن نؤسس علامة مجوهرات تمثلنا ونتخاطب عبرها مع العالم لكي نبرز تقاليدنا الرائعة.
حمد: نحلم بأن نبث ثقافتنا الإماراتية والخليجية إلى العالم ليرى جمال هذا المنطقة وتاريخها وعاداتها الفريدة التي قد لا يعلمها الكثيرون. علامة "قافلة" لا تتمحور فقط حول المجوهرات، بل هي منصة تعريفية عن التقاليد الدافئة والأصيلة في الإمارات والخليج العربي. نود أن نعمل بمفهوم تبادل الثقافات، لا يزال الخليج العربي منذ بدايات القرن الماضي حتى الآن وجهة لكبرى دور المجوهرات سواء للحصول على اللؤلؤ أو لتسويق تصاميمهم. ولذا نرغب في المبادرة بالتعريف عن أنفسنا ومنطقتنا للعالم.

ما أبرز التحديات التي واجهتموها خلال إطلاق علامة "قافلة"؟
عبدالله:
الحقيقة أن حلم تصميم المجوهرات رائع وجميل إلا أن هناك خلف الواجهة البراقة مجهودا شاقا وتخطيطا جديا يشمل ضبط الموازنة وعملية التسويق والإنتاج وضمان الجودة، خاصة أننا بدأنا من الصفر، حيث لم يكن لدينا أي خلفية عن صناعة المجوهرات. مررنا بأوقات عصيبة اعتقدنا خلالها أننا وصلنا إلى نهاية المشوار إلا أن العزم، ولله الحمد، جعلنا نتغلب عليها ونكمل المسيرة.
حمد: كما ذكر عبدالله بدأنا فعلا من الصفر، يدفعنا شغف قوي نحو هذه الصناعة. وجدنا أن شق الطريق يتطلب معرفة عالية وتجارب عديدة، ولذا التحقت بدورة تعليمية عن إنشاء الأعمال التجارية وتطويرها والتحقق من التفاصيل الخاصة بهذا الأمر في الإمارات. الشكر حقيقة لمؤسسة محمّد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة وأكاديمية دبي لريادة الأعمال التي تقدم دورات مختصة في هذا المجال. إضافة طبعا إلى ما ذكرناه سابقا عن معهد الأحجار الكريمة وعلوم المعادن وورش العمل. تعلمنا الكثير أيضا من الأخطاء التي مررنا بها خلال هذه الرحلة الممتعة والجنونية.
برأيكم ما تأثير وسائل التواصل الاجتماعي وعالم المؤثرين في علامة "قافلة"؟

حمد: مواقع التواصل الاجتماعي لها منافع ومساوئ. تتضمن إيجابياتها سرعة الانتشار وخلق المعرفة، حيث من السهل أن تبرز العلامة محتواها الجيد، خاصة إذا كانت مدعومة بخطة تسويقية ناجحة. أما فيما يتعلق بالمؤثرين، فنرى حقيقة أن الشخصية المؤثرة التي نود أن ترتبط بها علامة "قافلة" هي كل امرأة معطاءة ومميزة لها أثرها الإيجابي والملموس في المجتمع، فهن العناصر الفاعلة المبادرة والمؤثرة في محيطهن، السيدات ذوات الفكر المميز والشخصيات البارزة.
ما العنصر الأكثر إمتاعا في رحلة "قافلة" في عالم المجوهرات؟
عبدالله:
تجربة العميل والشعور بأننا جزء من فرحته واحتفالاته هو حقا أجمل ما في هذه الرحلة؛ حتى إننا نحرص على تقديم خواتم الخطوبة والزفاف بسعر التكلفة، لرغبتنا بأن تشملنا بركة هذه المناسبة. تنمو بعض المجموعات بناء على رغبات العملاء واقتراحاتهم مثل مجموعة بحر اللؤلؤية. نتعلم من شيوخنا وقادتنا والأمراء التواضع والتواصل مع الناس من دون حواجز؛ وينعكس هذا في روح علامة "قافلة" وتصاميمنا وأسعارنا.
حمد: بالفعل، نعلم أن مجوهرات الزفاف مرتبطة بالميزانية، ولذا نحاول أن نقدم للعميل أفضل ما يمكن حسب الميزانية المتوفرة. يسعدنا دائما الالتقاء بالناس في المعارض وسماع آرائهم وما يعجبهم وما يفضلون. ولذا عندما يرى عملاؤنا "المجلس" في مكتبنا يشعرون بالدفء والأنس، لأنها من طبيعة منازل الخليج العربي التي تحتضن الضيوف والزوار بكل ود.