الرئيس العالمي لمجوهرات "سوذبيز" David Bennett لـ"هي": سحرتني الأحجار الكريمة وعلمها

"ديفيد بينيت" David Bennett شخصية مميزة للغاية متعمق في الفلسفة ومسحور بالأحجار الكريمة. دخل عالم المجوهرات بالصدفة قبل أكثر من 40 عاما ليصبح اليوم الرئيس العالمي لقسم المجوهرات في "سوذبيز" Sotheby’s  أعرق دار للمزادات العالمية الفاخرة؛ وكسر الرقم القياسي أكثر من مرة في بيع أغلى الماسات في العالم. تعرفوا إلى تفاصيل لقائنا الشائق للغاية مع ديفيد بينيت عبر صفحات "هي".

 

* هل كنت تعلم دائما بأن عالم المجوهرات والأحجار الكريمة هو قدرك؟

على الإطلاق! فقد كان تحصيلي الجامعي في مجال الفلسفة. أؤمن بأنه كلما زاد تعمقك وتعلمك في مجال ما، أصبح أكثر إثارة للاهتمام. أتذكر أنه قبل 45 عاما وبعد تخرجي في الجامعة كنت مهتما بشراء سيارة رياضية سريعة، وأتذكر أني ذهبت حينها إلى ورشة عمل سيارات، وسألته عن رأيه في هذه السيارة بشكل خاص لكونه ميكانيكيا وخبيرا بالسيارات. فقال لي لقد سألت السؤال الصحيح للرجل الخطأ! قلت له وكيف ذلك؟ فرد لأني أشاهدها فقط حين يكون فيها عطل. طلبت منه أن يحدثني عن خواصها، حيث كان لديه واحدة في الورشة، وبالفعل فتح لي غطاء المحرك وبدأ الحديث عنها بالتفصيل ووجدت ذلك مذهلا للغاية، وأصبحت السيارة مثيرة للاهتمام لدي أكثر كثيرا مما كانت عليه. تعلقت بعالم المجوهرات بعد أن دخلت فيه وتعلمت عنه؛ ومع ذلك فإنه يوجد بلا شك علاقة متينة بين الفلسفة وعالم المجوهرات.

 

* كيف كانت بداية دخولك إلى عالم المجوهرات؟

كنت مهتما بالفن الانطباعي أكثر من المجوهرات. عام 1974م حصل هبوط في فرص العمل، وهو ما جعلني بحاجة إلى وظيفة. عندما عرضت علي فرصة العمل في عالم المجوهرات كان ردي الفوري بأني لا أعلم شيئا عنها! كان العرض مقدما من صديق والدي، وأصر على أن أقبل بها وشجعني بأن هناك مبيعات للمجوهرات في سويسرا وأماكن مختلفة حول العالم. وبالفعل قبلت بها وكانت هي بوابة دخولي إلى عالم المجوهرات والأحجار الكريمة.

 

* هل كانت لديك أي معرفة بالمجوهرات قبلها؟

فعليا كانت هذه تلك الوظيفة هي بداية معرفتي بعالم المجوهرات. يضيف مازحا: لم أكن حينها أعرف كيف أكتب كلمة ياقوت! كنت بهذا السوء فعلا. وطبعا تعلمت الكثير من بعدها، حيث درست علم الأحجار الكريمة لمدة سنتين، وبنيت كل ما أعرفه عن عالم المجوهرات من الصفر. سحرتني بشكل خاص الأحجار الكريمة وعلمها، ولطالما كنت عاشقا لفكرة الكنز المدفون، وهو نابع من دراستي لعلم الفلسفة التي عرفت من خلالها أن في داخل كل منا كنزا دفينا. عندما كنت صغيرا كانت هناك لعبة لوحية تتمركز في وسطها جزيرة وحيدة، فيها كنز على شكل زجاج ملون تركه القراصنة، ويقود اللاعبون سفنا للوصول إليها. كنت في السابعة من عمري حينها، وأتذكر أني كنت مسحورا بهذا الكنز الزجاجي الملون. أرى أن رحلة الذهاب للحصول على هذا الكنز ترمز إلى الحياة التي نعيشها ورحلتنا نحو الكنز المدفون بداخلنا. نسعى جميعا لنحصل عليه، ونواجه الكثير من الصعاب في رحلتنا، لأن كل شيء ثمين في الحياة محاط دائما بحراسة مشددة قد تكون على شكل عثرات أو تحديات. ولذا من المهم دائما التركيز على أنه كلما زادت العقبات في طريقنا اقتربنا من كنز ما.

 

* هل رأيت يوما حجرا كريما أو حجر ألماس لا يمكن أن تنساه؟

يوجد الكثير حقا، ولكن الحجر المفضل الذي رأيته مؤخرا هو حجر روبي ساحر. قصتي مع هذا الحجر غريبة، حيث تلقيت اتصالا من سيدة دعتني لرؤية حجر روبي رائع لديها، وترغب في أن تعرضه علي. شككت في بداية التواصل بأن يكون الحجر استثنائيا، لأن الكثير من الناس يظنون أن لديهم أحجارا مذهلة، ولكن يتضح فيما بعد أنها جميلة، ولكنها ليست نادرة الوجود. ولكن عندما رأيته انحبست أنفاسي، حيث لم أشهد خلال مسيرتي المهنية لمدة 40 عاما أي شيء يقاربه. لاحقا أخبرتني هذه السيدة بأني أمضيت 22 دقيقة، وأنا أتأمل هذا الحجر في صمت وسكون. وسألتني فيم كنت أفكر؛ جاوبتها بأني كنت أتساءل كيف يمكن لحجر مثل هذا أن يوجد دون أن أراه من قبل. كان الحجر هدية من زوجها الذي أراد أن يعطيها حجرا لا مثيل له، وبالفعل صدق وعده. أطلقنا عليه اسم The Sunrise Ruby، وقد بيع عام 2015 بمبلغ 30 مليون دولار، وهو يفوق بـ 4 أضعاف الرقم القياسي لحجر روبي غراف الذي بيع في "سوذبيز" قبلها بـ 3 أشهر وهو 8 ملايين دولار.

 

* بين مشاهدة حجر كريم نادر على انفراد وتقييمه ومن ثم عرضه ليراه العالم أجمع وبيعه برقم قياسي، أي مرحلة هي الأكثر إمتاعا بالنسبة إليك؟

كل المراحل لها متعتها الخاصة حقا. كل الخطوات لدي مرتبطة ببعضها، وتكمل الرحلة لتحقيق المراد في النهاية. إطلاق الاسم على القطع التي تبهرني متعة بحد ذاتها مثل تسمية حجر الروبي الذي تحدثنا عنه.

 

* افتتحت دار "سوذبيز" أخيرا مقرا لها في دبي، ما تطلعاتك إلى مزادات المجوهرات في المنطقة؟

أظن أنها خطوة رائعة حقا، وأن الوقت مثالي لأن نضع بصمتنا في المنطقة. الخصوصية والثقة أمر في غاية الأهمية في عالم المجوهرات بشكل عام، وفي هذا الجزء من العالم بشكل خاص، والفرق بيننا وبين صاغة المجوهرات الذين يعملون بالتجارة فيها هو أننا نقف في صف العميل وليس مقابلا له. وذلك لأن التقييم السليم لقطعة المجوهرات أو الحجر الكريم الذي نقدمه يضمن للعميل ولنا أيضا بيعه بسعره العادل والحقيقي، بينما قد يسعى تجار المجوهرات للمفاوضة بأخذه بأقل سعر. ولذا فإننا نرحب في مكتب "سوذبيز" في دبي بالتواصل لتقييم المجوهرات والأحجار الكريمة مع ملاك المجوهرات الذين يمكن أن يكونوا قد ورثوا هذه القطع عن آبائهم أو تلقوها كهدايا من أعزاء لديهم.