قصة تيفاني أند كو .. إحدى أقدم ماركات المجوهرات الراقية

بمجوهراتها المصممة والمصنوعة بفن وحب واهتمام والتي تقدمها في صندوقها الأزرق السماوي الشهير المزين بشريط ساتان أبيض ناعم، دائماً ما أبهرتنا علامة Tiffany & co على مدار 183 عاماً وحتى يومنا هذا بإبداعاتها في قطاع المجوهرات الراقية، القطع الفريدة من نوعها التي تحكي قصة نجاح طويلة بدأت منذ عام 1837.

يعود تاريخ tiffany & co، إحدى أقدم علامات المجوهرات العالمية إلى عام 1837 عندما افتتح تشارلز لويس تيفاني وصديقه جون بي يونغ متجراً صغيراً للقرطاسية والسلع الفاخرة باسم تيفاني آند يونغ في مدينة نيويورك بمساعدة مساهمة قدرها 1000 دولار من والد تشارلز.

كان المتجر يقع في شارع برودواي، وسرعان ما رسخ نفسه كمركز تجاري مخصص للسيدات الأنيقات اللائي يبحثن عن المجوهرات والساعات ذات الطراز الأمريكي الراقي الذي يمثل خروجاً متميزاً عن البذخ المرتبط بالعصر الفيكتوري آنذاك، المكان تغير بعد ذلك 4 مرات إلى متجره الرئيسي الحالي في Fifth Avenue مع 167 متجراً آخر في مدن مختلفة في جميع أنحاء العالم.

وفي عام 1841انضم إليس، شريك آخر لهما في الشركة، وبحلول عام 1845، بدأوا في الإعلان عن المجوهرات الفرنسية، بما في ذلك المصنوعة من الذهب، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من المجوهرات المقلدة التي تهدف إلى الوصول إلى جمهور أوسع.

في عام 1845، أطلقت تيفاني الكتاب الأزرق، والذي كان في ذلك الوقت أول كتالوج للطلبات البريدية يتم توزيعه في الولايات المتحدة.

وبعد أكثر من 170 عاماً، يعد كتاب Tiffany Blue Book السنوي واحداً من أكثر المجموعات شمولاً وجمالاً في العالم من المجوهرات الراقية الفريدة من نوعها المرصعة بالأحجار الكريمة الرائعة، من خلال عرض القطع الأكثر روعة للعلامة التجارية.

في خمسينيات القرن التاسع عشر، اشترى تشارلز تيفاني أسهم شركائه وأعيد تسمية المتجر إلى Tiffany & Co.

وفي عام 1878 حدثت واحدة من أشهر عمليات بيع المجوهرات الملكية، عندما ظهرت مجوهرات ملكة إسبانيا إيزابيلا الثانية في الأسواق، وكانت Tiffany & Co أحد المشترين الرئيسيين، العام الذي حصلت فيه الشركة على ماسة صفراء رائعة بحجم 287.42 قيراطاً من مناجم الماس في كيمبرلي في جنوب إفريقيا.

تم تقطيع الماسة إلى جوهرة مصقولة بحجم 128.54 قيراط، تم ترصيعها في عقد ارتدته أودري هيبورن في الصور الدعائية لفيلم Breakfast at Tiffany’s في عام 1961.

أطلق على العقد الماسي اسم تيفاني دايموند Tiffany Diamond، الحجر الكريم ذو اللون الكناري الذي ساعد على ترسيخ شهرة العلامة التجارية للمجوهرات كوجهة فاخرة.

لما يتوقف طموح تشارلز لويس تيفاني عند هذا الحد، إذ احتل اسمه عناوين الصحف عام 1887 عندما صدم العالم بشراء ثلث جواهر التاج الفرنسي، ومشد مرصع بالجواهر قيل إنه يخص ماري أنطوانيت، ليكتسب لنفسه لقب "ملك الألماس".

إضافة إلى إرثه في المجوهرات الراقية، في عام 1886، قدم تشارلز تيفاني إعداداً جديداً لخواتم الخطوبة أصبح لاحقاً هو المعيار، يضع هذا الإعداد الجديد الألماس خارج النطاق لتسليط الضوء على تألق الماس نفسه، المعروف باسم إعداد تيفاني Tiffany Setting.

توفي تشارلز لويس تيفاني في عام 1902، أصبح نجله لويس كومفورت تيفاني، أول مدير تصميم رسمي للشركة، في الفترة التي بدأت فيها حركة Art Nouveau تكتسب وتيرتها، لتبدأ مرحلة التصاميم المبتكرة والمستوحاة من الطبيعة مثل الزهور البرية والتوت والهندباء واليعسوب.

استخدم لويس تيفاني في مجوهراته الياقوت من مونتانا والتورمالين من ولاية ماين مع زجاج الـ"فافريل" (نوع من زجاج الفن المتقزح طوره لويس كومفورت تيفاني وحصل على براءة اختراع لهذه العملية في عام 1849) والمينا.

ازدهرت الجمالية الأمريكية لتصميمات الشركة خلال سنوات فن الآرت ديكو في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، وتطورت إلى أسلوب الريترو أو الكوكتيل في أواخر الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي، والذي انتصر في المعرض العالمي لعام 1939.

ضرب الكساد الكبير والحرب العالمية الثانية تيفاني وشركاه بشدة، وكان الانتعاش بطيئاً، وفي عام 1955، استحوذ والتر هوفنج على الشركة، ليحدث تحولاً كبيراً في ثرواتها، بعدما دعا مصمم المجوهرات الموهوب، جان شلمبرجير، لفتح صالونه الخاص في المتجر في عام 1956.

ومنذ ذاك الوقت تغير مصير الشركة وتحسن بشكل كبير، حتى أصبحت جاكلين كينيدي زبونًا منتظماً للعلامة، بالإضافة إلى مجموعة من العملاء البارزين مثل إليزابيث تايلور وأودري هيبورن وبول ميلون.

في عام 1980، انضمت بالوما بيكاسو إلى الشركة لتضفي مظهراً جديداً على تصميمات مجوهرات العلامة، لتتمكن المصممة الشابة من الوصول إلى مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأحجار الكريمة، تصنع بها مجوهرات ساحرة تستخدم أحجاراً كبيرة ملونة ومميزة للشركة.

منذ عام 2013، أصبحت فرانشيسكا أمفيثياتروف المديرة الإبداعية للدار، وباعتبارها أول مديرة تصميم امرأة، يُنسب لها الفضل في أخذ تصاميم مجوهرات تيفاني في اتجاه جديد مع الاحتفاظ بجوهر العلامة التجارية الشهيرة.

استخدم عملاق المجوهرات الراقية Tiffany & co تصميمات أصلية تعود إلى عشرينيات القرن الماضي في إنتاج قطع فريدة من نوعها لفيلم The Great Gatsby  في عام 2014، بما في ذلك عصابة الرأس الماسية المتلألئة ولؤلؤ سافوي التي ارتدتها شخصية ديزي التي لعبت دورها الممثلة كاري موليجان، جنباً إلى جنب مع جواهر اليد المتقنة، والتي تلتف حول المعصم والأصابع  وعقد من اللؤلؤ الحقيقي وغيرها من المجوهرات الساحرة العتيقة.

واليوم يوجد أكثر من 300 متجر حول العالم، يبيعون مجوهرات وإكسسوارات العلامة الأمريكية الخالدة  tiffany & coبقيمة 4 مليارات دولار كل عام.

 ومن متجر صغير في نيويورك تحولت الشركة الأمريكية لواحدة من أهم علامات المجوهرات الراقية حول العالم ومرادفاً للرومانسية وهدايا الخطوبة والزواج تعشقها جميع النساء.