الكاميليا وقصة حب قديم مع غابرييل شانيل

باريس: سهى حامد Souha Hamed 

أحبت "غابرييل شانيل" زهرة الكاميليا دون سواها من الزهور. وكثيرا ما اعتمدتها حلية تكمل إطلالتها، مشبوكة على السترة أو على الفستان الأسود. أدخلت الكاميليا على ما صممته من الأزياء، واختارت أعمالاً فنية يدخل فيها شكل الكاميليا لتزين ديكور شقتها الخاصة، الواقعة في الطابق الثاني من محلها في 31 شارع "كامبون" في باريس. هذه الزهرة الأثيرة عند مؤسسة الدار،  صبحت من علامات "شانيل" Chanel ورموزها، ودخلت في مجموعاتها من الأزياء والساعات والمجوهرات، وحتى في تركيبة مستحضرات العناية بالبشرة، بعدما اكتشف علماء الدار خصائصها المرطبة للبشرة. وكما تتبرعم زهرة الكاميليا في الطبيعة في نهاية فصل الشتاء، تبرعمت مجموعة مجوهرات راقية من دار "شانيل" Chanel ، باستحضار هذه الزهرة، وحملت اسم    1.5 ، 1 كاميليا. 5 ألور.

تتكون المجموعة من خمسين قطعة، 22 منها قابلة للتحول وإعادة التشكيل لتمكنUصاحبتها من التزين بها بطرق مختلفة، فتمنحها بذلك حرية التعبير عن شخصيتها وأناقتها بأ سلوب " شانيل" الأنيق المترف.

يحكى أن "غابرييل شانيل" أحبت زهرة الكاميليا بعد أن قرأت رواية "غادة الكاميليا" للروائي "ألكسندر دوما"، والتي رمزت فيها الكاميليا البيضاء إلى القلب الطاهر. وعلى الرغم من أن هذه الزهرة تأتي بألوان مختلفة، إلا أن "غابرييل شانيل" شغفت بها باللون الأبيض. وقيل أن حبها الأكبر "بوي كابيل" أهداها أول ما أهداها كانت باقة من زهور الكاميليا، ولذلك كان لها مكانة مهمة في عالمها الخاص. فهي الزهرة التي تجسمت في عدد من التحف الفنية التي تزين شقة "غابرييل شانيل" الخاصة في مقرها الواقع في 31 شارع "كامبون"، منها ثريا مزينة بالكريستال الصخري صممتها مؤسسة الدار، وجمعت فيها بعض رموز الدار الأخرى مثل أحرف C المتشابكة ورقم 5 وكذلك ستائر الكورمنديل التي أحبتها "شانيل"، وأحاطت بها نفسها أينما حلت

الكاميليا في تصاميم الدار

ظهرت الكاميليا في إبداعات "غابرييل شانيل" منذ عشرينيات القرن الماضي. وأدرجها الراحل "كارل لاغرفيلد" في تصاميم الدار عبر السنوات، في تطاريز وأزرار على الفساتين والجاكيتات والقمصان. كما زينت الإكسسوارات والحقائب وكل ما تنتجه الدار. وكذلك دخلت عالم مجوهرات وساعات "شانيل" Chanel بقطع مختلفة عبر السنوات، منها ساعة "بروميير كاميليا سكيليتون"    Premier Camelia Skeletonالهيكلية، في عام 2017 والتي كانت أول حركة.

تطورها الدار في ساعة للمرأة. وكانت مجموعة "جاردان دو كاميليا" Jardin de Camelias في عام 2013، أول مجموعة مجوهرات راقية تركز في جميع قطعها على هذا الرمز المهم عند الدار. وقد جسدت تلك المجموعة عناصر مختلفة من زهرة الكاميليا، وكانت غنية بالألوان، فتميزت بترصيعها بمختلف الأحجار الكريمة الملونة.

عنصر المرونة والحرية

أما مجموعة المجوهرات الراقية الجديدة، 1.5، 1 كاميليا 5 ألور.  فتأتي بها بأسلوب مختلف ومميز. فالزهرة بحد ذاتها هي أساس التصميم، وهي تؤكد عنصر المرونة والحرية التي أحبتها غابرييل شانيل. وقد وصفت نظرتها إلى المجوهرات قائلة: "تتسم مجوهراتي بالمرونة وإمكانية فصلها. يمكنك فصل قطعة المجوهرات وتنسيقها مع قبعة أو فراء. وبهذه الطريقة، لم تعد مجموعة المجوهرات جامدة، بل تنبض فيها الحياة وفقا لاحتياجاتها".

الرقم 1 في اسم المجموعة جاء ليؤكد أن الزهرة واحدة، فيما يلفت الرقم 5 إلى تعدد أساليب التزين بها. فاثنتان وعشرون قطعة من المجموعة المكونة من خمسين قطعة يمكن إعادة تشكيلها، بكل سهولة، وارتداؤها بطرق مختلفة. حلي خفيفة مرنة، تتلألأ بالماس والصفير الوردي والياقوت والذهب الأبيض والوردي، وتجمع الحس الفني الخاص بالدار مع الحرفية الممتهنة والتقنية البارعة. موتيف الكاميليا في العديد من قطع المجموعة يخبئ كاميليا أخرى. ففي سوار وعقد "روز تاندر" Rose Tendre مثلا، ينزع موتيف الكاميليا المصنوع من الكوارتز الوردي المحفور (فيصبح بروشا( ليكشف عن كاميليا مرصعة بالماس. أما قرط أذن "روز تاندر" Rose Tendre ، فهو أيضا يتحول من قرط أذن طويل، عند نزع السلاسل المتدلية، ليصبح قرطا قصيرا. موتيف الكاميليا في عقد "روج إنكاديسانت"  Rouge Incandescent، المصوغ من الذهب الأبيض المرصع بالماس والياقوت، ينزع ليكشف عن كاميليا أخرى هيكلية الشكل مرصعة بالماس والياقوت، ويتحول الموتيف الأول إلى بروش أو زينة للشعر. وكذلك أيضا في سوار روج إنكاديسانت"  .Rouge Incandescent

اللؤلؤ الذي أحبته وتزينت به مادموزيل "شانيل" كرمته الدار أيضا في عقد "بيرل إنتمبوريل" Perles Intemporelles الفاخر الذي يأخذ أشكالا عدة. صيغت هذه الحلية من الذهب الأبيض المرصع بالماس واللؤلؤ المزروع. موتيف الكاميليا الكبير يمكن تغيير مكانه وشبكه حسب رغبة صاحبته، أو نزعه عن العقد لتتزين به مثل بروش أو زينة شعر. أما موتيف الكاميليا الصغير الذي تتدلى منه ثلاثة صفوف من اللؤلؤ والماس، فهو أيضا يتركب بطرق عدة ويتحول أيضا إلى بروش. ساعات المجوهرات كان لها نصيبها في هذه المجموعة الراقية، من بينها ساعة "أكلا دو ديامان" Eclat de Diamant السرية المصوغة من الذهب الأبيض والماس. تبدو الساعة كأنها سوار ماسي، ينزع عنها موتيف الكاميليا ليتحول إلى بروش، ويكشف عن الساعة. ضمت المجموعة قطعا مصوغة بالذهب الوردي، منها القطع التي حملت اسم "روز بودريه" Rose Poudre ، صيغت من الذهب الوردي ورصعت بالماس بقطع مختلف. قد يكون أفخمها عقد "روز بودريه" Rose Poudre القابل للتحول. ولا بد من ذكر خاتم "روج تنتاسيون" Rouge Tentation المرصع بالماس والسبينل الأحمر، الذي يأتي مع بروش كاميليا صغير. فهما مثالان رائعان على رقة ونعومة التصميم والصياغة البارعة لدار "شانيل"  Chanel . وهما أيضا من القطع القابلة للتحويل، حيث تنزع البتلات المرصعة بالماس عن الخاتم لتكشف عن خاتم جديد مرصع بالسبينل الأحمر. أما البتلات الماسية، فيمكن أن تركب على البروش المرافق ليأخذ شكل زهرة كاميليا كبيرة. مجموعة  1.5 ، 1 كاميليا 5 ألور. تشهد حقاً على مهارة حرفيي الدار ومصمميها، ففيها فيض من الإبداع والأناقة الراقية التي اقترنت باسم "شانيل" Chanel.