الرئيس التنفيذي لدار "تيفاني آند كو" Anthony Ledru لـ"هي": نريد للناس أن يفهموا لماذا لا تزال Tiffany & Co على صلة بالحاضر وأن يحلموا معنا بالمستقبل

رصّعت دار المجوهرات الأمريكية "تيفاني أند كو" Tiffany & Co هذا العام احتفالها بوجودها منذ 150 عاما في العاصمة البريطانية لندن بجواهر إبداعية رافقت تاريخ الدار منذ ولادتها في مدينة نيويورك عام 1837 حتى اليوم، من خلال النسخة الجديدة من معرض "الرؤية والبراعة" Vision & Virtuosity الذي غمر زوّاره داخل عالم حالم من الإبداع الجَسور والابتكار الثائر والحرفية المتفوقة، التي أسهمت معا على مدى عقود في تحويل الماسات الاستثنائية والأحجار الكريمة الملونة النادرة إلى تصاميم فنية أحبها العالم بأسره.

زرنا أقسام المعرض السبعة المحتفية بإرث الدار، مع ماساتها المدهشة، وفيلم "الإفطار عند تيفاني"، وتحف مجموعة المجوهرات الراقية التي تحمل عنوان "الكتاب الأزرق"، وخواتم الحب التي اشتهرت بها الدار منذ القرن التاسع عشر، وتصاميم أهم مبدعي الدار مثل "جان شلمبرجيه" الذي حوّل كنوز الطبيعة إلى مجوهرات خيالية، و"إلسا بيريتي" التي تميزت أعمالها الأيقونية بجمالها النحتي العصري. الجزء الأول من المعرض جسّد روح الإبداع الشجاع الذي يتجلى في كل جانب من جوانب الدار، من خلال بعض أجمل تصاميم الدار من الأمس واليوم، وصولا إلى التركيبات الفنية التي زينت نوافذ عرض متجرها الأساسي في مدينة نيويورك.

1

أما القسم الثاني، فأدخلنا إلى قلب عالم "تيفاني أند كو" وروابطها بالثقافة الشعبية من خلال الأفلام والموسيقى والرياضة والأدب، وعرضت الدار فيه مثلا علبة "تيفاني" الزرقاء، وسوار "بون" Bone الشهير الذي صممته "إلسا بيريتي"، والجوائز الرياضية التي نحتتها الدار، إضافة إلى الرخصة الملكية التي منحتها الملكة "فيكتوريا" إلى "تيفاني أند كو" في ثمانينيات القرن التاسع عشر، والتي تسلط الضوء على العلاقة التاريخية بين الدار الأمريكية والمملكة المتحدة.

تحتفي الغرفة التالية بمجموعة المجوهرات الراقية السنوية التي تحمل اسم "الكتاب الأزرق" Blue Book ؛ قبل أن تخبرنا المحطة الرابعة عن قصة "تيفاني" والحب التي بدأت عام 1886 حين أطلق مؤسس الدار "تشارلز لويس تيفاني" خاتم الخطوبة العصري الأيقوني "تيفاني سيتينغ"، وتستمر اليوم مع أحدث رموز عهد الحب التي تبتدعها الدار. الوقفة الخامسة أخذتنا إلى كواليس فيلم "الإفطار عند تيفاني" العائد إلى عام 1961 ، مع معروضات تاريخية مثل الفستان الأسود الأصلي من "جيفنشي" الذي ارتدته "أودري هيبورن" في المشهد الافتتاحي، والنص الأصلي الذي يحمل تعديلات "أودري هيبورن" المكتوبة بيدها. ونفهم في المساحة السادسة كيف أصبحت "تيفاني أند كو" السلطة العالمية للماس، من خلال تحفها الماسية المذهلة، ومجوهرات التاج الفرنسي التي اشتراها مؤسس الدار، وغيرها من القطع المتلألئة التي تعكس إرث الدار المرصع بالماس.

1

وينتهي المعرض مع فصل سابع أخير تشرق فيه ماسة "تيفاني" الصفراء الأسطورية التي تزينت بها أربع نساء فقط على مر التاريخ، والتي بدأت قصتها عند اكتشاف الحجر الأصلي الخام في جنوب إفريقيا عام 1877 قبل أن يشتريه "تشارلز لويس تيفاني"، ويحوّله أحد المشاغل الباريسية بإشراف "د. جورج فريدريك كونز" إلى الحجر الوسادي البراق بعيار 128.54 قيراط و 82 وجها.

بعد هذه الرحلة الاستثنائية داخل عالم "تيفاني أند كو"، التقينا برئيسها التنفيذي "أنتوني لودرو" Anthony Ledru الذي انضم إلى الدار عام 2021 ، وسألناه عن رسالة المعرض، ورؤيته للدار وتصوره لمستقبل منتجاتها، وما يمكننا أن نتوقعه من مفاجآت نفيسة جديدة تتابع الحوار بين الإرث والحداثة، وبقينا كما يتمنّى "لودرو": مولعين بدار "تيفاني أند كو"..

ما الذي تمثله "تيفاني أند كو" بالنسبة إليك؟ وهل يمكنك أن تحدد ما تعنيه لك هذه العلامة في ثلاث كلمات؟

بالنسبة إلي، إن "تيفاني" هي سحر العلبة الزرقاء. وهنا يكمن هدف معرض "الرؤية والبراعة": في إطلاق شرارة سحرية، في نسج حلم، في إيجاد صلة وصل حقيقية، في جعل الناس مولعين بعالم "تيفاني". أتمنى لو تبنى كل زائر للمعرض قول "أودري هيبورن" الشهير في فيلم "الإفطار عند تيفاني": "أنا مهووسة بتيفاني!".

1

انضممت إلى دار "تيفاني أند كو" في العام الماضي. ما الذي تريد أن يعرفه الناس عن "تيفاني"؟

نعمل على إحداث تطور، لا ثورة. صفقة الاستحواذ على الدار كانت الأضخم في تاريخ قطاع السلع الفاخرة، وهو ما يعني أن أسس العلامة راسخة في المكان الصحيح. نحن نؤمن بأن "تيفاني" فريدة بما تقدمه إلى زبائنها، وهو توازن دقيق بين الإرث والحداثة يشكل جزءا لا يتجزأ من حمضها النووي. ولدت "تيفاني أند كو" عام 1837 ، وهي إحدى أقدم الشركات الأمريكية على الإطلاق، وليس فقط في مجال العلامات التجارية الفاخرة. هذا التاريخ يحمل معه إرثا عريقا يضم عالما واسعا وسخيا من الابتكار المتنوع بجمالياته، والمحافظ دوما على حداثته. مهمتنا الفعلية الآن هي مشاركة الناس أسباب ارتباط إرث "تيفاني أند كو" بهذا العصر والأسباب التي تبقيها معاصرة. معظم العلامات التجارية تختار إما الإرث أو الحداثة، لكننا نمزج القليل من الاثنين، وكأننا نجمع العالم القديم أي أوروبا بالعالم الجديد أي أمريكا، تماما كما فعل مؤسس الدار "تشارلز لويس تيفاني" في البداية حين سافر حول العالم للمشاركة في المعارض الدولية (حتى إنه فاز بميدالية ذهبية في باريس، الأمر الذي كان غريبا جدا وقتها لعلامة أمريكية). إذا، نريد أن نخبر قصتنا، وأن ننقل إلى الناس رسالة هذا الإرث الحديث بشكل مرئي وواضح. وهذا هو تماما ما حاولنا فعله في حملة "أباوت لوف" التي رأينا فيها أشهر جوهرة في العالم، وهي ماسة "تيفاني" الصفراء التي تتنفس حياة مع "بيونسيه" و"جاي-زي"، وكأننا نرى لقاء بين العالمين القديم والجديد. حتى حين يتعلق الأمر بمجموعات المجوهرات الراقية، إننا نقدمها بطريقة قريبة من الناس ونمط عيشهم، فنظهر كيف يتزين بها أشخاص حقيقيون. وهو ما نريد أن نعكسه أيضا من خلال متاجرنا التي نعتبرها المكان الملموس الذي يجسد عالم علامتنا، والمكان الذي يجب أن يخبر قصتنا بقوة أكبر.

1

لدار "تيفاني أند كو" إرث غني للغاية يشمل اكتشاف الدار أحجار "مورغانيت" و"تسافوريت" و"كونزيت". هل ستخبرون قصص هذه الأحجار أيضا؟

سننظم فعاليات خاصة مكرسة لهذه الأحجار. صحيفة "نيويورك تايمز" أعطت "تشارلز تيفاني" وشركته في القرن الماضي لقب "ملوك الماس" بعد أن اشترى ثلث مجوهرات التاج الفرنسي، واشترى ماسة استثنائية عيارها نحو 300 قيراط وحوّلها إلى الماسة الصفراء الشهيرة بعيار 128.54 قيراط التي لم ينوِ بيعها. كانت هذه الخطوة الأخيرة ريادية وجريئة في ذلك الوقت، فاخترع حينها أسطورة حول هذه الماسة التي لم تتمكن من لمسها أو وضعها سوى أربع نساء على مر التاريخ. لكننا نريد تسليط الضوء أيضا على تاريخنا الاستثنائي في اكتشاف الأحجار الجديدة من خلال فعاليات ونشاطات مثيرة للاهتمام مكرسة لها.

كيف تخطط لتحديث الدار وتجديدها من خلال منتجاتها؟

سنمضي قدما ونواصل الارتقاء بمنتجاتنا، ونركز على منتجاتنا الأيقونية وأركان هويتنا. الإرث موجود، والماسات موجودة في هذه الدار التي تعتبر سلطة الماس. من بين أهم المنتجات التي ورثناها مثلا عن مؤسسنا، خاتم الخطوبة العائد إلى عام 1886 ، والذي ما زال أكبر رمز للحب. وبالنسبة إلى مجموعة المجوهرات الراقية التي تشهد نشاطا كبيرا اليوم، سنركز من خلالها على إبداع المصمم "شلمبرجيه" الذي يمثل بالنسبة إلينا أرقى أسلوب إبداعي لدى الدار. "شلمبرجيه" كان صانعا "متسلسلا" للتصاميم الأيقونية، مثل سوار "جاكي" وتصميم الطير على الصخرة. كل ما لمسه كان بالفعل سرياليا وخياليا وحالما، وتبقى أعماله حتى اليوم مصدر الإلهام الأساسي لمجوهراتنا الراقية. المجموعات المصنوعة من الذهب تهمنا كثيرا أيضا، ومنها مجموعة "تيفاني تي" Tiffany T التي حققت نجاحا تاريخيا في غضون سبع سنوات فقط، وصارت ركيزة رئيسة لنا، أو مجموعة "هاردوير" Hardwear الجريئة التي لاقت في السنتين الأخيرتين نجاحا كبيرا أيضا، وعكست روح علامة "تيفاني" وروح مدينة نيويورك، أو مجموعة "نوت" Knot التي أطلقناها هذا العام. وسنختم هذه السنة مع إطلاق ضخم أعتبره الأكبر في العقد الأخير، وسيرتبط بمجموعة "تي". ولا يمكننا أن ننسى مجموعات الفضة التي تظل جزءا من حمضنا النووي، منذ البداية حين حدد مؤسس الدار معايير الفضة العالمية مع المستوى الأنقى 925 . الفضة بالنسبة إلينا أشبه بكانفاس الرسام، بما تقدمه من مجال واسع للإبداع في التصميم وفرصة لتقديم الابتكار المرح والمشوق. وسنستمر من خلال مجموعات الفضة بالتعاون مع علامات أخرى وفنانين ومبدعين، كما فعلنا في العام الماضي مع شركة "سوبريم" وأيضا من الفنان "دانييل أرشام".

1

دار "تيفاني أند كو" معروفة أيضا بالهدايا مثل الأواني الفضية وغيرها. هل ستواصلون تطوير هذا القسم؟

نطلق مجموعة جديدة للمنزل والإكسسوارات المختلفة. هذا القسم كان صامتا في السنوات الأخيرة، لكن عالم الهدايا أحد جوانب وعد العلبة الزرقاء. فحين كان يرسل مؤسس الدار كاتالوغ “الكتاب الأزرق” الشهير إلى زبائنه، كان يرفقه بثلاثة منتجات لم يطلبوها، واستطاعوا وقتها إبقاءها أو إعادتها.

بالعودة إلى معرض "الرؤية والبراعة" الذي وصفته بالجسر بين التقليد والحداثة، هلا أخبرتنا أكثر عنه؟

قبل كل شيء، إن هذا المعرض هو فرصة للوقوع مجددا في غرام "تيفاني". في دور "هولي غولايتلي" في فيلم "الإفطار عند تيفاني"، قالت "أودري هيبورن" جملتها الشهيرة عن ركوبها في سيارة أجرة وذهابها إلى متجر "تيفاني"، حيث لا مجال لحصول "أي شيء سيئ". سنقول إننا غيّرنا هذا القول قليلا اليوم على الطريقة الأمريكية، ونتمنى ألا تجري سوى الأمور الجيدة جدا في "تيفاني"! نريد أن نسرد قصتنا ونساعد الناس على اكتشاف تاريخنا الغني ومعرفة المزيد عن إرثنا. لذلك نشاركهم من خلال هذا المعرض أشياء كثيرة تعزز روابطهم بعلامتنا، مثل النص الأصلي لفيلم "الإفطار عند تيفاني" وفستان "جيفنشي" الأيقوني الذي ارتدته "أودري هيبورن" في الفيلم، والقصة الحقيقية خلف "الكتاب الأزرق"، وجذور اللون الأزرق الذي صار توقيع الدار الأشهر، والجوائز الفضية التي صممتها الدار للاحتفاء بالتفوق في عالم الرياضة، وصارت جزءا من الثقافة الشعبية، وإبداعات "بيريتي" و"شلمبرجيه" وغيرهما للمهتمين أكثر بالتصميم. نريد للناس أن يفهموا لماذا لا تزال "تيفاني أند كو" على صلة بالحاضر، وأن يحلموا معنا بالمستقبل وكل ما سيحمله. مفتاح رسالة المعرض هو الإرث الحديث والتفاعل بين الأمس واليوم.

1

لدى إعداد هذا المعرض، كيف اخترتم القطع التاريخية من أرشيف الدار وبنيتموه حولها؟

لدينا أرشيف كبير موجود في مكان قريب من مدينة نيويورك. وقد لجأنا إليه طبعا لإقامة هذا المعرض الذي صار أكبر معرض نقدمه حتى اليوم مع 400 قطعة ثلثها جديد. أحد واجباتنا هو أن نواصل مفاجأة الناس وتسليتهم، وبذلك سنطور المعرض، ونغيره ليكون ملائما لكل وجهة يزورها. في هذه النسخة اللندنية مثلا، عرضنا للمرة الأولى الرخصة الملكية التي منحتها الملكة "فيكتوريا" للدار في ثمانينيات القرن التاسع عشر، وأقراط أذن من تصميم "تيفاني أند كو" وضعتها الأميرة "ديانا".

ذكرت أن ثلث المعروضات جديد. هل يعني أنكم تعرضونها للمرة الأولى أم أنكم اشتريتموها حديثا؟

هي قطع تراثية من تاريخنا اشتريناها حديثا، وقد اقتنينا في الأشهر ال 16 الأخيرة أكثر من خمسين قطعة عرضنا بعضا منها في هذا المعرض، واحتفظنا بالبعض الآخر للعرض عند إعادة افتتاح متجرنا الرئيس في نيويورك. إن شراء القطع التراثية عملية مستمرة تسهم في بناء أرشيفنا، لذلك نبحث دوما عن المزيد من هذه الكنوز النفيسة، لكنه ليس بالأمر السهل، فتعريف الكنز أنه شيء لا نعرف مكانه!

كيف ستغيرون المعرض في وجهاته المختلفة خلال جولته العالمية؟

سنكيف المعرض مع كل وجهة، بحيث سنغير قليلا الصيغة والسينوغرافيا، كما ننوي تعديل ما يتراوح بين 25 و 30 في المئة من القطع المعروضة. لكن ستكون هناك أشياء ثابتة طبعا، مثل ماسة "تيفاني" الصفراء التي أعتقد أنها ستكون في كل معرض.

1

هل سيزور المعرض منطقة الشرق الأوسط؟

الشرق الأوسط منطقة تهمنا كثيرا، ونريد أن نتحدث إلى مختلف أجيالها. في نهاية هذا العام، سنقيم فيها فعالية ضخمة جدا ونعيش فيها لحظة لم تعش الدار مثلها في الشرق الأوسط حتى اليوم. سيكون الحدث أقصى تعبير عن هوية علامتنا. وبالنسبة إلى هذا المعرض تحديدا، فمن الممكن أن نقدّمه في إحدى المدن الشرق أوسطية في المستقبل، لكن ذلك لن يحصل في العام الآتي، بل على الأرجح في الأعوام اللاحقة، وذلك لأننا نستثمر بشكل ضخم في سوق الشرق الأوسط على مدى السنتين المقبلتين. يجب أن يقام المعرض في اللحظة المثالية.

ما الذي يمكنك أن تشاركنا إياه عن مشروع الإطلاق الذي سنكتشفه في نهاية هذا العام؟

الشيء الوحيد الذي يمكنني أن أقوله عن حدث الإطلاق هو أنه متعلق بعالم المجوهرات الفاخرة، وأنه ملائم للنساء والرجال، وأن التصميم بمنتهى النقاء والصفاء. نتوقع له نجاحا ضخما.

ذكرت "بيونسيه" و"جاي-زي" وأهمية التحدث إلى الجيل الصاعد أيضا من خلال مشاريع تعاون مثل الشراكة مع "سوبريم". هل ستعلن الدار عن سفراء جدد لها ومشاريع تعاون مشوّقة؟

يمكنكم توقع الكثير من مشاريع التعاون الجديدة، والمبادرات الخاصة بمناطق معينة مثل القارة الآسيوية. ومن خلالها، سنتفاعل مع جمهور كبير جدا وأجيال عديدة. في النهاية، إن كل من يزور متجر "تيفاني" يستطيع أن يجد فيه شيئا له، فيغادره مع العلبة الزرقاء والكيس الأزرق.