ألوان وبهجة وجرأة ابداعية في مجموعة المجوهرات الراقية الجديدة من بوشرون Boucheron

كشفت دار "بوشرون" Boucheron هذا الأسبوع عن أحدث مجموعاتها من المجوهرات الراقية دعتها"هولوغرافيك" Holographique وقد صورت هذه المجموعة العلاقة بين الضوء والألوان. وبفضل طلاء تقني مبتكر، أسرت الدار التأثير الهولوغرافي الذي نراه في ظواهر طبيعية مثل الأضواء القطبية وقوس قزح وقدمته في قطع مجوهرات فريدة غنية بالبهجة والألوان والابتكار.

يتكون الجزء الأول من المجموعة من قطع مرصعة بالأوبال، وهو حجر يقدم التأثير الهولوغرافي بشكل طبيعي. فيما يتكون الجزء الثاني من قطع معالجة بطلاء هولوغرافي، طورته الدار بالتعاون مع شركة فرنسية متخصصة.

التقت "هي" مع "كلير شوازن" Claire Choisne، مديرة الدار الإبداعية وجالت معها في عالم المجوهرات والإبداع التي تعيشه الدار العريقة وتهديه لعالم الجمال بصورة مختلفة مختلفة غنية بالبهجة مفعمة بالابتكار.

 

تاريخ من الإبداع

"كلير شوازن" تتبع نهج مؤسس الدار في ما تقدمه من ابداعات، وتسير على خطاه في ابتكار تقنيات جديدة واستخدام مواد غير مألوفة في مجموعات المجوهرات الراقية. ودار "بوشرون" عريقة وقديمة فقد أسسها "فريدريك بوشرون" عام 1858. وفي العام  1893 كان سباقا بأن افتتح في ساحة فاندوم بوتيكا، ليكون أول الصاغة في هذه الساحة الشهيرة. ومازال هذا البوتيك يشع في رقم 26 إلى يومنا هذا.

وقد أصرت دار "بوشرون" Boucheron دائما، ومنذ تأسيسها، على الابتكار والابداع في انتاجها مع التركيز على العاطفة وجمال التعبير وحرية المرأة. ووجهت التطور التقني نحو العاطفة في تصاميم تجمع بين روح العصر وفلسفة تتخطى حدود الزمن. تتحدث "كلير شوازن" عن فلسفة "فريدريك بوشرون" مؤسس الدار وعن أسلوبه ونظرته الجمالية فتقول: "إن فلسفة الدار ورؤيا مؤسسها تتركز حول حرية الإبداع، فهو كان حرا وجريئا فيما قدم، سواء بابتكاره تقنيات جديدة أو باستخدام مواد جديدة كان أول من أدخلها على عالم المجوهرات الراقية".

حرية الإبداع والجرأة تتمثل جلية في مجموعات المجوهرات الراقية التي تقدمها الدار وهي الوحيدة التي تقدم مجموعتين كل عام. فهي تطلق في مطلع العام، تزامنا مع أسبوع الكوتور في شهر يناير، مجموعات "استوار دو ستيل" Histoire de Style التي تروي قصصا ابداعية وتستكشف انماطا مختلفة وعصرية مستوحاة من أرشيفاتها الغنية. أما في يوليو، وتزامنا مع اسبوع الكوتور أيضا، فتكشف الدار عن مجموعات "كارت بلانش" Carte Blanche التي ترتكز على الابتكار وتقدم مجوهرات لها لمسة شاعرية راقية وهمسة أحلام.

عند سؤال "كلير شوازن" أي المجموعتين أقرب إلى قلبها، قالت أن لكل منهما عملية ابداعية مختلفة، ففي "استوار دو ستيل" تغوص في أرشيف الدار لتفسر أسلوبا معينا بطريقة عصرية وجديدة، أما في "كارت بلانش" فتسخر الابتكار لتعبر به عن حلم ابداعي وتجسده في قطع ثمينة. وتشير "شوازن" إلى أن مجموعات "كارت بلانش" قد تكون أكثر حميمية وهي تسمح لها ولفريقها باطلاق العنان لمخيلتهم وتعطيهم حرية الإبداع.

 

نهج الابتكار والتجديد

ابتكر مؤسس الدار "فريدريك بوشرون" قطع مجوهرات تتخطّى حدود الزمن وكان سباقا في استخدام مواد جديدة واهتم بتطوير تقنيات جديدةو وضعها في خدمة التصميم الجميل. نذكر من التقنيات السباقة تصميم عقد علامة الاستفهام المبتكر، الذي قدمه عام 1879، وهو يتميز بأنه لا يحتوي على مشبك أو بكلة فيلتف حول العنق بانسياب. وفي خطوة جريئة في زمنه، كان "بوشرون" أول من استخدم الكريستال الصخري في المجوهرات وجاوره مع الماس. وهكذا فإن الابتكار أمر أساسي للنهج الإبداعي عند دار "بوشرون"، فتقدم كل مجموعة مجوهرات راقية جديدة فرصة للجمع بين أنواع مختلفة من الخبرات. وسواء من حيث المواد أو تقنيات التصنيع، فإن الابتكار عند "بوشرون" أداة لخدمة الشاعرية.

 

حلم الألوان

إسوارة  "بريزم" Prisme من الذهب الأبيض مرصّعة بالكريستال الصخري المجسّم والماس

تحمل مجموعة "كارت بلانش" هذا العام عنوان "هولوغرافيك" Holographique وتتابع فيها "شوازن" رحلة بدأتها في العام الماضي في محاولة لالتقاط الأشياء غير الملموسة.

فحاولت في العام الماضي التقاط قطعة من السماء وصفائه في مجموعة "كونتمبليشن" Contemplation، أما اليوم ومع "هولوغرافيك" Holographique فهي تلتقط طيف الألوان وقوس قزح في قطعها الفاخرة. وتقول "شوازن": "تتناول هذه المجموعة الصلة بين الضوء والألوان، ولطالما أردت أن أجد تعبيرا جديدا عن الضوء وما يخلقه من طيف الألوان الكثيرة. أحببت أن أقدم فيها الألوان جميعها، فلم أرد أن أختار بينها، وإنما أردت أن أقدمها بطريقة جديدة آملة أن تبعث مشاعر البهجة والفرح والسعادة في من يتزين بها. أردت أن التقط ذلك الشعور بالبهجة الذي يشعر به المرء عندما ينظر الى قوس قزح أو الألوان الشمالية".

 

استلهمت "شوازن" من أعمال الفنان أولافور إلياسون والمهندس المعماري لوي باراغان وصممت مجموعة مكونة من تسعة أطقم، تشمل خمساً وعشرين قطعة فريدة، كل منها تتمحور حول التمثيل الضوئيّ الهولوغرافي للطيف. تقول: " تأخذ المجموعة اسمها من كلمة "هولوغراف" المركبة من كلمتين يونانيتين "هولوس" (كامل) و"غراف" )الكتابة( وهي تعني "تمثيل كلّ شيء". وهنا تلفت هذه الكلمة الى كل الألوان. ترين الألوان هادئة في القطع الأولى ممثلة بالتلون الطبيعي لأحجار الأوبال. أما في القطع الأخرى فيدخل الابتكار التقني وبفضله فإن الألوان تزداد قوة تدريجيا وخلال قطع المجموعة فتصبح على أكبر قدر من الكثافة حين نصل الى الطقم الأخير منها".

 

الطلاء الهولوغرافي

خاتم  "هولوغرافيك" Holographique  من الذهب الأبيض مرصّع بحجر تورمالين وردي بقطع الوسادة بوزن 14.93 قيراطاً، والكريستال الصخري الهولوغرافي، مرصّع بالماس.

تخطت الدار المستحيل للتوصل الى التأثير الهولوغرافي، وفي سابقة جريئة في عالم المجوهرات توجهت الى شركة "سان غوبان" Saint-Gobain، التي تنتج الأضواء لمدرجات المطارات والعدسات مع طلاء هولوغرافي. وبعد عملية أبحاث وتطوير مكثفة نجحوا في التوصل الى طريقة تمكنهم من تطبيقه على المجوهرات لإعادة تشكيل ثراء الألوان وسحر الطيف من خلال رش المعادن الثمينة (الفضة والتيتانيوم) بدرجة حرارة عالية على السيراميك أو الكريستال الصخري. وبما أن الألوان هي في صميم المجموعة، رُشت كل قطعة بعشر طبقات من الطلاء الهولوغرافي للحصول على النتيجة المثالية.

وتعبر "شوازن" عن فرحتها الغامرة بالنتيجة، خاصة وأن الألوان في القطع تختلف بحسب سطوع الضوء وزاوية الرؤية والتباين مع الجلد. لكنها أشارت الى بعض التحديات التي واجهتهم عند صياغة هذه القطع، فقد كان من الصعب جدا التحكم بالألوان التي تنتج عن الطلاء، ولذلك أجريت الكثير من الاختبارات للتوصل الى الألوان المرجوة. وقد أثرت هذه العملية على أسلوب التصميم، فغالبا في عالم المجوهرات يتم اختيار الحجر الكريم الذي يرصع القطعة أولا. وإنما في القطع التي رشت بالطلاء الهولوغرافي تم اختيار الأحجار الكريمة وفقا لما يناسب الألوان المنتقاة من هذا الطلاء.

 

أزهار المستقبل

تخطت دار "بوشرون حدود المجوهرات الراقية في عام 2018 عندما قدمت بتلات أزهار حقيقية حولتها الى جواهر أبدية في قطع "فلور ايترنيل" Fleurs Éternelles في مجموعة "ناتور تريومفانت" Nature Triomphante. وهي اليوم تستكمل هذا الخط بقطع "كروماتيك" Chromatique (لمعان) فتقدم زهور الفاوانيا والبنفسج وإنما بشكل مستقبلي لتبدو وكأنها زهور خيالية حيث يضفي تغيير الألوان الشبه سريالي المزيد من اشتعال الضوء. احتفلت هذه القطع بجمال الطبيعة، ذلك الموضوع الأثير عند الدار، بواقعية فائقة حيث مسحت كل بتلة من الفاوانيا والبنفسج لإعادة انشاء خطوطها وأحجامها بأكبر قدر ممكن من الدقة ثم نحتت بالسيراميك الأبيض. يتكون هذا الطقم من خاتمين وبروش، زينت جميعها بالطلاء الهولوغرافي وصنعت أيضا من الذهب الأبيض والتيتانيوم ورصعت بالأحجار الكريمة. رصع البروش بحجر تورمالين أخضر من الموزمبيق عيار 25.01 قيراطا، ورصع خاتم بحجر تورمالين وردي عيار 12.73 قيراطا، والخاتم الآخر بحجر زبرجد أزرق عيار 2.83 قيراطا.

 

طبقات متألقة

تتلاعب "كلير شوازن" بانعكاس الضوء ودرجات الشفافية في تصاميمها، فهي تختار قطع الماس المختلف في قطع المجوهرات بكل عناية وتستخدم الكريستال الصخري المصقول وغير المصقول كي تحدث تأثيرا جماليا معينا. وهي في هذه المجموعة تضيف عنصر الألوان الى هذه العناصر التصميمية ففي طقم "فيسو" Faisceaux (قبس الضوء) تتلاعب بشفافية الكريستال الصخري المنحوت الذي يعتلي تصميم "جاك" Jack المصنوع من الذهب الوردي المرصع بالماس. فيبدو الماس الأبيض ملونا مع تغير الضوء بسبب تأثير الطلاء الهولوغرافي على الكريستال الصخري.

 

قطع أيقونية بتفسير مستقبلي وعصري

تجدد "شوازن" بعض القطع الأيقونية في هذه المجموعة، فتقدم عقدا وإسوارا وخاتما بتصميم "تورك" Torque في طقم "هايلو" Halo (هالة) وبطلاء هولوغرافي فيبدو اللون وكأنه ينهمر مثل الماء على الكريستال الصخري. أما موتيف "سيربينت بوهيم" Serpent Bohème فيتجدد في طقم "ليزر" Laser  الذي يتماوج بألوان الطلاء الهولوغرافي على السيراميك ويتألق بأحجار الزبرجد الأزرق والماس.

قطعت أحجار الكريستال الصخري في خاتم وأقراط الأذن المتدلية في طقم "بريزم" Prisme بقطع الإجاص الممدود وبقطع خاص لقاعدة الحجر كي ينعكس الضوء بأحلى شكل. أما السوار فيتكون من صفوف متعددة من الماس المتراصف والكريستال فتتلاعب الصفوف بالضوء بشكل بديع فتبدو وكأنها تعكس ألوان قوس قزح.

التأثير الهولوغرافي الأقوى يتمثل في طقم "هولوغرافيك" Holographique ، الذي يحمل اسم المجموعة. وقد شكلت صناعة العقد التحدي الأكبر، فهو مصنوع من شرائح الكريستال الصخري بالغة الرقة، والتي يبلغ سمك كل منها نحو مليمترين فقط. واختيرت كل منها ومن ثم مكان تركيبها في العقد حسب تدرج الألوان فيها للتوصل الى نتيجة تشابه قوس قزح مع تغير الضوء. كما رصعت كل شريحة بالماس وأكمل العقد حجر ياقوت أصفر من سيلان عيار 20.21 قيراطا. وقد ابتكر حرفيو الدار المهرة تقنية تسمح للعقد أن يكون مرنا ومريحا.

 

ألوان الطيف في أحجار الأوبال

تضمنت المجموعة ثلاثة أطقم تعكس طيف الألوان باستخدام أحجار الأوبال. كان أولها "أوباليسانس" Opalescence الذي صيغ باستخدام تقنيات عريقة لتقديم تفسير عصري. زُيّن العقد وقرط الأذن بتعشيق الأوبال وبطلاء اللكر بأسلوب "بليك أجور" Plique-à-jour الشفاف. وفي عقد "أوباليسانس" Opalescence الاستثنائي تسبح سمكة بيتا على صفوف من خرز الأوبال، يبلغ إجمالي وزنها 1518.78 قيراطا. كما رصعت السمكة بحجرة أوبال أبيض عيار 71.69 قيراطا، وطليت زعانفها باللكر بتقنية "بليك أجور". أما مشبك العقد، فتتدلى منها حجر أوبال عيار 46.91 قيراط. ويمكن نزع السمكة للتزين بها كبروش.

أما طقم "أوند" Onde فهو يلتقط إشراقة الضوء المرتدّ عبر سطح الأمواج الرقيقة، فيبدو الضوء أبيض مع الماس عند العنق، ويتغير لونه تدريجيا مع صفوف الأوبال.

تزداد ألوان الأوبال قوة في طقم "اليوجن" Illusion الذي يتضمن ثلاثة خواتم مرصعة بأحجار مركزية من الأوبال الأسترالي والأثيوبي. وتتزاحم الألوان مع الأحجار الكريمة الملونة التي ترصعها والتي اختيرت حسب الظلال اللونية في كل حجر أوبال لتؤكد التأثير الهولوغرافي.

 

وهكذا تطل مجموعة  "هولوغرافيك" Holographique رشيقة أنيقة جديدة، طامحة أن تدخل البهجة الى قلوب زبائن الدار بعد سنة شحّ فيه الفرح وذبلت الابتسامات.

 

 

style type="text/css">.video1{ display: none; }