ماسة تيفاني.. تحفة أيقونية في عالم الفن السابع

لدى الحديث عن ماسة تيفاني الصفراء من دار "تيفاني أند كو" Tiffany & Co ، لا يسعنا سوى استرجاع صورة الأيقونة الراحلة أودري هيبورن التي اشتهرت في ارتداء عقد تتوسطه تلك الماسة الأشهر والأنقى في العالم من توقيع الدار العريقة، والتي صممها جان شلمبرجير، فظهرت بها هيبورن في الحملة الترويجية لفيلم "إفطار في تيفاني" في عام 1961.

تعتبر تلك الماسة بتاريخها وقصتها المميزة، من الأحجار التي تفتخر بها دار «تيفاني أند كو »، لأنها أصبحت جزءا لا يتجزأ منها، ومن تاريخها. فبعد اكتشافها في منجم كيمبرلي في جنوب إفريقيا في عام 1877 ، حازت الدار ملكيتها في العام التالي حين اشتراها السيد شارلز لويس تيفاني بمبلغ 18 ألف دولار، وهو ما أكسبه لقب "ملك الماس". كانت تلك الجوهرة تزن حينها ما يقارب ال 287.42 قيراط، ثم كُلُّف خبير المجوهرات حينها لدى تيفاني جورج فريدريك كونز، بدراسة وتصميم شكل مناسب لها.

هي قطعة نادرة وفريدة من دون شك، فعلى مرّ الزمن لم يتسنَّ سوى ل 3 نساء فقط فرصة التحلّي بها منذ اكتشافها. فقبل أودري هيبورن، في عام 1957 ، تزيّنت السيدة شيلدون وايتهاوس بها في حفل خاص لدار تيفاني، حيث جرى تثبيتها على عقد من الماس الأبيض. وفي عام 2019 ، استُخرجت الماسة خصيصا من خزينة "تيفاني" من أجل النجمة ليدي غاغا التي حبست الأنفاس بإطلالتها في حفل الأوسكار بتلك الماسة الأسطورية.

تيفاني في "جريمة على نهر النيل" 

لطالما عرفت "تيفاني أند كو" كيفية تجسيد الجمال والتألّق والاحتفاء بالتقاليد والأفكار السبّاقة، لذا فهي تحضر بشكل بارز اليوم في فيلم "جريمة على نهر النيل" للمخرج كينيث براناه، والذي سيبدأ عرضه في دور السينما ابتداء من ال 18 ديسمبر. في أبرز مشاهد الفيلم المشوّقة، تتزيّن الممثلة غال غادوت التي تؤدي دور لينيت ريدجواي دويل بنسخة طبق الأصل من ماسة "تيفاني" الشهيرة التي تضفي على إطلالة النجمة الكثير من الرقي والجاذبية. كما تتألق لينيت مع صديقتها جاكلين دي بلفور، التي تؤدي دورها إيما ماكي، بمجوهرات من تشكيلة ®Tiffany Victoria الفريدة بتصاميمها الأيقونية وقطع الألماس الفاخرة ذات القطع اليدوي. كما تتزين جاكلين دي بلفور وأوفيميا التي لعبت دورها الممثلة آنيت بينينج بمجوهرات من تشكيلة ®Schlumberger من "تيفاني أند كو".

قطع مميزة لإطلالات تشعّ بريقا

عن ذلك التعاون المثمر، أكّد لنا باكو ديلغادو، مصمم أزياء الفيلم أن هذا العمل الفريد مع دار "تيفاني أند كو"، أتاح له ولفريق العمل التعرّف عن كثب إلى الدار، والعمل مع مجموعة من تصاميمها الأيقونية، ولا سيما تشكيلة Schlumberger التي تواكب زمن الفيلم، وتستقطب المشاهد المعاصر. أما حول كيفيّة إبصار التعاون النور، فصرّح ديلغادو بأنّ الفكرة ولدت من رحم سيناريو الفيلم، حيث كانت قلادة ماسة "تيفاني" الأيقونية جزءا منه، وهو ما سّهل الطريق أمام تعاون مثمر وشامل مع علامة "تيفاني أند كو" التي تُعد برأيه من أشهر دور المجوهرات والأحجار الكريمة في العالم، فضلا عن ماسة "تيفاني" بحدّ ذاتها التي تشكل تحفة فنية ساحرة بجمالها وألوانها.

لا شكّ في أن للمجوهرات تماما كالأزياء دورا بارزا في إضفاء رونق ولمسة من الرقي على إطلالات الممثلين. أما بالنسبة للجلسة الأولى لتجربة التصاميم مع النجمة غال غادوت، ولحظة ارتدائها للنسخة طبق الأصل من القلادة النادرة، فكان الأمر مشوقا للغاية، ويذكر مصمم الأزياء أن فرحة غادوت لدى معرفتها بأنّها سترتدي القلادة الأيقونية، كانت لا تُوصف. أثناء التحضير لفيلم "جريمة على نهر النيل"، استمدّ ديلغادو مصدر إلهامه لدى تصميم الأزياء من عناصر متنوّعة كاللوحات والتحف الفنيّة والصور، وهنا بشكل خاص من مجوهرات تيفاني التي استوحى منها الكثير خلال التصميم.

فالمجوهرات قطع فنية بحد ذاتها، تضفي لمسة فريدة من الألوان والبريق إلى إطلالة الممثلات وشخصياتهن، ولا سيما قلادة "ماسة تيفاني" التي تصدّرت حسب قوله القائمة، فضلا عن مجموعة Schlumberger التي كانت أيضا خيارا فريدا. يُذكر أن أحداث الفيلم تجري في ثلاثينيات القرن الماضي، إلا أن الأزياء والإطلالات في الفيلم، تتميز بطابع يتماشى مع مختلف الأزمان. اختار ديلغادو وفريقه مزيجا من القطع العصرية والتقليدية في كل أجزاء الفيلم، وحاول انتقاء القطع الكلاسيكية التي تتألق ببصمة جمالية. أما بالنسبة للقطع العصرية، فحرص على تصميم إطلالات معاصرة كان من الممكن التألق بها في ثلاثينيات القرن الماضي