محاور المشاهير عدنان الكاتب يحاور الرئيس التنفيذي لدار Chaumet جان-مارك مانسفيلت

حوار: "عدنان الكاتب" Adnan AlKateb

 

بمناسبة مرور 240 سنة على تأسيسها، أعادت دار المجوهرات العريقة "شوميه" Chaumet في فبراير فتح أبواب عنوانها التاريخي في 12 ساحة فاندوم في باريس، بعد أن أعادت تصميم المساحات والديكور في هذا المكان المميز الذي رافقها منذ سنة 1812، وما زال قلبها النابض. تجديد المبنى جمع بين التقليد والحداثة، ليسلط الضوء على ركائز الدار، مثل البراعة المتجلية في مشغل المجوهرات الراقية، والإرث الثقافي المتجسد في الصالونات الكبيرة، والعلاقة المميزة مع الزبون في البوتيك. واحتفالا بالافتتاح، قدمت الدار مجموعة المجوهرات الراقية الجديدة المحدودة الكمية "تريزور دايور" Trésors d’Ailleurs التي تتألف من خواتم معمارية التصميم ودقيقة التفاصيل. "هي" كانت من بين الضيوف الذي حضروا أمسية أنيقة أقامتها الدار بمناسبة إعادة افتتاح موقعها الأيقوني، والتقت برئيسها التنفيذي "جان-مارك مانسفيلت" Jean-Marc Mansvelt الذي أطلعنا على تفاصيل مشروع تجديد المبنى، وتحدّث عن تحدي الحفاظ على النجاح مع مشاريع آتية يمكننا انتظارها من مجموعات مجوهرات راقية وعناوين متاجر جديدة، في ظل تقلب الأسواق الحالي.

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

I was delighted to meet for the third time, Jean Marc Mansvelt, CEO of Chaumet at the reopening of #Chaumet boutique in Dubai Mall. I was closely observing the remarkable evolution of this amazing brand since he joined as a leader. Wishing them all the best. أسعدني كثيرا اللقاء للمرة الثالثة مع جان مارك مانسفيلت رئيس دار #شوميه الفاخرة للمجوهرات خلال إعادة افتتاح بوتيك شوميه في دبي مول. راقبت عن كثب التطور المميز للعلامة منذ توليه هذا المنصب. تمنياتي لهم دائما بالتوفيق @chaumetofficial @chaumet_arabia @thedubaimall #Chaumet #شوميه

A post shared by Adnan Alkateb (@adnanalkateb) on

ما التغيير الذي عاشته الدار منذ أن بدأت رحلتك معها؟ وهل أنت سعيد به أم تريد فعل المزيد؟
إن هذا المبنى اليوم هو على الأرجح المثال الأوضح على التغيير، لأنه يروي كل شيء عن هذا التحول من ناحية المستوى، والرقي، والحرفية، والتقليد، والحداثة. حاولنا أن نجسد كل شيء هنا. وأعتقد أننا حققنا إلى حد بعيد ما كان في بال السيد "ارنو" حين طلب منّي أن أوقظ الأميرة النائمة. لذلك أنا فخور جدا لأنه بالفعل يشرح كل شيء. وقد أسعدني رد فعل كل من يعمل لدى "شوميه" تجاه المبنى المجدد، مهما كان تاريخه مع الدار. فمن يعمل لدى "شوميه" منذ أربعين أو خمسين عاما بكى لدى اكتشاف المبنى بحلته الجديدة، أما الجيل الجديد من عائلة الدار ففخور جدا. وجودنا مرتبط ارتباطا وثيقا بالوفاء للقدامى وبإرضاء الجيل الجديد، ويبدو أننا في الاتجاه الصحيح. الشعور العام إيجابي، ولدينا أفكار أخرى للمستقبل، لن نتوقف أبدا.

بِم شعرت لدى انضمامك إلى دار "شوميه" التي استيقظت معك من قيلولتها؟ وكيف ستواصل هذا النجاح وتحافظ على هذا المستوى؟
بصراحة، كان تحديا كبيرا. أعتقد أن الحفاظ على المستوى الجيد يكون عبر العمل دائما على مشاريع وأفكار جديدة. ومن الأشياء التي أتحمس لها كثيرا اليوم هي التفكير في إعادة ابتكار معرض لدار "شوميه". كنت سعيدا جدا بالمعارض الثلاثة الأخيرة التي أقمناها، فكانت رائعة الجمال ونفّذت بمعايير عالية جدا. لكنها ما زالت تقليدية، والطريقة التي يتفاعل بها الناس مع المجوهرات صعبة دائما. من المشاريع الجديدة التي نعمل عليها اليوم، تعاون مع كلية "بينينغين"، حيث يعمل مئة تلميذ مع الأساتذة في السنة الأخيرة قبل التخرج على هذا الموضوع، وهو إعادة اختراع معرض لدار "شوميه" من أجل سرد قصتها. هؤلاء الطلاب الشباب من جيل اليوم، لذلك أنا متحمس ومتشوق جدا لأرى كيف سيعيدون ابتكار طريقة العرض والتفاعل.
مع الزميل عدنان الكاتب

وهل سترد عليهم؟
نعم، لكنني أريد نتيجة طبعا. أعرف نقاط البداية، لكن ليس لدي أدنى فكرة عن النتيجة التي سنصل إليها، وهذا أروع ما في المشروع. بالنسبة إلي، علينا الاستمرار في العمل على أفكار جديدة وتحديات جديدة ومشاريع جديدة. وموضوع المجوهرات الراقية السنوي الحصري أيضا مشوق ومثير للاهتمام، ففي كل مرة نسأل أنفسنا: كيف سنعيد ابتكار شيء؟ وكيف ندفع بالحدود؟
ماذا عن مجموعة الخواتم "تريزور دايور" Trésors d’Ailleurs التي صممتها الدار احتفالا بالافتتاح؟
انطلقنا قبل سنتين من تساؤل حول ما سنقدمه في هذه المناسبة: هل نقدّم تشكيلة محدودة الإصدار أم نبتكر شيئا يحمل رمزا حقيقيا؟ ناقشنا الكثير من الأفكار، والنتيجة اليوم هي "تريزور دايور" مجموعة خواتم رائعة على شكل بيوت، مستوحاة من باريس والشرق الأوسط واليابان والصين. وفي الواقع أردنا أن نحتفل بالدار، وأن نتذكر تقليدا تاريخيا، حيث كان العريس يقدم إلى عروسته في الزفاف بدل خاتم السوليتير خاتما على شكل بيت يرمز إلى البيت العائلي الذي سيبنيانه معا مدى العمر. فأخذنا هذه الفكرة لكوننا دار الحب، وجمعناها بمسألة إعادة ابتكار المبنى، وعملنا مع فريقنا الإبداعي. وكانت النتيجة خواتم راقية، لا مثيل لها. الخواتم قوية ومبتكرة وغير متوقعة ومميزة ببراعتها العالية، لكنها في الوقت نفسه نابضة بالجذور الرمزية والإلهام الحقيقي. ففي كل مرة نحاول تقديم شيء جديد دون تكرار. الخواتم ليست ترجمة دقيقة لمبنى معين، فهذا ليس ما أردنا التعبير عنه، بل حين تراها، تتذكّر مع كل منها بوضوح باريس أو اليابان أو الشرق الأوسط أو الصين، ترى الإلهام الجلي، أما الجوهر فهو الرحلة، وليس الوصف المفصّل.

ماذا عن تحدي افتتاح هذا المبنى الذي استغرق العمل عليه سنتين فقط؟ هل أنت سعيد تماما به؟
المشروع من نواحٍ كثيرة إيجابي جدا. النتيجة تشبه الحلم بنسبة 95 في المئة، بل قد تتخطاه. نعم تطلب سنتين فقط، لكن كان علينا اتخاذ قرار حاسم، لأننا لم نرغب في المخاطرة بهذا الصالون القديم. المبنى يعود إلى عام 1777 ، لذلك إن العمل على البناء مجازفة كبيرة. فقررت قبل عامين عدم المس بهيكل البناء، والعمل فقط على المساحات. أعدنا فتح أبواب، وأعدنا ابتكار مناظر ومشاهد ووجهات نظر، لذلك تطلب التنفيذ سنتين فقط. بعض الأشياء ليست تماما كما حلمت بها، لكننا سنعود إليها ونعمل عليها مجددا. من هذه العناصر مثلا، الطابق الثالث الذي أرى فيه إمكانية لمشاركة إرث الدار أكثر. فكثيرون يزورون "شوميه" من طلاب وباحثين ومؤرخين ويطلبون الغوص في تاريخها وإرثها، والمبنى يفتقر إلى مكان تستقبلهم الدار فيه، ليجلسوا ويمضوا وقتا في التركيز الكامل. فكما ذكرت في لقاءاتنا السابقة، إن جمال أرشيفنا لا يكمن في حفظه داخل خزنة، بل في مشاركته.

يلاحظ الزائر أثناء التجول داخل هذا المبنى العريق ضخامة الغرف، فما الصورة التي تريدون إيصالها عن "شوميه" من خلال تصميمه؟
نعم بعض المساحات كبيرة، لكننا حرصنا مع فريق المشروع على لمسة الفخامة دون رهبة مفزعة أو استعراض للقوة أو النفوذ أو المال. فعلى الرغم من أن المكان كبير، صممنا مساحات مختلفة يعيش فيها الضيف رحلة جميلة واستكشافا تدريجيا. كما فتحنا كل الأبواب لإضفاء شفافية ونور،
فالضوء مهم للمجوهرات، لكن الضوء أيضا هو الحياة. أعدنا هذا المبنى إلى الحياة. وأعدنا الارتفاعات إلى ما كانت عليه في المبنى الأصلي، ورممنا النوافذ، وبالفعل بذلنا قصارى جهدنا. تتميز "شوميه" عن دور المجوهرات الأخرى بوجود اسمين مهمين في تاريخها: "نابوليون" و"جوزيفين". كيف ستواصل الدار الاحتفال بهذا الجزء من إرثها؟ هل من شيء جديد تخططون له مع مجموعة "جوزيفين" الأيقونية؟ نعم، نعمل على شيء جديد للعام المقبل. "جوزيفين" مجموعة رائعة الجمال، لكنها أيضا بارزة جدا
وقوية ومذهلة، و"استعراضية" نوعا ما. فقد تكون تصاميم التشكيلة بالنسبة إلى الجيل الشاب خيارا مبالغا بها، لذلك نعمل مع الفريق الإبداعي على التلاعب بشكل حرف V الذي هو طبعا أساس مجموعة "جوزيفين"، فنحاول أن نمزج شيئا بسيطا بروح المجموعة المدهشة والفاخرة.

مجموعة "بي ماي لوف" استحوذت على قلوب النساء من كافة الأجيال، إلى درجة أننا لم نعد نجدها في الأسواق.  ما رأيك في نجاحها؟
صحيح أنها لاقت نجاحا حقيقيا. ونقاط سعرها ليست باهظة، وهو ما يدفع جيل الشباب إلى اقتنائها. وبالنسبة إلي، هذا أمر مهم، لأنه طريقة لجذب الجيل اليافع إلى عالم الدار، وهنا نؤسس للمستقبل. وما نعمل عليه بالنسبة إلى تشكيلة "جوزيفين" هو محاولة إيجاد هذا المزيج كما في مجموعة "بي ماي لوف"، حيث تكون التصاميم رقيقة ودقيقة وفريدة ورمزية دون أن تكون صارخة.

ماذا عن القطع المحدودة الإصدار؟ هل من الممكن أن تقدموا مثلا قطعا مثل الساعات الثلاث التي صُممت لدبي؟
نحضر تصاميم جديدة، وسنواصل طبعا تصميم القطع المحدودة الكمية في عالم المجوهرات الراقية. في يوليو، سنرى المزيد. وقد استمتعنا كثيرا بالعمل على هذه المجموعة الآتية. حتى إن مجموعة خواتم "تريزور دايور" التي أطلقناها احتفالا بافتتاح المبنى محدودة جدا، فتتألف التشكيلة من 16 قطعة فقط، مع خاتم واحد من كل تصميم. من الجميل أن نقدم من وقت إلى آخر قطعا محدودة جدا، لنقول أيضا: ليس كل شيء موجودا دائما في كل مكان.
فلنتحدث عن السوق اليوم. كيف تتوقع أن تتغير الأحوال في المستقبل القريب؟
ما زلت متفائلا جدا، على الرغم من أن هذه الفترة صعبة جدا علينا وعلى الآخرين. بصراحة، منذ الصيف الماضي، لم تكن الفترة "مشمسة". في الوقت نفسه، نحن نحتفل هذا العام بمرور 240 سنة على تأسيس الدار، فقلت لفريق العمل: خلال 240 عاما مررنا بفترات صعود رائعة وأيضا بتجارب هبوط هائلة، لكننا في النهاية لا نزال هنا. فلنحافظ على هدوئنا وعلى المستوى المطلوب من الحماس. أعتقد أن ما يحصل الآن لن يغير شيئا لنا بالنسبة إلى المستقبل، بل على الأرجح سنراجع فقط التوقيت، لأننا نعاني في كل مكان بسبب اختفاء بعض أبرز الزبائن بين ليلة وضحاها. فمع ما حصل في "دبي مول" مثلا، اختفى فجأة جزء كبير من حركتنا التجارية، لكنه سيعود. أعتقد أنها تجربة مشوقة للفريق، لأن أمامه اليوم فرصة العمل أكثر مع الزبائن المحليين، ومعرفتهم بشكل أكبر. هناك شيء جيد في كل شيء سيئ.
هل تعملون على افتتاح متاجر جديدة؟
نعم، من أكبر مشاريعنا التالية، إعادة افتتاح متجرنا في شارع "نيو بوند ستريت" قبل الصيف. ونجدد متجرنا أيضا في أبوظبي، حيث انتقلنا إلى موقع جديد في مركز التسوق نفسه، وبنينا متجرا أكبر بالمفهوم الجديد. ونحن في مفاوضات افتتاح كثيرة في المنطقة، لنكون ظاهرين أكثر بعد أن كان وجودنا فيها محدودا بعض الشيء. بالنسبة إلى المناطق الأخرى، سنبقى حذرين، لأننا لا نعرف ما قد يحصل بالضبط في المستقبل. نرى الكثير من علامات المجوهرات في فنادق كبيرة حول العالم. هل من الممكن أن نرى "شوميه" في أحد هذه الفنادق أم هذا المفهوم لا يهم الدار؟
أعتقد أنه مثير للاهتمام، لكن السؤال يبقى كيف سنجعله مثيرا للاهتمام وفي الوقت نفسه نضمن أن يكون على المستوى الصحيح. مع الأسف، قد نكون إلى حد ما آخر من يصل. فإذا كان الموقع الذي يطرحه الفندق علينا لا يلائم مكانة "شوميه"، فلن نقبل به. هناك بعض الفرص في الفنادق الكبيرة، وما قد نبحث عنه هو مكان ذو روح تحاكي روح "شوميه". وبعد تحديد المكان، تأتي المفاوضات التي تتطلب وقتا. من أهدافنا، فندقان أو ثلاثة في باريس. ونحاول إقناع الفندق بأن وجود "شوميه" التي ليست موجودة في كل مكان يمنحه لمسة اختلاف وحس تميز. يجب أن نكون موجودين في بعض هذه العناوين، لنواصل رحلتنا مع زبائننا. كنا بعيدين عن كل هذا سابقا كما قلنا، وعلينا العودة. لكن يجب طبعا إقناع من يعمل لدينا، لأنه أمر لم تفعله الدار سابقا. معروف عنك تعاملك الرائع مع كل فريق عمل "شوميه" الذي ينظر إليك على أنك جزء من العائلة وليس على أنك رئيس. هذا هدفي، كلهم مهمون بالنسبة إلي، ودائما أقول لهم: إننا معا في هذه المغامرة، لأنني أثق بكم وتثقون بي. إن ضاعت هذه الثقة، يذهب كل منا في طريقه. طبعا علي أن أساعدهم وأن أعرفهم وأكون إلى جانبهم. أكره لقب الرئيس. أقول للجميع: لا أريد من أحد أن يناديني بلقب الرئيس، بل ب "جان مارك" ببساطة. فالاحترام لا ينبع من لقب. هذا يعززالاحترام، فيعطي فريق العمل أكثر للدار.
ما خطّة "شوميه" الإعلامية؟ وما الطريقة الفضلى لتعزيز وجود الدار في مختلف وسائل الإعلام؟
مع حجمنا اليوم، علينا الاختيار. يجب أن نكون موجودين في قنوات متنوعة، فكل منها يعبّر عن رسالة مختلفة وإحساس مختلف ولحظة مختلفة. لكن بسبب حجم "شوميه"، علينا أن نحصر عدد الوسائل في كل قناة بشكل واقعي. أفضّل أن يكون العدد أقل، لكن بوجود جميل ومنتظم. نعمل مع الوسائل المطبوعة والرقمية، وسنجرب في باريس الإعلانات الخارجية للاحتفال بإعادة الافتتاح. نجرّب، وسنراقب النتائج عن كثب.