محاور المشاهير عدنان الكاتب في زيارة حصرية الى معرض Tiffany & Co في شنغهاي

شنغهاي: عدنان الكاتب Adnan Alkateb

أدهشني معرض "الرؤية والبراعة" الذي أقامته دار المجوهرات الأمريكية العريقة "تيفاني آند كو" Tiffany & Co في شنغهاي بحكايات الماس الفريد والأحجار الاستثنائية والبراعة الفنية التي لا مثيل لها في قطع الماس وقصه.
وخلال زيارتي للمعرض التقيت المدير الفني للدار المصمم الأمريكي "ريد كراكوف" Reed Krakoff الذي عينته الدار سنة 2017 أول مدير فني لها، ليقود سفينة التغيير بلمساته المبدعة المجددة بعينين متجهتين نحو تاريخ الدار ومجوهراتها الراقية والنادرة التي قد خفف غبار الزمن من وميض سطوعها. بعد تخرجه في كلية "بارسونز" للتصميم، عمل "كراكوف" لدى شركة "رالف لورين" خمس سنوات، كما تولى الإدارة الإبداعية في شركة "تومي هيلفيغر"، والإدارة الإبداعية التنفيذية لدى "كوتش"، وأسس علامته الخاصة التي عاشت خمس سنوات.

كيف بدأت حكايتك مع "تيفاني"؟

كبرت مع "تيفاني"، فمن أولى ذكريات طفولتي زيارة متجرها الأساسي في الجادة الخامسة في نيويورك مع والديّ.. ما أروعه! أردت أن أكون جزءا من دار
"تيفاني" منذ أن بدأت مسيرتي في التصميم قبل 25 عاما، ولطالما فكرت في ذلك في خلفية ذهني. وكانت مسألة وقت. اجتمعنا حين صارت "تيفاني" مستعدة بتنظيمها الجديد، إذ لم يكن لديها يوما مدير إبداعي. وكانت اللحظة المناسبة فعلا، فأمضيت بعض الوقت مع الرئيس التنفيذي السابق "مايك كوالسكي"، وكنت وقتها أفكر في بعض الأمور المختلفة. كان لقاؤنا من الأمور التي يكون توقيتها مثاليا في الحياة. انضممت إلى "تيفاني" لأكون أول مدير إبداعي للدار، بعد أن أردت لوقت طويل أن أكون جزءا من العلامة، وأخيرا التقى كل شيء بتكامل في التوقيت المثالي.
ما أولى ذكرياتك عن "تيفاني" قبل انطلاق مسيرتك لديها؟
أولى ذكرياتي في الغرفة المدهشة في الطابق الأول من المتجر الأساسي. لم أكن أدرك بالضرورة معنى ما أراه، لأنني كنت في سن السابعة أو الثامنة فقط، لكنني أتذكر ذلك الشعور البديهي بأنني في مكان سحري، وفي متجر يختلف عن سائر متاجر العالم..
كان مكانا ساحرا كل من فيه متحمّس وسعيد ومتشوق لما سيراه.
ما أول تصميم ابتكرته بعد انضمامك للدار؟
حكاية ابتكاري الأول غريبة نوعا ما. كنت أزور المتجر الأساسي مع شخص أعطاني كوبا ورقيا، وأتذكر أنني رأيت في الكوب شيئا مثيرا للاهتمام. فأخذته وأعطيته لأحد حرفيينا، ونفّذ بالفضة الإسترلينية الصلبة نسخة طبق الأصل عن كوب “تيفاني” الشهير. هذا كان أول ما صممته، وكان بالنسبة إلي رمز "تيفاني" المثالي.
ومن مشاريعي الأولى الأخرى أيضا تقنية ترصيع جديدة لماسة خاتم الخطوبة التي أطلقنا عليها اسم "تي ترو" T True ، وكانت أول تقنية ترصيع جديدة لخاتم "سيتينغ" الأيقوني خلال عشر سنوات. وأتت نوعا ما طبقا لخاتم "تيفاني سيتينغ" الشهير، وقصة الحجر فريدة بشكلها المربّع المعدّل. إذا، قصة حجر فريدة، وترصيع فريد، وأول ترصيع لطراز "سيتينغ" منذ عشر سنوات:
هذا كان أحد الأشياء الأولى التي نفذتها لدى وصولي.

تشهد "تيفاني" تغييرا حاليا. ما رسالتك إلى المرأة العربية حول "تيفاني" الجديدة؟
نعم، نحن في صدد تغيير تلمسه في هذا المعرض. أعتقد أننا لم ننجح في سرد حكاية المجوهرات الاستثنائية التي ابتكرتها "تيفاني" عبر السنين، أو في تسليط الضوء عليها بما يكفي. من الأمور الأساسية التي نعمل عليها جعل هذه القصة أهم وأبرز، والتركيز على المجوهرات المدهشة، والأحجار الرائعة التي تعتبر الأفضل في العالم، والماسات المذهلة، والقطع الكبيرة الفريدة. فهي كلها جزء فعلي من "تيفاني"، لكن لسبب ما لم تركّز عليها الدار لوقت طويل. إننا في الواقع نسترجع ما كان موجودا في السابق وفي تاريخ إحدى أقدم دور المجوهرات في العالم.

نلاحظ ازديادا في الطلب على قطع المجوهرات الكبيرة والاستثنائية والفريدة، هل سنراها من "تيفاني" التي اعتدنا منها على مجوهرات واسعة الشعبية؟
نعم، قد يرى الزبون مجوهراتنا "كاجوال" غير رسمية، ويعتقد أننا نستعمل الفضة الإسترلينية فقط. لكننا في صدد إطلاق مجموعات كثيرة جديدة من الذهب والماس والمجوهرات الراقية. يريد الناس شيئاً مميزاً وخاصاً واستثنائياً، وشيئاً لا يمكنهم الحصول عليه في أي مكان آخر. وهناك طبعا قسم يفضّلمجوهرات متوفرة بسهولة أكبر.

 دار "تيفاني" وفيلم "أودري هيبورن" لحظة خالدة في عالم المجوهرات والسينما، هل سنرى الدار تشارك مرة جديدة في عالم السينما؟
نعم، نعمل في الواقع على مشروع حاليا. وهو ابتكار قطعة بارزة ستكون جزءا من فيلم ضخم.
ماذا عن تاريخ الدار وأرشيفها؟ وهل سيكونان مصدر إلهام لمجموعات آتية؟
سأقول: إن الدار لم تستفد من تاريخها كما يجب، وهو أمر غريب. ربما كانت تجارية أكثر من اللازم في السابق. في السنوات الأخيرة، بدأنا بإظهار جوهرنا وتسليط الضوء على أجمل ابتكاراتنا، وابتكار المزيد من المجوهرات الراقية، والمجموعات الخاصة الحصرية، واستعمال المزيد من الذهب. لم يكن الذهب يلعب دورا كبيرا في مجموعاتنا السابقة.
لن تركزوا فقط على المجوهرات التجارية؟
طبعا لا. إننا نعمل على تطوير مجموعة المجوهرات الراقية وتعزيزها. فهذا ما يؤلّف الحلم للقطع التجارية. لا يمكن أن نكون فقط تجاريين.
ما أجمل قطعة ابتكرتها لدار "تيفاني" حتى الآن؟
برأيي العقد الضيق المستوحى من شكل الجليد المتصدع. أعتقد أنه الأروع، لأنه بطريقة أو بأخرى خالد يتخطى حدود الزمن، لكنك لن تجد ما يشبهه في أي مكان آخر. تطلّب تنفيذه نحو سنة، أمضينا الأشهر الستة الأولى منها في محاولة إيجاد من يستطيع قطع كل ماساته بطريقة متقطعة ومتفاوتة. تطلق الدار هذا العام أيضا عطرين جديدين للنساء والرجال.

هل شاركت فيهما؟
نعم صممت القارورة. هي قارورة جديدة تماما، والمشروع كان مرحا ومسليا، وليس الأول من نوعه بالنسبة إلي، فقد صممت قوارير عطور كثيرة سابقا. القارورة زرقاء وفضية. أزرق قارورة الرجال داكن، وأزرق القارورة النسائية شاحب.
ماذا عن ساعات الدار؟
نعيد إطلاق ساعاتنا تماما. إنتاج الساعات يتطلب وقتا طويلا، فكل تصميم يحتاج إلى سنتين تقريبا. أروع ما في “تيفاني” أن هناك الكثير من الفرص الهائلة، والكثير من الأشياء التي يمكن فعلها. مثلا، ما من مجوهرات رجالية حتى الآن، وهذا الموسم نطلقها للمرة الأولى.
ماذا تقدّمون إلى الرجال؟

هناك مجموعة مبنية على الحرفية والرموز التاريخية، تحمل اسم "ميكرز" Makers ، وتتألف من قطع جميلة جريئة بالذهب والفضة الإسترلينية. وهناك مجموعة رجالية ثانية تحمل اسم "دايمندبوينت" Diamond Point ، وهي أكثر رقيا، وتقريبا مصنوعة تماما من الذهب. التشكيلة الرجالية ستشتمل على أساور وقلادات وخواتم وكبكات ودبابيس لربطات العنق. من أروع ابتكاراتنا الجديدة مجوهرات راقية للرجال، مع ماسات كبيرة وأحجار كالصفير والزمرد.