مبتكرة نظام  ساهر  للمحال التجارية لـ هي  : هدفي تنمية روح الإبداع لدى المجتمع

مبتكرة نظام ساهر للمحال التجارية لـ هي : هدفي تنمية روح الإبداع لدى المجتمع

25 أغسطس 2013
جدة – إسراء عماد لم يمنعها إحباط من حولها من الإفصاح عن أفكارها وإثبات ذاتها... تخرجت عهود العوفي في تخصص علوم الحاسب الآلي بجامعة الطائف، وعملت على مجموعة من المشاريع التي تتعلق بالأنظمة الالكترونية، من أبرزها إبتكارها لنظام مراقبة إلكتروني للمحال التجارية، ولاقى مشروعها استحسانا كبيرا ما دفعها للبحث عن مشاريع وأفكار أخرى. "هي" التقت المخترعة السعودية عهود العوفي للحديث عن مشروعها الشبيه بنظام "ساهر" المروري كما ذَكَرَت في بحثها، ومعرفة التفاصيل حوله وسبب عدم تطبيقه حتى الآن. ما هو تصورك للمشروع بشكل واسع؟ هو مشروع مفيد للغاية من ثلاثة جوانب: وزارة التجارة والتجار والمستهلكون. وضعت المشروع على نظامين، نظام لوزارة التجارة لضبط مخالفات المحال التجارية، وآخر للمحال التجارية. وما الفائدة التي تعود على الوزارة من خلال المشروع؟ العديد من الفوائد مثل تفعيل دور الرقابة الإلكترونية ودعم اقتصاد البلد بثبات الأسعار للمنتجات المحلية، وتحقيق نوع فريد من المصداقية والشفافية بين التاجر و المجتمع، ما سيساهم قطعا في نمو قدرة المجتمع الإنتاجية، كما يفيد تطبيق المشروع في كشف العديد من الإحصائيات للحكومة عن القوة الشرائية للمستهلكين خاصةً لإحصاء قوة شراء منتج معين في مناسبة ما كالأعياد وغيرها. كذلك قد تفيد هذه الإحصائيات في حال انتشار مرض معين، وربط ذلك بزيادة استهلاك سلعة ما في تلك الفترة، قد تكون السبب في انتشار هذا الوباء او المرض، لذا يمكن للفكرة أن تتوسع لتضم ربط النظام بمصلحة الزكاة لاحتساب الزكاة المفروضة على المحلات التجارية بشكل الكتروني، كما قد تخدم الفكرة وزارة الصحه وربطها بالصيدليات لمراقبة بيع الادوية واصدار مخالفات بنفس الاليه المتبعه بالنظام في حال تم بيع ادوية غير مصرح بها. ما الذي أوحى لك أن تقومي بهذا الابتكار؟ خطرت لي فكرة هذا الابتكار حين لمست حاجة المجتمع لمثل هذا الابتكار، ولمست فارق ارتفاع الأسعار واختلافها بين المحال التجارية، وبعد أن أقمت استبياناً لطبقات مختلفة، فتوصلت إلى أن غلاء الأسعار هو أكثر ما يؤرق المجتمع، وأن هناك شريحة الناس تتأثر بغلاء الأسعار، فكان لابد من ايجاد حل ذكي ومنطقي لضبط ثبات الأسعار. كما علمت من مصادر في وزارة التجارة أن هنالك 400 بلاغ يتم تقديمها يوميا لارتفاع الأسعار، وأن الجولات الميدانية التي تقام على المتاجر غير فعالة. فتساءلت لماذا لا يكون هناك اسلوب تقني دقيق ومتطور يضبط الأسعار عن طريق الحاسوب، وكانت لدي الكثير من الأفكار إلّا أنني اكتشفت بأن هذه الفكرة أكثر منطقية من حيث التنفيذ فبدأت العمل عليها والتعديل والتطوير فيها. متى وكيف قدمتيها؟ حين طُلِبَ منا خلال دراستي بالجامعة مشروع التخرج، عرضت فكرة "ساهر للمحال التجارية" على أساتذاتي بالجامعة، فنصحنني بألا أقدمها كمشروع تخرج يشاركني فيه الكثيرون ويكون هناك مشرفا عليه، فتُظلم الفكرة، بل أن أعمل عليها بمفردي لأنها فكرة رائعة، فبدأت التفكير في فكرة أخرى لمشروع التخرج، وكان مشروع تخرجي تطوير تقنية التعرف على الأشخاص عن طريق بصمة العين. ومتى عملت على مشروع ساهر للمحال التجارية؟ عملت عليه في نفس الوقت الذي كنت أعمل فيه على مشروع التخرج، فتقدمت بشرح فكرة مشروعي في الملتقى التحضيري بجامعتنا للتقدم به في المؤتمر العلمي الثاني بجدة، ووجد استحساناً كبيراً من جميع الدكتورات و الأستاذات والطالبات حتى بل وحتى العاملات بمطعم الجامعة وضابطات الأمن اثنين على الفكرة، ثم انتقل المشروع إلى المؤتمر بجدة، إلّا أنه كان ينقصه التنفيذ الفعلي له، حتى لا يتم عرض الفكرة وظلمها وتعريضها للسرقة، فطلبوا مني حينها محاكاة للفكرة وتطبيقها فعليا. لم يكن لديك تطبيق فعلي للفكرة؟ قمت بتطبيق الفكرة بمحاكاة بسيطة لها من خلال جهاز الباركود والحاسوب الشخصي الخاص بي واحضرت بعض السلع لأتأكد أن النظام فعال وخال من الأخطاء، ولم يسعني حينها تطوير الفكرة و التوسع في برمجتها، لأنني كنت في سنة تخرج ولديّ مشروع تخرج آخر، وبعد أن تخرجت من الجامعة عملت على تطبيق المشروع بشكل أوسع وطورت الفكرة ولكن ليس بأنظمة وقاعدات بيانات هائلة كما سيكون على أرض الواقع. ولماذا لم تتقدمي بالفكرة لوزارة التجارة؟ أنتظر صدورها كبراءة اختراع حتى أتمكن من تقديمها للمؤسسات الرسمية كي تُنَاقَش، ويتم تطبيقها باذن الله على مستوى الوزارات، ولا أستطيع تقديم الفكرة لوزارة التجارة أو أي مؤسسة رسمية، إلّا بعد أن أحصل على براءة اختراع رسمية، في حين ان براءات الاختراع تحتاج لوقت طويل حتى صدورها وهذه من العوائق التي واجهتني ولم يسعني تقديمه في المؤتمر العلمي الثالث بالدمام، لأنني لم أعد حينها طالبة ملتحقة بالجامعة، في حين تشترط المؤتمرات العلمية التقديم بالرقم الجامعي، ولا تسمح بالمشاركات الخارجية. كيف تضمنين حفظ حقوق فكرة المشروع لك؟ والحصول على براءة إختراع لها؟ تقدمت بفكرة المشروع لمدينة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والابداع عن طريق خدمة تخيل، اتممت دورة الفكرة معهم ووجهوني لاستكمال الإجراءات الرسمية لنيل براءة اختراع، وتم حفظ حقوق الفكرة لديهم برقم تسجيل الفكرة و تاريخ تسجيلها عام ٢٠١٠ لحين استكمال اجراءات صدور براءة الاختراع. هل تم تطبيقها سابقاً في دول أوروبية أم هي فكرتك من الأساس؟ حين خطرت لي الفكرة بحثت عنها بالانترنت من خلال مواقع البحث الشهيرة وبعد البحث وجدت أن فكرتي مطبقة بشكل مختلف كليا في الدول الغربية متجسدة في حكومة الكترونية مرتبطة بالوزارات ككل من خلال الأجهزة الالكترونية، لكنها ليست مرتبطة فقط بوزارة التجارة كفكرتي، لأن المنتجات في كثير من الدول الغربية يتم طباعة الأسعار عليها، فلا تقع في مشكلة إختلاف الأسعار والحاجة لرصد التجار. هل قمت بالمشاركة في أي مسابقات منذ الصغر، أو صدرت عنك أي أفكار؟ كانت لدي الكثير من الأفكار منذ صغري إلّا أن إحباط المجتمع دفعني للتحفظ عليها، ولكن بعد أن لاقى مشروع ساهر للمحال التجارية استحسان الناس و تشجيعا كبيرا ممن حولي، ولاسيما افادة واستحسان المدير الاقليمي لاحد المؤسسات التجارية التابعة لقطاع التجزئة بالغربية لفكرتي ومدى منطقيتها وعن امكانية تنفيذها وتبني مؤسساتهم لتطبيقها في محالهم كمرحلة تجريبية أولى بعد صدور موافقة الوزارة على تفعيل النظام، دفعني ذلك للبحث عن أفكار الكترونية أخرى والعمل عليها، والآن لدي فكرتين منطقيتين يمكن تنفيذهما سأقوم بالإعلان عنهما بعد الحصول على براءات اختراع. أمنياتك؟ مجتمعنا تنقصه روح الفكرة، وروح الإبداع، إلّا أنني متاكدة تماما ان لدينا عقولا واعية وافكارا جميله مازالت حبيسة الأدراج، واكثر الأمنيات قربا لي الآن خصوصا بعد صدور تعييني معلمة للحاسب الآلي، هي تنمية الابداع لدى طالباتي وحضهم على ذلك خصوصا أن المجتمعات لا تقوم نهضتها الا من خلال فكرة، والوطن الذي لا نساهم فيه ولو بفكرة لا نستحق العيش فيه. حساب عهود العوفي على تويتر